حقق أنصار تعاطي الماريجوانا مزيداً من المكتسبات في ولاية ميشيغن مع إلغاء بعض المدن للعقوبات المفروضة على حمل كميات صغيرة من هذه المادة التي أصبح تعاطيها لدواعي الترفيه مشروعاً في عدد من الولايات الأميركية الأخرى، مثل كولورادو.
والحقيقة إن هذه الخطوة تفرح بعض الناس وتغضب آخرين، فالذين يتعاطون الماريجوانا أو في طريقهم الى تعاطيها سيفرحون، أما الذين لا يتعاطونها ويخافون على أبنائهم من هذه المادة المخدرة فإنهم سيناهضون بكل تأكيد ويفعلون المستحيل لمنع انتشارها، سواءً بشكل شرعي أو غير شرعي، كونها -على الأقل- مادة مخدرة تفتح باب الإدمان للجيل الناشئ على أنواع خطيرة من المخدرات.
أواخر تسعينيات القرن الماضي زرت سويسرا ضمن وفد إعلامي سوري، وقد رافقنا آنذاك شاب لبناني الأصل يدعى جورج بريدي وكان يعمل في الخارجية السويسرية واطلعنا في مدينة برن، العاصمة، على معالم الحياة السويسرية. فقد زرنا البرلمان وحضرنا جانبا من جلسة كان النواب يناقشون فيها قضية اعتداء ذئب على بقرة، وكان النقاش محتدما بين من يطالبون بتشريع قانون يسمح باصطياد هذا النوع من الحيوانات وبين المدافعين عن الحياة البيئية.
خرجنا من الجلسة لنزور ساحة اطلق عليها العامة هناك «ساحة المجرمين» وتقع بالقرب من البرلمان. وفي هذه الساحة، كما شرح لي محدثي، يُسمح لمدمني المخدرات والمتعاطين والباعة بالتواجد وتعاطي حبوب الهلوسة مرورا بالماريجوانا والهيرويين والكوكايين والحقن.. كل كل المخدرات مسموحة بهذه الساحة حصراً ومن يتعاطى خارجها يزج به في السجن.
سألت صديقي عن سبب غياب الشرطة عن المكان فابتسم وقال: جميع من حولك من الشرطة بلباس مدني، عدا عن كاميرات المراقبة المنتشرة في زوايا الساحة والتي تراقب بدقة متناهية من بعيد تحركات وتصرفات المدمنين للإيعاز لرجال الأمن بالتدخل عند اللزوم، فهؤلاء قد يكونوا خطيرين جداً لاسيما على المارة والفضوليين.
قد يكون تشريع الماريجوانا في ميشيغن أقرب من أي وقت مضى، لعدة أسباب منها الاقتصادي ومنها الاجتماعي، خاصة مع تزايد أعداد متعاطي هذا النوع من المخدرات وتوالي الإنتصارات الإنتخابية التي يحققونها.. إزاء ذلك، علينا النظر الى الأمر الواقع والتعامل مع مخاطر الإدمان والتخفيف من اضراره وتوعية أبنائنا من مخاطره..
Leave a Reply