نِك ماير – «صدى الوطن»
رغم برودة الطقس، تظاهر يوم الأربعاء الماضي، أكثر من مئتي طالب في حرم «جامعة ميشيغن» بمدينة آناربر، احتجاجاً على الضربة الأميركية التي استهدفت قائد «فيلق القدس» الإيراني الجنرال قاسم سليماني.
التظاهرة التي نُظمت بدعوة من 13 منظمة طلابية، بينها «جمعية الطلاب العرب الأميركية بميشيغن» و«جمعية طلاب الدراسات العليا الإيرانيين»، انضم إليها نشطاء مناصرون للسلام، وشهدت دعوات إلى الإدارة الأميركية لتجنب الحرب مع إيران وتخفيف أجواء الاحتقان في منطقة الشرق الأوسط.
ووصف البروفسور خوان كول، أستاذ مادة التاريخ في «جامعة ميشيغن»، استهداف سليماني بأنه عمل حربي غير ضروري، وقال: «أن تكون ضد الحرب على إيران، فهذا لا يعني أنك مؤيد للنظام الإيراني أو أنك موافق على سياساته».
كول، وهو صاحب مدونة متخصصة في تاريخ الشرق الأوسط، قال للإذاعة الوطنية في ميشيغن: «لدينا مفجّر مجنون في البيت الأبيض، لدينا شخص غريب الأطوار، لدينا وزير دفاع (مارك أسبر) من المجمع الصناعي الحربي، لدينا وزير خارجية (مايك بومبيو) هو رجل نفط من كنساس».
وكان أسبر قد شغل بين عامي 2010 و2017 منصب نائب رئيس العلاقات الحكومية في شركة «رايثيون»، وهي إحدى كبريات الشركات العاملة في مجال الدفاع، كما شغل بومبيو منصب رئيس شركة «سنشري إنترناشيونال»، وهي شركة متخصصة في تصنيع معدات التنقيب عن البترول.
من جانبها، قالت المتظاهرة زينب القللي، وهي عضوة في «لجنة مراقبة الشرطة في آناربر»: «الإمبريالية هي القضية الجوهرية هنا»، في إشارة إلى عملية استهداف سليماني، مضيفة: «هذه ليست قضية حزبية.. لقد حدثت في بلد آخر لاستغلال موارده وإلحاق الأذى بناسه، وزعزعة استقرارهم من أجل المصالح الأميركية»، بحسب ما نقلت شبكة «أم لايف» الإخبارية الإلكترونية.
وعزت الطالبة شيلبي كريستينسن أسباب انضمامها للتظاهرة إلى رغبتها بالتعرف على تاريخ التدخل الأميركي في إيران والعراق والشرق الأوسط، وقالت: «إنه لشيء فظيع ما نفعله. إنه ليس شيئاً أحب رؤيته، وليس شيئاً يحب أي شخص هنا أن يراه»، في إشارة إلى التوتر المتصاعد بين واشنطن وطهران في أعقاب مقتل سليماني، والتي وصفها الكثير من المتصفحين الإلكترونيين بأنها قد تؤدي إلى اندلاع الحرب العالمية الثالثة.
وعلى مقربة من مئات المحتجين ضد الضربة الأميركية والمطالبين بإكمال الإجراءات الرامية لعزل الرئيس دونالد ترامب، أيدت مجموعة صغيرة من الطلبة مقتل سليماني، واتهمت السياسات الإيرانية بأنها السبب وراء مقتل الآلاف في الشرق الأوسط.
وقال الطالب كريم رفاعي، وهو مؤِسس مجموعة «أناس ضد الحكم الاستبدادي والدكتاتورية والقمع»: «عائلتي مسلمة سنية من محافظة إدلب في شمال سوريا، وهي تخضع حالياً للحصار من قبل القوات الإيرانية والروسية». وأضاف: «لقد كان سليماني جزءاً من فريق الجنرالات العسكريين الذين أمروا بقصف وقتل أفراد من أقاربي»، لافتاً إلى أن الإدارة الأميركية حملت سليماني مسؤولية مقتل «603 عسكريين أميركيين في العراق، إضافة إلى قتل الآلاف في المنطقة».
Leave a Reply