بريانا غازورسكي – «صدى الوطن»
في انتخابات الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، يتنافس 12 مرشحاً على أربعة مقاعد في مجلس ديربورن التربوي، ثلاثة منها لولاية كاملة مدتها ست سنوات، ومقعد واحد لولاية جزئية مدتها سنتان.
ويضم السباق على المقاعد الثلاثة، كلاً من العضوين الحاليين ماري بتليشكوف، وعادل معزب، إضافة إلى ستة مرشحين جدد، هم: إيرين واتس، شريفة غلب، بول غودارد، خضر فرحات، نُفيلة حيدر، وبتول بياز.
أما السباق على المقعد الرابع، فيضم المرشحين: ألبرت عباس، باتريك دُ أمبرازيو، سابرينا إيفانز–كانينغهام، ومعالي لقمان، علماً بأن مجلس ديربورن التربوي يتألف من سبعة مقاعد يتولون الإشراف على المدارس العامة التي تخدم زهاء 21 ألف طالب، معظمهم من أصول عربية، إضافة إلى كلية «هنري فورد».
ومع اقتراب موعد الانتخابات، بادرت «صدى الوطن» إلى استطلاع برامج المرشحين ورؤيتهم لمستقبل المنطقة التعليمية، ونستعرض في ما يلي، ردود المرشحين على المقاعد الثلاثة لولاية كاملة، على أن ننشر في العدد المقبل ردود المرشحين لولاية جزئية:
أولويات
ضمن إجاباتهم على سؤال «صدى الوطن» حول أولويات المرحلة، أجمع معظم المرشحين على ضرورة أن تكون مدارس ديربورن آمنة بالنسبة للطلاب والمعلمين والموظفين، في ظل انتشار فيروس «كوفيد –19»، مع تأكيد حرصهم على تلقي جميع الموظفين الإعداد المهني والنفسي اللازمين لضمان توفير تعليم عالي الجودة لطلاب المنطقة التعليمية.
وفيما أشارت المرشحة واتس إلى أنها تولي الشفافية أهمية كبرى لضمان «الثقة داخل المجتمع» وترسيخ مشاركة أولياء الأمور بالعملية التعليمية، وحماية الطلاب من صدمات وباء كورونا المستجد، أكدت بتليشكوف على أهمية تحقيق التوازن بين السلامة العامة والتعليم الجيد، مع البحث عن استراتيجيات مناسبة لإعادة فتح المدارس، وإيجاد بدائل لتمويل إصلاح البنى التحتية المتهالكة في العديد من مدارس المدينة، ب.
أما غلب، فقد أكدت أن أولوياتها تشمل قضايا الميزانية والاكتظاظ الطلابي، وتطوير البنى التحتية في مدارس ديربورن العامة وكلية هنري فورد، بطريقة تتلاءم مع أساليب التعليم غير التقليدية، لافتة إلى ضرورة إعادة فحص جميع البرامج في ضوء التغييرات التي فرضها وباء كورونا، لضمان استمرار جودة التعليم، ومشاركة أولياء الأمور، بغض النظر عن طريقة التعليم المتبعة، سواء كان عبر الحضور الشخصي أو عبر الإنترنت.
العضو معزب، أكد –من ناحيته– أكد على أهمية التعلم الاجتماعي–العاطفي، والاسترشاد بخبراء الصحة والعلوم قبل إقرار العودة إلى المدارس، معرباً عن حماسته لمكافحة ظاهرة التنمر داخل المجتمع الطلابي، والاحتفال بشهر أكتوبر سنوياً، كشهر وطني لمكافحة التنمر في المدارس الأميركية. وشدد على ضرورة تحسين التجارب الطلابية في كلية هنري فورد، والسعي إلى زيادة أعداد المسجلين فيها، من خلال البرامج الاستراتيجية والتسويق المبتكر.
بدوره، أشار غودارد إلى أنه سيسعى إلى تأخير بداية اليوم الدراسي لساعة واحدة، على أن يبدأ طلاب المرحلة الثانوية في وقت متأخر مقارنة مع طلاب المراحل الأخرى.
أما المرشح فرحات فقد أنه سيعمل من أجل تمكين جيل المستقبل وإثراء أحلامهم، مع التركيز على دعم «التعليم الخاص» وبرنامج العلوم والتكنولوجيا والهندسة والفنون والرياضيات STEAM، ومعالجة التحديات المتعلقة بالصحة العقلية وتعاطي المواد المخدرة. وأوضح أنه سيعمل على إطلاق حوار شامل لإصلاح البنى التحتية في مباني المنطقة التعليمية، وضمان تكافؤ الفرص بين جميع الطلاب، ودعم أولياء الأمور ليكونوا أكثر مشاركة، إضافة إلى الكفاح من أجل الشفافية والمساءلة والعدالة.
تمويل المدارس
وحول سبل تأمين التمويل اللازم لإصلاح البنى التحتية في مدارس ديربورن العامة في أعقاب إسقاط الناخبين لمقترح «بريكس»، في تشرين الأول (أكتوبر) 2019، أجمع المرشحون على ضرورة إيجاد بدائل للحصول على الأموال المطلوبة لإجراء الإصلاحات الملحة وتحسين البيئة التعليمية في مدارس المدينة.
وأشارت واتس إلى أنه يجب تعلم الدروس من فشل استفتاء مقترح «بريكس»، داعية الأهالي ودافعي الضرائب للانضمام إلى المناقشات الرامية لتأمين تمويل الإصلاحات وتطوير البيئة الأكاديمية في المدارس بما يساهم في تحسين جودة الحياة في ديربورن ويحافظ على أسعار العقارات فيها كمدينة جاذبة للأسر.
