أتلانتا – «صدى الوطن»
تظاهر مئات النشطاء في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا، يوم الاثنين الماضي، احتجاجاً على الممارسات الوحشية لجنود الاحتلال الإسرائيلي الذين أردوا برصاصهم ما يزيد عن 60 فلسطينياً وجرحوا 2700 آخرين حتى يوم الاثنين الماضي الذي اعتبر الأكثر دموية في غزة منذ الهجوم الإسرائيلي على القطاع المحاصر في 2014.
تظاهرة أتلانتا التي ضمت ما يزيد عن 400 شخص، كانت ثمرة جهد بين عشرات المنظمات الحقوقية والمدنية في المدينة، بينها «مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية» (كير–جورجيا) ومنظمة «الصوت اليهودي من أجل السلام –فرع جورجيا» ومنظمة «حياة السود مهمة».
المتظاهرون من إثنيات وخلفيات متعددة، تجمعوا قرب منتزه «سنتينيال»، رافعين اللافتات والأعلام الفلسطينية، وهتفوا بصوت واحد: «من البحر إلى النهر.. فلسطين حرة»، وقد تزامنت وقفتهم الاحتجاجية مع «ذكرى النكبة» التي تصادف 15 أيار (مايو)، الثلاثاء الماضي.
وفي مهرجان خطابي، قالت الناشطة في منظمة «الصوت اليهودي من أجل السلام» روزينا غيلاني: «إنه من المهم أن ندرك أننا هنا في حالة من الحزن والغضب الشديدين، ولكننا هنا أيضاً لكي نتذكر أن هذا الغضب ليس وليد عمليات القتل الأخيرة في غزة، وإنما بسبب الأحداث اليومية في فلسطين».
وتلت غيلاني رسائل أبرقها مواطنون من غزة، وكانت إحداها من الفلسطيني يوسف الجمل، تقول: «بعد مرور 70 عاماً على النكبة، لم ينس الشباب الفلسطينيون قراهم الأصلية وهم يصرون على العودة إليها مرة أخرى.. بالرغم من تخلي الجميع عنهم».
وكان قرار الرئيس دونالد ترامب بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس سبباً رئيسياً في تأجيج التوتر في الأراضي المحتلة وإطلاق يد القتل الإسرائيلية الساعية إلى تهويد القدس التي تعد جزءاً لا يتجزأ من الهوية العربية والفلسطينية باعتبارها مدينة مقدسة لدى أتباع الديانات السماوية الثلاث.
القس فهد أبو عقل، شجب من جانبه كل من يستخدم الخطاب الديني من أجل شرعنة الاحتلال الإسرائيلي، واصفاً من يفعل ذلك بأنه «لا يؤمن بالإله الحقيقي».
أبو عقل، وهو فلسطيني أميركي وأول عربي ينتخب لقيادة الكنيسة المشيخية في الولايات المتحدة، أضاف «بصفتي قساً مشيخياً فإنني أتحدى كل شخص، سواء أكان مسلماً أو مسيحياً أو يهودياً، يستغل إسم الله لكي يحتل أو يسرق الأرض.. من يفعل ذلك ليس لديه إله حي»، وفقاً لصحيفة «أتلانتا جورنال».
وفي السياق ذاته، أشارت الناشطة في منظمة «الصوت اليهودي من أجل السلام« إيليز كوهين إلى أن ممارسات إسرائيل ضد الفلسطينين تفقد الموسويين معنى روحهم اليهودية تسرق معنى أن تكون الصلاة باللغة العبرية، وقالت «إن 70 عاماً من النكبة المستمرة، و50 عاماً من الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية (بعد حرب 1967) و11 عاماً على حصار غزة.. هي وقائع غير مفهومة وغير مقبولة».
كوهين وهي تغالب دموعها، غنت مع ابنتها أغنية مؤثرة تتحدث عن السلام وعدم رفع السيوف بوجه الأمم الأخرى.
وبعد انتهاء المهرجان الخطابي، جال المتظاهرون حول منتزه «سنتينيال» مرددين الهتافات خلف أحد النشطاء، وكان السائقون يطلقون زمامير سياراتهم تضامناً مع المحتجين.
واختتمت التظاهرة بإيقاد الشموع، حيث تليت بصوت عال أسماء الفلسطينيين الذين قتلوا خلال المواجهات الأخيرة مع جنود الاحتلال في غزة، ثم كان بعدها الوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء.
وقالت أسماء أحمد، وهي فلسطينية أميركية تعيش في مدينة أتلانتا: «اليوم أظهرنا للعالم أجمع ماذا يعني أن تكون فلسطينياً.. معناه أنك تتعرض للأذى والتحطيم يومياً ولكنك تقف مراراً وتكراراً من جديد، بنفس القوة التي كنت عليها من قبل».
وأضافت: «أنا مدينة للناس هنا بشكل كبير، فالطريقة التي انضموا بها تكشف أنه لا توجد حدود وفوارق بيننا.. وهذا أمر مدهش».
Leave a Reply