ديترويت – خاص “صدى الوطن”
تحت عنوان “الزحف دون خوف، معاً ضد التنميط العنصري ومعاً من أجل احترام الحقوق المدنية وخلق فرص العمل للجميع”. تظاهر ما يقارب الآف من المواطنين والمهاجرين اللاتينين والافريقيين الأميركيين والعرب والمسلمين الأميركيين في “كلارك بارك”، جنوب غربي ديترويت السبت الماضي، 20 آب (أغسطس)، عند الساعة الثانية عشرة ظهراً.
وجاء تنظيم التظاهرة بالتعاون بين “التحالف من أجل حقوق المهاجرين واصلاح ميشيغن”، “التحالف ضدة وحشية الشرطة في ديترويت”، “ميشيغن واحدة”، “مركز حقوق المهاجرين في ميشيغن”، “أكسس”، “الاتحاد الدولي واتحاد العمال في شركات السيارات والطيران وتنفيذ المشاريع الزراعية”، و”وكالات الاتحاد اللاتينية” وبرعاية عضوي الكونغرس الأميركي الديمقراطيين جون كونيورز وهانسن كلارك.
واستهل التظاهرة عدد من الفعاليات الاجتماعية والمدنية التي طالبت بوقف الظلم الذي يلحق بالمهاجرين وأبناء المجتمع الواحد.
وكانت نداءاتهم واحدة “لا يمكن العيش بسلام في أرض قوانينها التشريعية تظلم ابناءها. نتظاهر اليوم معاً من اجل السلام والعدالة الاجتماعية وسنستمر بالتظاهر حتى تتحقق مطالبنا”.
ثم ألقت النائب في كونغرس ميشيغن رشيدة طليب كلمة جاء فيها: “انه يوم تاريخي في جنوب غربي ديترويت وفي كل اميركا حيث نقف جميعاً بمختلف عقائدنا وانتماءاتنا لنوصل رسالة موحدة تطلب من كل الفعاليات ومن رئيس الولايات المتحدة ان يوقفوا الظلم الذي يلحق بأهلنا بسسبب نظام الهجرة الجائر وان يدفعوا بكل قوتهم لتغيير هذا النظام، اليوم قبل غد”.
وأضافت طليب: “تعبنا من بكاء الامهات على أبنائهم الذين يُرحّلون ظلماً وتترك عائلاتهم في مهب الريح. لم يأت المهاجرون الى هنا الا من اجل الحلم الأميركي تماماً ككل اميركي متواجد على هذه الأرض”.
وطالب عضو كونغرس ميشيغن، ذو الأصول اللاتينية، هارفي سنتانا والذي يمثل 450 ألف لاتيني في الولاية، المتظاهرين “بالاصطفاف معاً في وجه عمليات التقسيم ورفع الصوت عالياً دون خوف في وجه الظلم الذي يطال أبناء الجاليات سواسية”.
كما أمِل سانتانا أن يستمر التحرك والعمل على تحقيق المطالب التي يريدها الناس: “نأمل ان يفهم الذين يحاولون دفع قوانين الهجرة الى الهاوية أن أميركا بناها المهاجرون ونحن نسعى الى بناء اميركا موحدة لا تحتكر القوانين لفئات معينة من الشعب وتحترم حقوق الآخرين المدنية والانسانية”.
ومن جهته، رأى عضو الكونغرس الأميركي هانسن كلارك ان من جعل الولايات المتحدة الأميركية البلد الأعظم في العالم هو كل المهاجرين الذين بذلوا كل طاقاتهم في هذه الأرض، فلا داعي للخوف من كلمة الحق: “هذه بلد الجميع وحقوقنا ممنوحة من الله للعيش بحرية وسلام”.
كما شكر رئيس “اتحاد عمال السيارات” (يو أي دبليو) بوب كينغ الرئيس باراك أوباما على خطوته الاولى في توقيف الترحيل ودعا الحشود الى الوقوف معاً والمحاربة معاً ضد “وكالة تنفيذ قوانين الهجرة والجمارك” (آيس) “التي تنتهك حقوق الجميع وتقف عائقاً امام تحقيق العدالة”.
واعتبرت مديرة خدمات الأسر اللاتينية والمتحدثة نيابة عن “التحالف من اجل حقوق المهاجرين” ليديا رايس: “ان وكلاء الهجرة لا ينتمون للمدارس الابتدائية ودوريات الحدود لا تنتمي الى الكنائس والمراكز الاجتماعية. سوف نتحدى هذا الظلم ولن نخاف من المطالبة باحترام كرامتنا وكرامة افراد مجتمعنا”.
