بغداد – يتجه البرلمان العراقي إلى الانعقاد الاثنين المقبل، وسط تضارب في ثقة الأطراف السياسية بإمكان أن تحمل الأيام القليلة الفاصلة عن موعد الجلسة اتفاقاً على أكبر ثلاثة مناصب في البلاد.
فقد هددت القائمة “العراقية” مجددا بالانسحاب من العملية السياسية برمتها إذا حاولت بعض الكتل السياسية سلب استحقاقها الانتخابي والدستوري، في وقت أكد فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال اتصال هاتفي مع نظيره العراقي جلال الطالباني أهمية تشكيل حكومة تشارك فيها جميع الأطراف والمكونات العراقية.
في خطوة تشير إلى نضوج الحل السياسي في العراق نسبياً، دعا الرئيس المؤقت لمجلس النواب، فؤاد معصوم، أعضاء المجلس إلى استئناف جلساتهم الاثنين المقبل لانتخاب رئيس المجلس ونائبيه، وفقاً للمادة 55 من الدستور العراقي. وأوضح رئيس السن أن دعوته تتماشى مع قرار المحكمة الاتحادية الصادر في الرابع والعشرين من الشهر الماضي، والقاضي بإلزام المجلس استئناف جلساته خلال أسبوعين.
في غضون ذلك، لمح زعيم ائتلاف العراقية، إياد علاوي، إلى أنه قد ينسحب من مباحثات اقتسام السلطة ويقود المعارضة، في وقت كان فيه النائب في الكتلة أحمد العريبي، يكشف عن أن 30 نائباً منضوين في قائمة علاوي يعتزمون مساندة حكومة يقودها رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي.
وفي مقابلة مع صحيفة “غارديان” البريطانية، قال علاوي إنه لا يعتقد أن صفقة لتأليف حكومة وحدة وطنية مع المالكي ومنافسين آخرين يمكن أن تنجح. وأضاف “بدأت أتقبل أن المعارضة هي خيار حقيقي لنا”، مشيراً إلى “أننا في الأيام الأخيرة من اتخاذ قرار نهائي في هذه المسألة”.
في المقابل، قلل العضو البارز في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، جلال الدين الصغير، من أهمية جلسة الاثنين المقبل. وأبدى عدم ثقته من تمكن الأطراف العراقية من حسم أي من المناصب، باستثناء منصب رئيس الجمهورية، مرجحاً استمرار جلال الطالباني في منصبه.
من جهة ثانية، كشف وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، عن أن الحكومة لم تتلقّ خطاباً رسمياً بشأن المبادرة السعودية. وقال “إننا في الحكومة فوجئنا بالمبادرة لأنه لم يجر الإعداد لها مسبقاً وسمعنا عنها عن طريق الإعلام”. ولفت زيباري إلى أن العرب والسعودية يدركون “أن تأليف الحكومة شأن داخلي” قبل أن يستدرك بقوله “لكن هذه المبادرة قد تساعد في حث القيادات العراقية على أن تكون أكثر إيجابية”.
Leave a Reply