من جانبها، أوضحت بتليشكوف ضرورة إعادة تقييم خطط المجلس في تأمين الأموال المطلوبة، لافتة إلى أن الإنفاق الحكومي والمنح غير كافية لتلبية الاحتياجات المطلوبة لإصلاح ما يزيد عن 34 مبنى في المنطقة التعليمية، وقالت: «سيتعين علينا العودة إلى دافعي الضرائب مرة أخرى».
بدورها، أكدت غلب أنها كانت من مؤيدي مقترح «بريكس» على الرغم من عيوبه الكثيرة، مشيرة إلى أنها ستقوم –في حال انتخابها– بمراجعة المعلومات والبيانات المتعلقة بالإصلاحات وتكاليفها، وإشراك أصحاب المصلحة ودافعي الضرائب في إيجاد بدائل مناسبة لإنجاز الإصلاحات المطلوبة.
أما معزب فقد أوضح أن المجلس التربوي بحاجة إلى النظر في طرق مبتكرة لتمويل مشاريع البنى التحتية في المدارس، مشدداً على أنه يتوجب على الأعضاء التجول في المدينة والاستماع إلى آراء السكان ومقترحاتهم بهذا الشأن، من أجل التوصل إلى أفضل الطرق لتمويل إصلاح المدارس أو بناء مدارس جديدة.
غودارد، أعرب عن تقديره لرفض الناخبين لاستفتاء «بريكس»، مشيراً إلى أنه يتوجب على المجلس التربوي أن يقوم بمراجعة معمقة للمقترح آنف الذكر، والعمل على إعداد مقترح لطرح سندات دين يتلاءم مع رغبات دافعي الضرائب وتطلعاتهم.
من جانبه، أكد فرحات أنه سيطلق حواراً شاملاً يهدف إلى ضمان دعم المجتمع للإصلاحات الملحة، عارضاً توظيف خبراته في «لم شمل الجميع حول الطاولة، حتى لو كانوا من خلفيات شديدة التباين».
مواجهة آثار كورونا
وحول إعادة فتح المدارس في ظل وباء كورنا، أكدت واتس على ضرورة التأكد من أن مدارس ديربورن تتقيد بـ«خطة المدارس الآمنة بولاية ميشيغن»، لافتة إلى ضرورة اعتماد المعلومات والبيانات الصادرة عن دائرة الصحة بمقاطعة وين، وإعادة تقييم الأوضاع على أساس معدل الاختبارات الإيجابية للفيروس، وعدد الاختبارات اليومية التي يتم إجراؤها في المدينة.
بتليشكوف، شددت على أهمية دعم أولوياء الأمور والموظفين الذين أرهقهم وباء «كوفيد–19»، من أجل توفير بيئة تعليمية ثرية للطلاب بالرغم من جميع العقبات، لافتة إلى وجود العديد من القيود التي يجب معالجتها بطرق استباقية.
وأوضح كل من معزب وغلب أن الظروف الحالية لا تسمح بالعودة السريعة والآمنة إلى المدارس، وأنه يجب على المنطقة التعليمية مراقبة البيانات المتعلقة بانتشار الفيروس المستجد، وتكييف الاستراتيجيات الملائمة لتحقيق التوزان بين الحاجة إلى التعليم الشخصي والالتزام بالحفاظ على سلامة الموظفين والطلبة والعائلات.
وفيما دعا فرحات إلى مواصلة التعاون والعمل الجماعي للتغلب على آثار كورونا، أعرب غودارد عن قلقه من المشاكل المتزايدة في العملية التعليمية، لافتاً إلى ضرورة اعتماد نهج متوازن يتضمن «التواصل الدائم والصريح مع مجتمعنا»، لتحقيق أفضل النتائج.
عضوان من عائلة واحدة؟
«صدى الوطن» سألت المرشحين أيضاً عن موقفهم من وجود عضوين من عائلة واحدة في مجلس ديربورن التربوي بحال فوز المرشحة نفيلة حيدر وانضمامها إلى زوجها العضو الحالي حسين بري.
المرشحات الثلاثة، بيتليشكوف وواتس وغلب، أبدين عدم ارتياحهن لهذه سابقة في حال تحققها، رغم أن ذلك ليس مخالفاً للقانون. وقد شددت المرشحات على أهمية أن يعكس المجلس صورة ديربورن المتميزة بتنوعها الاجتماعي والثقافي.
أما معزب فقد أكد أن حملته الانتخابية تعتمد على سجله ورؤيته لمستقبل المنطقة التعليمية، وأنه غير معني بحملات المرشحين الآخرين.
في المقابل، أشار غودارد إلى أنه يفضل «تجنب ذلك، إلا في حال عدم وجود مرشحين مؤهلين. أما فرحات فأوضح أنه إذا تم انتخاب عضوين من نفس العائلة، فيجب عليهما التمييز بين واجباتهما العائلية والمسؤوليات المتوقعة من جمهور الناخبين.
تجدر الإشارة إلى أن المرشحتين نفيلة حيدر وبتول بياز لم تشاركا في الإجابة على أسئلة «صدى الوطن»، مع التنويه بأن الأخيرة أوقفت حملتها الانتخابية لأسباب شخصية دون أن تعلن انسحابها رسمياً من السباق.
Leave a Reply