يبدو أن العنصرية السياسية ضد المسلمين الأميركيين عادت لتطل برسأها في لانسنغ عاصمة ميشيغن، الولاية التي تحتضن أكبر تجمع للجالية العربية والإسلامية خارج الشرق الأوسط، والتي ساهمت في إعلاء شأن الولاية من خلال إسهامات أبنائها الإقتصادية والمالية والإجتماعية والسياسية، باعتراف الحاكم ريك سنايدر، الذي عاد وأكد في خطاب «حال الولاية» الذي ألقاه مساء الخميس الماضي على أهمية المهاجرين والتنوع الذي تزخر به ميشيغن، منتقداً «بعض أصوات» التعصب في المجلس التشريعي، بإشارة الى أحد النواب الجمهوريين الذين انتقدوا المسلمين والمثليين في ميشيغن.
أغيما |
ودعا سنايدر الى لغة متحضرة في الحياة السياسية واحترام جميع شرائح مجتمع الولاية (أبرز ما ورد في خطاب سنايدر في العدد المقبل).
موقف سنايدر جاء بعد دعوة وجهها له أربعة أعضاء ديمقراطيين في مجلس نواب ميشيغن، دعوه إلى إدانة زميلهم الجمهوري دايف أغيما، عضو مجلس النواب السابق وعضو اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري بسبب هجومه اللاذع على الجالية الإسلامية عبر مواقف علنية وأخرى عبر مواقع التواصل الإجتماعي. فقد أبدى كل من النواب ديفيد كنيزيك (ديربورن هايتس) وجورج ديراني (ديربورن) ورشيدة طليب (جنوب غرب ديترويت) وفيكي بيرنيت (فارمنغتون هيلز)، امتعاضهم من تصريح أغيما الذي انتقد فيه الأميركيين المسلمين واصفاً إياهم أنهم لا يقدموا شيئاً للولايات المتحدة، كما إنتقد المثليين.
وقال النائب كنيزيك «إني كمسيحي أشعر بإهانة بالغة من تصريحات السيد أغيما. إن مدينتي ديربورن هايتس هي أيضاً موطن عدد كبير من السكان المسلمين من ضمنهم رجال أعمال محترمون جداً وعوائل طبقة وسطى وطلاب. وعندما أقرأ تصريحات مغرضة كهذه فإني أشعر بالعار والإحراج معاً خصوصاً أنها تأتي من شخص يدعي أنه رجل من رجال الله إلا أن عدم تسامحه وكرهه هما أبعد ما يكونا عن تعاليم الكنيسة. كذلك من يدعي أنه وطني، يبدو لي أنه غير ملم بشكلٍ كافٍ بمعنى الحرية والحلم الأميركي».
وكان أغيما قد هاجم المثليين في منتديات عامة وعلى مواقع التواصل الإجتماعي، وتضمن انتقاده للمسلمين قوله «هل رأيت مسلماً يفعل أي شيء قد يساهم إيجابياً في طريقة الحياة الأميركية».
أما النائب عن ديربورن جورج ديراني، فرد بقوله «لقد تشرفت بتمثيل ديربورن لأكثر من ثلاثة أعوام حتى الآن، حيث تسكن جالية إسلامية قوية تساهم بفعالية في نجاح ومصلحة مدينتنا الأم. لقد شهدت بنفسي كيف أن المسلمين الأصدقاء والجيران كانوا يلفون هدايا عيد الميلاد ويسلمونها عبر جمعية «ديربورن غودفيلور» لكي يتأكدوا من عدم قضاء طفل واحد يوم الميلاد من دون هدية. لقد رأيتهم يعملون على مشاريع خدماتية مع «ديربورن روتاري» لكي يساعدوا المحتاجين كما شاهدت أمثلة لا تعد ولا تحصى عن دعمهم المستمر لمدارسنا من خلال مبادراتهم التدريبية أو جمع التبرعات».
وأضاف ديراني «القضية الأساس هي أن لا قيمة لهذا النوع من التحريض. وأن هذه المحاولات الآيلة إلى إستخدام الجهل من أجل تقسيم مجتمعنا لايمكن التهاون معها وأنا أرحب بأي فرد مهتم بمجتمعنا أن يتفضل بزيارتنا قبل أن يكوّن رأياً مبنياً على الخوف والمفاهيم المغلوطة».
النائب رشيدة طليب أصدرت بياناً أيضاً قالت فيه «بصفتي المسلمة الوحيدة في المجلس التشريعي في ميشيغن أشعر بإهانة فظيعة من قبل الزميل السابق وتصريحه المتعصب. وقد تسمح له حرية القول أن يتفوه بما يريد، إلا أن الحزب الجمهوري والحاكم سنايدر لديهما التزام أخلاقي تجاه مواطني هذه الولاية، كي يتبرأوا من الكراهية التي تمثلت بتعليقاته. ذلك أن الصمت المستمر عن الكلام المسيء يصعد فقط من التمييز ضد أتباع الدين الإسلامي في ميشيغن». وأضافت «إن المسلمين في هذه الولاية قد قدموا إسهامات عظيمة في مجال التربية والصحة والسلامة العامة وغيرها من المجالات الحيوية التي تساعد ميشيغن على الإزدهار».
النائب فيكي بيرنيت أدلت بدلوها أيضاً وأشارت أن الوقت قد حان بالنسبة إلى قادة الحزب الجمهوري في هذه الولاية لكي يقفوا ويقولوا أن أقوال عضو حزبهم، أغيما، قد تمادت كثيراً وهي متعصبة ولا تعكس قيم حزبهم». وأردفت بيرنيت «لقد سمحوا لهذا السلوك أن يتمادى في تطرفه لزمن طويل ومواطنونا، بغض النظر عن أعراقهم ودينهم أو توجههم الجنسي، يقدمون مساهمات إيجابية جليلة لمجتمعنا وبشكل يومي، وعلى الحاكم سنايدر أن يدين هذا الخطاب الحاقد الكريه فوراً ويدعو إلى إقالته. كما على الحاكم سنايدر أن تكون إدانته علنية وأن يقوم بها اليوم قبل الغد».
Leave a Reply