لانسنغ – خاص صدى الوطن
استلم رجل الأعمال ريك سنايدر مطلع العام الجاري سدة الحكم في ولاية ميشيغن، التي تعاني من أزمة اقتصادية حادة وعجز كبير في الموازنة، منهياً ثمانية أعوام من حكم الديمقراطية جنيفر غرانهولم.
وعقب أحد عشر شهراً من ظهوره في اعلان تلفزيوني، على انه “النيرد القاسي” اصبح الجمهوري سنايدر يوم السبت 1 كانون الثاني (يناير) 2011 الحاكم 48 لولاية ميشيغن، معلنا ان رؤيته لاعادة تشكيل ميشيغن واخراجها من محنتها الاقتصادية.
وتعهد حاكم ميشيغن الجديد من على درج الكابيتول في لانسنغ في خطاب القسم في أول يوم يتقلد فيه مهام منصبه، بوضع خطة لميزانية السنتين القادمتين دون اللجوء الى رفع الضرائب (!)، برغم عجز متوقع في ميزانية السنة المالية 2012 يصل الى 1,8 مليار دولار.
وقال سنايدر في مؤتمر صحفي عقده قبيل اجتماعه بأركان ادراته وكبار موظفيه، ان الميزانية الجديدة ستكون مقرة في الأول من تموز (يوليو)، عشية ذهاب اعضاء الكونغرس لقضاء عطلة عيد الاستقلال، وبسؤاله عما اذا كان ينوي تقليص الاعفاءات الضريبية بهدف جلب مزيد من العائدات للخزينة، قال “نقطة انطلاقنا هي القيمة مقابل المال، علينا ان نظهر أننا أكفاء أولاً وأخيراً”. ويذكر أن الجمهوريين تمكنوا من السيطرة على كافة إدارات الولاية بعد الانتخابات النصفية الماضية، كما سيطروا على محكمة ميشيغن العليا (أربعة قضاة من أصل سبعة).
ولجأ الحاكم الجديد بعد توليه منصبه الى ملء الدوائر في الولاية حيث عين القاضي في محكمة ميشيغن العليا مامورا كوريغان (جمهوري) في منصب رئيس دائرة الخدمات الانسانية في الولاية مكان العربي الإميركي إسماعيل (إيش) أحمد الذي عينته غرانهولم في هذا المنصب خلال ولايتها الثانية.
كما عين سنايدر القاضي براين زهرا في منصب كوريغان في المحكمة العليا.
السنة سبعة أسابيع
قال سنايدر انه سيتخذ من فكرة “سنوات الكلاب” مقياسا لتسريع خطى التقدم في ادارته، معتبراً ان “السنة هي سبعة اسابيع هكذا أود ان يحسب الوقت”، وقال “هناك 3,7 سنة في الـ182 يوما القادمة، وبذلك يكون متاحا لنا العمل اربع سنوات في فترة ستة شهور”، وقد أثارت هذه المقارنة السخرية عند بعض الحضور لدرجة الضحك.
وتعهد الحاكم الجديد بالوفاء بالاهداف التي قطعها على نفسه في حفل تنصيبه الذي جرى السبت قبل الماضي، حيث كان دعا الى حقبة جديدة اساسها نمو المشاريع الفردية، ضارباً بذلك مثلا، زوجان من مدينة أناربر، مايك وستاسي مارش، اللذان أسسا محلا لبيع الشطائر واللبن، سرعان ما تحول الى مؤسسة لبيع الخبز رأسمالها عدة ملايين من الدولارات.
وقال “سنخلق وظائف اكثر وافضل، ليس بجلبها من انحاء العالم وحسب، ولكننا نريد وظائف نخلقها نحن في ميشيغن، اهالي ميشيغن بدأوا ببناء الشركات”.
خطاب “حالة الولاية”
وسيلقي سنايدر اول خطاب له عن “حالة الولاية” عند 7 مساء في 19 من الشهر الجاري، في مبنى الكابيتول في العاصمة لانسنغ، قبيل جلسة مشتركة لمجلسي الشيوخ والنواب من المتوقع أن يعلن فيه عن “خريطة طريق” لسد العجز في ميزانية الولاية الدي تكفلت الحكومة الفدرالية العام الماضي بسده. غير أن واشنطن هدا العام لن تتمكن من ذلك مع الارتفاع الحاد في عجز الموازنة الفدرالية.
ويتوقع ان يركز سنايدر في كلمته على الاهداف التي يرنو لتحقيقها على مدى سنة قادمة، لعل ابرزها العمل سويا مع كونغرس الولاية لسد عجز في الموازنة.
