وليد مرمر
فيما العالم برمته مشغول في مواجهة فيروس كورونا، عمد النظام السعودي، بتحالفه العربي والدولي، إلى تصعيد لافت في حربه العدوانية على اليمن مقترفاً مرة تلو الأخرى جرائم حرب بحق المدنيين.
وجاء هذا التصعيد بعد أن تمكنت قوات الجيش واللجان من تحقيق انتصارات نوعية بالتعاون مع العشائر والقبائل في مديريتي خب والشغف شرقي محافظة الجوف وصولاً إلى منطقة اليتمة التي تبعد فقط 20 كيلومتراً عن الحدود السعودية، وذلك رغم تهديد النظام السعودي، القبائل التي تتحالف مع الحوثيين بقصف قراهم وبلداتهم من غير تمييز بين المدنيين وغيرهم!
ويبدو إن هذه الإنتصارات في محافظة الجوف الغنية بالنفط والغاز هي ما دفعت بنظام آل سعود إلى تصعيد غير مسبوق في محاولة لتغيير المعادلات على الأرض، فعمد إلى شن عشرات الغارات الجوية منفذاً سياسة الأرض المحروقة في محاولة يائسة لاستعادة زمام الأمور بعد سلسلة انتصارات حققها اليمنيون.
ومن المعروف أن السعودية تحاول منذ عقود قضم مناطق يمنية حدودية واسعة بسبب ثرواتها الطبيعية. لذا فهي قد تقدمت عشرات الكيلومترات في العمق اليمني، وهي كانت قد منعت أو عرقلت الحكومة اليمنية منذ مطلع الثمانينات من التنقيب عن النفط والغاز تحت ذرائع مختلفة.
هذه الانهيارات المتسارعة لقوات التحالف السعودي في محافظة الجوف، إضافة إلى محاصرة الجيش اليمني واللجان الشعبية مدينة مأرب، بعد دخولهما العديد من مديريات المحافظة عسكرياً أو من خلال المصالحات، دفعت بما يعرف بالتحالف العربي للاستنجاد بحليفه الأميركي الذي تمرس على استعمال ورقة التجويع والحصار الجماعي (فنزويلا وإيران مثلاً) لتحقيق المآرب السياسية.
وهكذا، أوقفت واشنطن دفعة واحدة كل برامج المساعدات الإنسانية في صنعاء وضغطت على الأمم المتحدة لإيقاف كل برامجها ومساعداتها الطبية والغذائية للمدن والقرى اليمنية. وكأن تجويع أكثر من 80 بالمئة من الشعب اليمني وتفشي الأمراض والأوبئة ليس كافياً، حتى عاد التحالف العربي المدعوم دولياً إلى تضييق الحصار أكثر من ذي قبل على صنعاء وذلك ليس إلا لإرغام الحوثيين على الرضوخ للشروط السعودية لإنهاء الحرب أو بالحد الأدنى من أجل «ممارسة الضغط الدبلوماسي على إيران وحلفائها في المنطقة»، حسب مجلة «فورين بوليسي».
لا شك أن هذا التصعيد العدواني، إن كان عبر الحصار والتجويع أو الغارات الجوية العشوائية، قد أتى بعد الإنجازات الأسطورية التي حققتها قوات اللجان والجيش في محافظة الجوف الحدودية الاستراتيجية، سيما بعدما سقطت بأيدي اللجان والجيش عاصمة الجوف، مدينة الحزم، رغماً عن أنف «عاصفة الحزم»!
وبينما يحكم الجيش واللجان قبضتهما على مدينة مأرب الاستراتيجية والغنية بالنفط من عدة اتجاهات، أصبحت قواتهما قاب قوسين أو أدنى من الحدود السعودية، ونتيجة لهذه التطورات الاستراتيجية المفاجئة لصالح الحوثيين، سارعت البحرية الأميركية لنجدة حليفها النظام السعودي في عدوانه الإجرامي فأعلنت يوم الخميس الماضي عن توجه حاملة الطائرات «أيزنهاور» والأسطول المرافق لها نحو خليج عدن، وذلك للمشاركة بفعالية أكبر في العدوان المستمر منذ سنوات على الشعب اليمني قصفاً وتشريداً وحصاراً وتجويعاً!
Leave a Reply