كما طالب، مدير مجلس العلاقات الاسلامية الاميركية (كير) في ميشيغن، داوود وليد باحترام حقوق المسلمين في ممارسة الحق الدستوري “حرية المعتقد” وضرورة أن يتوقف ما يتعرض له المسلمون من مهاجمة من قبل دوريات الحدود حيث تصوب الاسلحة عليهم ويتم توقيفهم لساعات تحت ذمة التحقيق حول معتقداتهم وممارساتهم الدينية.
ثم تناول قادة من الأميركيين الافارقة التحديات المستمرة لدائرة الشرطة وغير الخاضعة لأي مساءلة قانونية: “الشرطة، وبرغم الوصاية الفدرالية بتغيير سير عملها منذ 10 سنوات، لا تزال حتى اليوم تمارس القمع والوحشية والتنميط. وتأتي الحكومة الفدرالية لتمنحهم المزيد من الموارد دون حسيب او رقيب. لهذا نقف معاً من اجل تغيير ثقافة الشرطة الظالمة حتى يتوفر للمواطنين خدمات منصفة”.
وتوجه المتظاهرون في الختام الى شارع فيرنور في مسيرة رافعين اليافطات المنددة بنظام الهجرة وهمجية الشرطة والتمييز العنصري الممارس في حقهم.
وفي حديث خاص مع “صدى الوطن” قالت طليب: “نأمل ان يفي الرئيس اوباما بوعوده فيما يختص باصلاح نظام الهجرة لكي لا يضطر الناس الى الانتظار سنوات طوال كي يجتمعوا مع اهاليهم. كما يجب أن تتوقف عمليات الترحيل الظالمة التي تطال أبناء مجتمعنا”.
وتابعت طليب، وهي العربية الأميركية الوحيدة في كونغرس ميشيغن، “لا يكفي ان يصدر قانون يوقف ترحيل المهاجرين، بل يجب ان يأتي الاصلاح الشامل لنظام الهجرة الذي لا يزال على حاله منذ عشرين سنة”.
وأعطت طليب مثالاً على همجية “آيس” حين قاموا بدورية مفاجئة على احدى المدارس المحلية، وقاموا بسحب اثنين من الاهالي، غير آبهين بأحد، مما بث الذعر في اوساط الجميع. وأكملت القول: “تملك هذه الدائرة صلاحيات واسعة اكثر مما ينبغي”.
وترد طليب سبب تفاقم الوضع سوءا الى القادة المسؤولين عن هذه الوكالات خاصة في ميشيغن حيث لا يخضع اي من الضباط للمساءلة او المحاسبة. “وقد يكون هذا التغاضي له صلة بكون المسؤول عن هذه الحملة متزوجاً من رئيسة دائرة تنفيذ قوانين الهجرة والجمارك” بحسب طليب.
وجاء هذا التحرك بعد اعلان ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما الخميس الماضي عزمها على الاسراع في تشريع قانون الهجرة، ووقف طرد المهاجرين المقيمين والبدء بتسوية اوضاعهم والنظر في ملفات اقامتهم ولكن بصورة فردية، أي ان القانون لا يشمل الجميع بل حالات فردية قيد الدرس.
ففي حال كان المهاجر غير الشرعي لا يملك سجلا جنائيا وهو محتجز، يتعين على موظفي دائرة تنفيذ قوانين الهجرة والجمارك ان يتحركوا بسرعة لوقف عملية طرده. وفي حال كان المهاجر غير الشرعي لا يملك سجلا جنائيا وغير محتجز، يفترض ان تصبح عملية قوننة وجوده في البلاد اسرع.
وتشهد لجنة الهجرة في مجلس الشيوخ الأميركي مناقشة خطة جديدة لقواعد الهجرة في أميركا، بهدف حل مشكلة المئات من المهاجرين غير الشرعيين والذين تعج بهم المدن الأميركية.
والجدير بالذكر أنه في حال إقرار هذه القوانين سوف تحل معها ليس فقط مشكلة المهاجرين غير الشرعيين وإنما ستحل نظام التأشيرات المرتبط بالعائلات.
وتزامناً مع هذه الاجراءات الجديدة، قامت سلطات بعض الولايات، أبرزها أريزونا، بتنفيذ تشريع يمنحها الصلاحية في اعتقال المهاجرين غير الشرعيين وايداعهم السجن.
هذا التفويض الجديد يمنح رجال الشرطة صلاحية تنفيذ قانون الهجرة واعتقال اي مخالف. ما دفع بعض الدوائر الى ممارسة سلطتها بشكل أرعن وقامت باعتقال اشخاص ليس لديهم سوابق، مما يشّرع الباب امام حوادث التمييز العنصري بناء على انتماءاتهم العقائدية أو لون بشرتهم أو لكنتهم. وهنا يكمن الخلل في مدى مصداقية التغيير البناء الذي ينتظره المهاجرون ويتخوفون منه في آن
Leave a Reply