تشفيط وتطنيش

بقلم: صخر نصر

فجأة مرت السيارة كالبرق من  شارع «البرت ستريت» لتنعطف يمينا على شارع «شيفر» في ديربورن الذي يشهد أعمال صيانة منذ آذار الماضي ولايزال، لتصدم السيارة التي يقودها على مايبدو شاب طائش بسيارة كانت متوقفة على خط السير المزدحم في تلك الساعة المسائية، ذهل الجميع لصوت الاصطدام المدوي والناتج عن السيارة الصادمة والتي أتت من جهة الشمال وأتت على مؤخرة السيارة المتوقفة ولم ينتظر السائق الصادم فرجع قليلا إلى الخلف وانطلق في طريق فرعي، والذي هو عبارة عن «بلازا» مغلقة تتبع لأحد المحال التجارية  فلم يتمكن من الهرب.

ولا أعرف إن كان ينوي ذلك أم لا، لكن هول الصدمة أذهلت جميع من كان في المكان، وبدت جلية على وجه سائق السيارة المصدومة ومن معه الذي سارع للاتصال بالشرطة لضبط الحادث.

قد يبدو هذا المشهد طبيعيا كواحد من حوادث السير التي تشهدها ديترويت بشكل عام وديربورن بشكل خاص، فاللافت في الأمر أن شوارع ديربورن تشهد حالات كثيرة من التهور والرعونة في قيادة السيارات، لاسيما لدى جيل الشباب الذي يصر في كل مناسبة على ارتكاب المزيد من الحوادث والانطلاق بأقصى سرعة على الطرقات والشوارع، حتى الفرعية منها، والتي حددت السرعات فيها بخمسة وعشرين ميلا في الساعة.

ولا يقتصر الأمر على ذلك بل إن بعض الشبان يتعمدون لإبراز مواهبهم وقدراتهم على الانطلاق بسياراتهم بشكل يلفت الأنظار ويثير الرعب في نفوس السائقين الذين يقودهم حظهم العاثر للسير الى جانب هذا الطائش أوذاك.

ويتحدث السكان ومستخدمو الطريق عن حالات بعينها وسيارات محددة كادت تصدم بهم أو قطعت عليهم مسارهم فجأة دون أن توقفها الشرطة أو تردعها على الرغم من الشكاوي المتعددة حسب قولهم ، حتى إن بعضهم يتساءل عن سيارات تخالف وتقف في أوقات منع الوقوف في الشارع (أيام جمع القمامة) ويتكرر ذلك كل أسبوع، ومع ذلك لايرتدع المخالف فإما أنه محظوظ أو ثمة من يتغاضى عن مخالفاته وهذا باعتقادنا غير وارد فالجميع هنا متساوون أمام القانون لاسيما في تطبيق الأنظمة والتعليمات هذا عدا عن أن (التيكيت) تمثل دخلا ماليا كبيراً للبلدية ومن غير الممكن التخلي عن هكذا إجراء.

وبالنتيجة نحن لا يهمنا إن تم تنظيم ضبوط مخالفات مالية، لكن الذي يهمنا هو سلامتنا وسلامة أولادنا وسلامة المارة ومستخدمي الطريق من تصرفات شبان طائشين لاهم لهم سوى التشفيط وابراز مواهبهم في اطلاق الدخان من إطارات مركباتهم وإصدار الأصوات المخيفة واللافتة للانتباه.