منذ قرابة أسبوعين، بدأ أكثر من 1500 أسير فلسطيني إضراباً مفتوحاً عن الطعام في كافة السجون الإسرائيلية، بمناسبة «يوم الأسير الفلسطيني» الذي يصادف في 17 نيسان (أبريل).
معركة الأمعاء الخاوية في زنازين الدولة العبرية جاءت تحت عنوان «إضراب الحرية والكرامة»، اعتراضاً على الممارسات الإسرائيلية الجائرة في التضييق على السجناء وحرمانهم من أبسط حقوقهم المدنية والقانونية، لاسيما وأن آلاف السجناء –وبينهم نساء وأطفال– محتجزون من سنين طويلة بدون توجيه التهم لهم، كما أن الكثيرين منهم ممنوعون من توكيل محامين للدفاع عنهم.
«إضراب الكرامة» حمل الشارع الفلسطيني إلى التحرك السلمي بتنظيم مظاهرات تضامناً مع الأسرى في عدد من المناطق الفلسطينية، وسقط البعض منهم في مواجهات مع قوات الاحتلال. كما لقي الإضراب تضامن العديد من النشطاء الحقوقيين ومتصفحي مواقع التواصل الاجتماعي، ونشر الكثيرون منهم مقاطع مصورة تظهرهم وهم يشربون الماء المملح، في إشارة إلى دعم السجناء الفلسطينيين المضربين على الطعام، والذين يقتصر غذاؤهم على الماء المملح تجنباً لتعفن الأمعاء.
رسالة السجناء وصلت إلى الولايات المتحدة والجمهور الأميركي، حيث نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» مقالاً لعضو اللجنة المركزية في حركة فتح مروان البرغوثي في 16 نيسان (أبريل) الماضي دعا فيه الأسير المحكوم بالسجن المؤبد خمس مرات إلى تحسين الظروف الإنسانية للسجناء الفلسطينيين، والسماح لعائلاتهم بزيارتهم حسب الأصول القانونية.
لكن المفارقة المؤلمة، أن صرخة البرغوثي لم تصل لمجتمع العرب الأميركيين في منطقة ديترويت الذين لم يحركوا ساكناً، متجاهلين محنة أشقائهم الذين يكابدون ظلمة الأقبية وعسف السجانين، من دون أن ننكر على بعض الأوساط التزامها بدعم حقوق الفلسطينيين وتأييد نضالهم ضد الكيان الغاصب، فبعض المنظمات مثل «مسلمون أميركيون من أجل فلسطين» و«الحملة الأميركية من أجل الحقوق الفلسطينية» ما تزال تقوم بنشاطات لافتة في هذا السياق، ولكن السؤال الذي ينبغي أن نجد الإجابة عنه يبقى: أين هو دور جاليتنا العربية التي لم يظهر منها أي حراك –ولو رمزياً– أو إشارة تعكس تضامنها مع الأسرى الفلسطينيين؟ أين هم نشطاؤنا وقادة مجتمعنا الذين لم نسمع من أي واحد منهم دعوة لإقامة مناسبة واحدة تضامناً مع السجناء الفلسطينين؟ ألا يستحق نضال الأسرى خلف قضبان الاحتلال وقفة تضامن تساهم في إيصال أصواتهم إلى الناس في هذا المقلب من العالم؟
إننا في «صدى الوطن» نعلن عن التزامنا بدعم قضية الشعب الفلسطيني وتمسكه بحقوقه المشروعة، وندعو في الوقت ذاته العرب الأميركيين ألا يغفلوا (أو يتغافلوا) عن تضحيات أشقائهم مهما كانت الأسباب ومشاغل الحياة وقباحة المشاهد القادمة من بلداننا الأصلية، فإبراز التضامن مع الأسرى.. هو أضعف الإيمان.
لطالما قلنا، وقال العرب في كل مكان، إن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأساسية، وإننا نتمنى اليوم أن لا تكون تلك العبارة قد تحولت فعلاً إلى كلمات جوفاء، لأننا مؤمنون بأن قضية فلسطين هي القضية الإنسانية التي تعبر عن وجداننا وإيماننا بالعدالة والحق وحتمية انتصارهما.
إن قضية فلسطين عادلة تشرف كل إنسان –بالأخص إن كان عربياً– بالانتماء إليها، والدفاع عنها، لا من باب «أضعف الإيمان»، بل من أعظمه!
Leave a Reply