إحتفال تأبيني للراحل الأحد فـي 52 الجاري فـي المجمع الإسلامي
ديربورن – خاص «صدى الوطن»
شيعت الجاليتان اللبنانية والعربية في مدينة ديربورن مساء يوم الإثنين الماضي في أجواء من الحزن والغضب جثمان رجل الأعمال اللبناني الأميركي جواد عبد الحسن بزي الذي قتل صباح يوم الجمعة الماضي في إحدى محطات المحروقات في مدينة ديترويت على يد صاحب المحطة السوري الأميركي حسان مكبوس، بسبب نزاع بين الجاني والضحية على أسعار المحروقات، تطور إلى إشتباك بالعصي بين موظفي المحطتين المتقابلتين وانتهى نهاية مأساوية بإقدام الجاني على إطلاق النار على المغدور بزي الذي لم يكن يحمل أي سلاح.وسجيّ جثمان المغدور جواد بزي وهو أب لأربعة أطفال وناشط بارز في العمل الإجتماعي والخيري في وسط جالية أبناء مدينة بنت جبيل، في المجمع الإسلامي الثقافي في مدينة ديربورن مساء يوم الأحد الماضي، حيث توافدت حشود كبيرة على المجمع لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الراحل وتقديم واجب العزاء لأفراد عائلته. وأعيد إحضار الجثمان إلى المجمع الإسلامي يوم الإثنين وسجي داخله من الحادية عشرة صباحاً حتى السابعة مساءً وسط توافد المعزين.وأم الصلاة على جثمان الراحل المغدور مرشد المجمع الإسلامي الشيخ عبد اللطيف بري. ومن المجمع الإسلامي كان لجثمان المغدور بزي محطة في نادي بنت جبيل الثقافي على شارع ميللر حيث إستقبله أعضاء النادي الذي كان الراحل أحد مؤسسيه مع حشود من أبناء بنت جبيل وحمل نعش الراحل على الأكف إلى داخل القاعة وقام شبان وفتيات بنثر الورود على النعش الذي سجي في وسطها.وأعلن رئيس نادي بنت جبيل نعيم بزي بكلمات مؤثرة عن إنعقاد جلسة للنادي مخصصة لتأبين عضوه المؤسس الراحل ورئيس لجنة التخطيط فيه.واقتصر التأبين على كلمتين لرئيس اللجنة الثقافية في النادي الدكتور حسن بزي والرئيس الأسبق للنادي الزميل عدنان بيضون. ومما قال د. بزي في كلمة التأبين: «جواد أيها الصديق الحبيب، أيها الطيب، بنت جبيل تبكيك، النادي تبكيك، أيها الفارس العائد، تراب بنت جبيل الذي أحببت يحتضنك من جديد، لقد تركت أيها الفارس المغوار فراغاً كبيراً في نفوسنا وقلوبنا وداعا أيها الحبيب، وداعاً أيها الصديق».وجاء في كلمة التأبين التي ألقاها الزميل عدنان بيضون: «هذا جوادك يا بنت جبيل قد أسرج القلب وتوثب، مشتعِلاً بالشوق إلى اللقاء.. هذا جوادك العربي الأصيل يطلق صهيل دمه في فضاء غربتنا وزماننا معتذراً عن عدم الوداع، ليس من عادة الفوارس الوداع. هذا فارسك يا إبنة الجبل الحزينة إليك قد شد الرحال، فتكحلي بميل المجد لعناق القادم على أجنحة الريح سراعاً، مكلّلاً بطهر دمه وآهاتنا الحرى على العمر الوضيء».وتابع بيضون «ويا كل الجراح في الحارات العتيقة تبرّجي للقاء الفارس العائد على صهوة الموت، أخرجي له النبض المخبأ في سراديب الزمن، واحتضنيه، فجواد يعشق نبضك المخبوء من عمر الطفولة، إرتشفيه خمراً من خوابي العمر، قد تعتق بالرجولة، وتنشقي عطر الكفاح يفوح من أردانه، وبرفق كفيك، ردي عليه ترابه، ردي عليه حنينه.وختم الزميل بيضون: «أيها الراحل المدجج بحبنا هذه ناديك تحضنك للمرة الأخيرة لكنها ستحفظ لك المطرح على صفحات القلوب وعلى ناصية الذاكرة، وسيبقى طيفك وصوتك يعلنان في ضمائرنا عن حضورك الدائم ونخوتك الشماء وحرصك الصادق على إعلاء راية هذه المؤسسة التي سكنت خافقيك. فألف سلامٍ على روحك الطاهرة البريئة وألف دمعة على شبابك المسفوح، وهنيئاً لك يا ثرى بنت جبيل بضم هذا الجواد الطاهر الشجاع، العف الكريم إلى كوكبة الأبرار. وداعاً جواد .. وداعاً .. وداعاً».وفي ختام التأبين شيع جثمان الراحل مرفوعا على الأكف من داخل القاعة وطار في اليوم التالي ليدفن في مسقط رأسه في بنت جبيل – لبنان بناءً لرغبة أفراد العائلة. وقدم مدير قاعة النادي حبيب بزي طعام عشاء لأفراد العائلة والحضور عن روح المرحوم جواد بزي. وعلى صعيد الإجراءات القضائية المرتبطة بالجريمة، وجهت مدعي عام مقاطعة وين كيم وورثي تهمة «القتل المفتوح» للجاني حسان مكبوس وأبقته قيد الإعتقال دون كفالة بانتظار إستكمال إجراءات المحاكمة.وأوضحت وورثي في مؤتمر صحفي عقدته لهذه الغاية «أن هذه الجريمة بملابساتها المعقدة ستكون في عهدة لجنة المحلفين في حال رست المقاضاة على إنتقائها ويُعهد إليها في حال الإدانة تحديد درجة الجريمة وبالتالي تطبيق العقوبة المناسبة بحق مرتكبها.»إحتفال تأبينيويقام إحتفال تأبيني للراحل المرحوم جواد بزي عند الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم الأحد في 52 نوفمبر الجاري في المجمع الإسلامي الثقافي في مدينة ديربورن، يتحدث فيه عدد من الخطباء. وكانت عائلة الفقيد تقبلت التعازي برحيله أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس في قاعتي نادي بنت جبيل وبيبلوس وفي منزل الفقيد على شارع أوكمان في مدينة ديربورن وفي المجمع الاسلامي الثقافي.
Leave a Reply