ديترويت – اختارت لجنة مكونة من كبار المسؤولين المنتخبين في مقاطعة وين، رافاييل واشنطن، لتولي منصب شريف المقاطعة خلفاً لقائده الراحل بيني نابوليون، الذي توفي الشهر الماضي متأثراً بوباء «كوفيد–19».
وقبل تعيينه في المنصب الجديد، شغل واشنطن منصب نائب الشريف الراحل، نابوليون، الذي ظل على رأس جهاز شرطة المقاطعة منذ العام 2009 إلى حين وفاته في 17 كانون الأول (ديسمبر) المنصرم في مستشفى هنري فورد بعد حوالي ثلاثة أسابيع من وضعه على جهاز التنفس الصناعي إثر إصابته بفيروس كورونا. وأعيد انتخاب نابوليون في انتخابات 3 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، حيث حصل على نسبة 97.8 بالمئة من الأصوات، وكان من المقرر أن تبدأ ولايته الجديدة مطلع يناير 2021.
وكان أعضاء لجنة التعيين المؤلفة من رئيس محكمة الوصايا في مقاطعة وين، القاضي فريدي بيرتون، وكليرك المقاطعة، كاثي غاريت، والمدعي العام، كيم وورذي، قد طالبوا رئيس محكمة المقاطعة، القاضي تيموثي كيني، بالسماح لهم بتجاوز المهلة القانونية لتعيين بديل لنابوليون، ريثما يتسنى لهم إجراء مقابلات مع المتقدمين للمنصب وتفحص خلفياتهم.
لكن القاضي كيني رفض التأجيل، مما استوجب على اللجنة تعيين واشنطن من بين 14 متقدماً لشغل المنصب الأمني الرفيع في اجتماع عبر الإنترنت، يوم 15 كانون الثاني (يناير) الجاري
ووفقاً لقانون الانتخابات في ولاية ميشيغن، إذا تم انتخاب شريف المقاطعة ثم توفي قبل بدء خدمته، يتوجب «ملء المنصب الشاغر في غضون 15 يوماً من بداية الفترة التي تم انتخابه من أجلها».
وسيحتفظ واشنطن بمنصبه الجديد إلى حين إجراء الانتخابات القادمة عام 2022.
وأصدرت رئيسة مجلس مفوضي مقاطعة وين، أليشا بيل، بياناً أشادت فيه بتعيين واشنطن، وكذلك بأهلية العديد من المرشحين الذين تقدموا للمنصب، معربة عن ثقتها بأن الشريف الجديد «سيعمل بأمانة ونزاهة في قيادة المكتب وفق أعلى المعايير، مع مراعاة مصلحة سكان مقاطعة وين».
وكان من أبرز المتقدمين للمنصب، محافظ المقاطعة السابق، والتر أپس، وعضو مجلس نواب الولاية، تايرون كارتر، وقائد شرطة مدينة إنكستر، ويليام رايلي، وكبير موظفي مكتب المحافظ، أسعد طرفة، إضافة إلى مسؤولين رفيعين في جهاز شرطة المقاطعة.
بدوره تقدم محافظ المقاطعة، وورن أفينز، بالتهنئة إلى واشنطن، مشدداً على أهمية استمرار التعاون بين مسؤولي المقاطعة «لحماية صحة وسلامة واستقرار مجتمعنا»
وأضاف «أعلم أن رافاييل يتفهم ذلك وهو مستعد لمواجهة هذه التحديات بشكل مباشر».
وختم بالقول إن «خسارة نابوليون لا يمكن أن تعوض بسهولة، لكنني أتطلع إلى العمل بشكل وثيق مع الشريف الجديد نيابة عن سكان مقاطعة وين».
أولويات واشنطن
واشنطن –المعروف باسم «راي» بين زملائه– كان قد خدم مع نابليون لأكثر من 20 عاماً في قسم شرطة ديترويت. وعندما تولى نابوليون منصب شريف مقاطعة وين عام 2009، انتقل معه واشنطن إلى الجهاز وأصبح مديراً لعمليات الشرطة في مكتب الشريف.
وبدأ واشنطن حياته المهنية في مجال إنفاذ القانون عام 1983 كعنصر في شرطة مقاطعة وين قبل أن ينتقل إلى قسم شرطة ديترويت عام 1985، حيث عمل كضابط دورية ثم في مكافحة المخدرات والعصابات وجرائم العنف قبل أن يصبح مشرفاً على قسم المرور، إلى حين عودته مجدداً إلى جهاز الشريف عام 2009.
وعن مشاعره حول تولي المنصب الجديد، قال واشنطن خلال مقابلة هاتفية مع صحيفة «ديترويت فري برس» «إنها بالتأكيد لحظة حلوة ومرة»، مشيراً إلى أنه فخور بإكمال إرث نابوليون، ولكنه مازال في حالة حداد، لأن الراحل كان صديقاً مقرباً له.
وحول أولوياته على رأس جهاز شرطة المقاطعة، أشار واشنطن إلى أن التعامل مع أزمة وباء كورونا هو قضيته الأكثر إلحاحاً، موضحاً أن العديد من عناصر مكتبه قد أخذوا اللقاح بالفعل، لكن حتى الآن لا يوجد جدول زمني لتلقيح الموظفين والسجناء، متعهداً بفعل ذلك بأسرع ما يمكن.
وقال واشنطن إن الأولوية الأخرى هي معالجة الروح المعنوية لعناصر الدائرة، الذين يضطرون في كثير من الأحيان إلى العمل لورديتين متتاليتين بسبب النقص في عديدهم.
وقال «عدم إجبارهم على العمل 16 ساعة في اليوم سيساعد، لأن ذلك يقتل الروح المعنوية»، مضيفاً: «نحن بحاجة إلى معالجة ذلك والقيام ببعض عمليات التوظيف المكثفة. لدينا 200 وظيفة نريد ملئها، وإذا فعلنا ذلك، ترتفع الروح المعنوية إلى حيث ينبغي أن تكون».
كذلك، أفاد واشنطن بأنه سيسير على خطى نابوليون في التواصل الدائم مع المجتمعات المحلية. وقال: «لا أعتقد أنني سأفعل أي شيء بشكل مختلف عما فعله»، لافتاً إلى أنه سواء خلال خدمته في شرطة ديترويت أو مكتب الشريف «كان نابوليون دائماً يركز على المجتمع، وسأواصل ذلك. فأنا أحب التحدث إلى الناس، ومعرفة ما يحتاجون إليه منا. وأنا أتطلع إلى ذلك».
Leave a Reply