حسن عباس – «صدى الوطن»
صوّت مجلس ديربورن هايتس البلدي مؤخراً، بأغلبية أربعة أعضاء مقابل عضوين، لصالح تعيين الناشط العربي الأميركي زهير عبد الحق أميناً لخزانة المدينة بشكل مؤقت، ريثما ينتخب سكان ديربورن هايتس أميناً جديداً في الانتخابات المقبلة المقررة في الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.
وسوف يخلف عبد الحق، أمين الصندوق الحالي جون رايلي الذي تقاعد من منصبه بعد 26 عاماً من الخدمة ببلدية ديربورن هايتس، والذي اضطر إلى تأجيل تقاعده المقرر في نيسان (أبريل) الماضي، بسبب تداعيات وباء كورونا.
وكان عشرة مرشحين قد تقدموا لمنصب أمين الصندوق في بلدية ديربورن هايتس، بينهم عضوا المجلس الحاليان روبرت كونستان وليزا هيكس–كلايتون التي انسحبت في وقت لاحق مع أربعة متقدمين آخرين. ومن المتوقع أن يخوض كل من كونستان وهيكس–كلايتون انتخابات نوفمبر القادم للفوز بالمنصب.
وصوّت العضوان وسيم (دايف) عبد الله وراي موسكات لصالح كونستان الذي أعرب عن قلقه من تصويت المجلس لعبد الحق «بدون مناقشات وافية، ومعلومات كافية»، مشيراً في حديث مع «صدى الوطن» إلى أن قائمة المتقدمين تضمنت «أشخاصاً مؤهلين»، وأنه كان يتوجب على المجلس البلدي أن يأخذ بعين الاعتبار «مصلحة المدينة خلال عملية التصويت» لاختيار المرشح الأنسب.
وأضاف كونستان: «هناك العديد من القضايا التجارية والاقتصادية التي يجب الاهتمام بها في مدينة ديربورن هايتس، وزهير كان دائماً منخرطاً في العمل السياسي بمدينتي ديربورن ديربورن هايتس، وقد فؤجئت جداً عندما صوّت المجلس لصالحه».
وتابع قائلاً: «لا يتوجب على أمين الخزانة فقط، المحافظة على التوازن المالي في البلدية، وإنما يتعين عليه أيضاً إدارة استثمار ملايين الدولارات التي تمتلكها المدينة في حسابات البلدية وصناديق التقاعد»، لافتاً إلى أن «صناديق التقاعد هذه.. ضخمة» وأن عملية استثمارها «مسؤولية كبيرة»، ولهذا السبب يستوجب منصب أمين الصندوق «شخصاً يمتلك خبرات استثمارية».
من جانبه، أكد عبد الحق أنه يتطلع إلى تقديم الخدمات التي تحتاجها مدينة ديربورن هايتس، وقال في حديث مع «صدى الوطن»: «باستقالة رايلي، أردت أن أرى ما إذا كان بإمكاني تقديم المساعدة للبلدية وللمجلس البلدي، لاسيما وأنني كنت أحث –طوال عدة سنوات– على تدقيق السجلات المالية في بلدية ديربورن هايتس»، مضيفاً: «لقد رأيت الكثير من سوء استخدام الأموال المشروطة من قبل الإدارة».
وأشار إلى أنه سيولي تدقيق السجلات المالية أهمية خاصة، لاسيما وأن «عملية التدقيق المالي في البلدية لم تنته بعد»، وذلك بعدما رفض رئيس البلدية دان باليتكو قرار المجلس البلدي بتوظيف مكتب محاماة خاص لإجراء التدقيق المالي للسجلات، مما أدى إلى نزاع قضائي بين المجلس البلدي ورئيس البلدية الذي يتهمه معارضوه في المجلس البلدي بالفساد وإساءة استخدام المال العام.
وفيما يأمل بعض الأعضاء الحاليين، مثل بيل بزي وهيكس–كلايتون، بأن تعيين عبد الحق «سيكون مفيداً في الحفاظ على نزاهة المراجعة المالية لسجلات البلدية»، قال العضو عبدالله إنه أعطى صوته لكونستان بسبب خبرته في شؤون المدينة، ولأن اسمه سيكون مدرجاً على قائمة الاقتراع في نوفمبر القادم، الأمر الذي يسمح «بالاستمرارية وسلاسة العملية الانتقالية».
أما هيكس–كلايتون، فقد أكدت على أن عبد الحق كان يواظب على حضور اجتماعات المجلس البلدي والمجلس التربوي في مدينتي ديربورن وديربورن هايتس منذ 1997. وقالت: «لقد اتبعنا دستور المدينة وأجرينا مقابلات مع المتقدمين عبر تطبيق «زووم»، وكانت متاحة لمتابعة الجمهور». وأضافت: «لقد صوّت الأعضاء، وجاءت النتيحة على هذا النحو.. لا أرى أي أمر شائن في هذه العملية».
واستفاضت بالقول: «عبد الحق صاحب عمل تجاري وحائز على شهادة عليا في إدارة الأعمال، وهو منخرط جداً في شؤون المدينة ويحضر جميع الاجتماعات.. إنه على دراية كبيرة بالميزانية، وأمانة الصندوق هي دائرة تنظيمية فيها الكثير من التنظيم والرقابة، حيث أن المراقب المالي هو المحاسب، وأعتقد بأن ذلك يمثل امتيازاً مهماً».
ويعمل عبد الحق في مجال تجارة المجوهرات منذ 1994 ويمتلك متجر «أن جاي دايموندز» في مدينة ديربورن منذ 1994، وهو حائز على شهادة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية وشهادة دبلوم في إدارة الأعمال من «جامعة وين ستايت». كما عمل مع العديد من الشركات التجارية وأدار عقوداً بملايين الدولارات مع مشاة البحرية الأميركية وحلف شمال الأطلسي (ناتو).
وبحسب رجل الأعمال اللبناني الأصل، لم يكن عبد الحق جاداً بالتقدم للمنصب الذي شغر باستقالة رايلي، إذ تقدم بالطلب الأولي من دون أن يستكمل أوارقه، حيث كان يميل إلى دعم ترشيح لين سينثيا قبل أن تسحب لاحقاً طلب تقدمها للوظيفة.
Leave a Reply