وكان سنايدر دعا الى استبدال الضرائب المفروضة على الشركات التجارية باخرى على الارباح المؤسسية تصل الى 6 بالمئة، ما من شأنه الحفاظ على الاعمال وتحميل خزينة الولاية تكلفة بـ1,5 مليار دولار.
وتعهد سنايدر الاسبوع الماضي بوضع خطة للموازنة للسنتين القادمتين دون اللجوء لرفع الضرائب، وجعل مسألة خلق الوظائف واحدة من الاولويات، مناديا بتخفيف الاجراءات البيروقراطية عن كاهل رجال الاعمال، وكان باشر الاسبوع الماضي بفصل دائرة الموارد الطبيعية عن دائرة البيئة واعتبارهما هيئتان منفصلتان.
حفل التنصيب
وفي أول كانون الثاني، عقب بروتوكولات التنصيب، قال سنايدر في كلمة القاها “نحن في حاجة للتحرك من الحالة السالبة الى الحالة الموجبة، علينا التوقف عن النظر في المرآة الخلفية والشروع بالتطلع للمستقبل، علينا التوقف عن الانقسام وان نكون متضامنين”.
وكان سنايدر اقسم اليمين الدستوري امام رئيسة محكمة ميشيغن العليا القاضي مارلين كيلي، بوضع يده اليسرى على نسخة من الانجيل متوارث داخل العائلة، في اجواء سادها درجات حرارة معتدلة وطقس مشمس، فيما عزفت فرقة عسكرية موسيقى النشيد الوطني، وظهرت في سماء الاحتفالات اربع طائرات نفاثة مقاتلة تابعة لسلاح الجو في الحرس الوطني للولاية، واطلقت المدفعية 19 طلقة ايذانا بالتنصيب.
وظهر سنايدر على المنصة وهو يضع ربطة عنق حمراء، في اشارة الى عزوفه عن ارتداء قمصان رجال الاعمال ذات الياقات المفتوحة، وانخراطه في العمل الرسمي وميدان السياسة.
وكان سنايدر اثناء الاحتفال محاطا بافراد عائلته، وتجلس الى جانبه حاكمة الولاية السابقة جنيفر غرانهولم وزوجها دان مولهيرن، اضافة الى الحاكم الجمهوري السابق للولاية جون انغلر وزوجته ميشيل انغلر.
وصرح سنايدر في كلمته التي استغرقت 13 دقيقة من ان المفتاح في خروج ميشيغن من كبوتها الاقتصاية على مدى 40 سنة الماضية، هو اهالي الولاية وليست حكومتها، واعتبر سنايدر لحظة انتخابه لهذا المنصب فرصة امام المواطنين لرفع سقف توقعاتهم، وتعهد ان يكون خلق الوظائف ودفع الشباب للبقاء في الولاية واحدة من اولوياته، مؤكدا على اهمية الحفاظ على صناعة السيارت جنبا الى جنب مع مشاريع اقتصادية مستقبلية تركز على المنافسة العالمية.
وكان شارك سنايدر اداء القسم نائبه براين كالي، والمدعي العام الجديد في الولاية الجمهوري بيل شوتي، وسكرتيرة الولاية الجمهورية روث جونسون,وجميعهم القى كلمات مقتضبة في المناسبة.
وقد تولى رئيس بلدية ديترويت دايف بينغ ادارة مراسم الحفل، فيما قاد رئيس بلدية غراند رابيدز جورج هارتويل مراسم الصلاة، وكلاهما من الحزب الديمقراطي، في اشارة الى النهج التضامني الذي يسعى سنايدر لتحقيقه.
وقال محللون ان تصريحات سنايدر في مجملها لا تخرج عن القالب المحافظ، الا ان العديد اعتبروه حاكما مستقلا غير مدين لجماعات المصالح الخاصة، فهو انفق من جيبه 6 مليون دولار على حملته الانتخابية.
وذهب محللون الى القول ان نية سنايدر على خفض الانفاق الحكومي وخفض الضرائب على رجال الاعمال ستثير غضب جماعات المصالح وتؤجج النزاع، كما ان احتلال الجمهوريين للاغلبية في مجلس الشيوخ والنواب قي الولاية لن يمنع بروز معارك سياسية تقليدية الطابع.
خفض الراتب
وفي سياق آخر أكد سنايدر انه سيقبل بخفض راتبه لأقل من 159,300 دولار سنوياً، لكنه لم يعلن عن مدى الخفض في راتبه ورواتب كبار موظفيه، واكتفى بالقول انه سيعلن ذلك في وقت لاحق.
Leave a Reply