كشفت صحيفة “واشنطن بوست” تفاصيل جديدة عن أساليب التعذيب التي تمارسها وكالة “سي آي أي” لانتزاع اعترافات من معتقلين متهمين بالضلوع في أعمال إرهابية. وجاء الكشف عن تلك المعلومات استنادا إلى وثيقة أماطت “سي آي أي” نفسها اللثام عنها الاثنين الماضي تحتوي على تعليمات أصدرتها الوكالة نفسها للمحققين التابعين لها للالتزام بها عند استجواب أولئك المتهمين. تبدأ جلسة الاستجواب عادة -كما تقول الصحيفة – بوقوف المعتقل عاريا إلا من غطاء للرأس، مكبل اليدين والقدمين قبل أن يُنزل الحراس طوقا حول رقبته. أما لماذا الطوق، فلأنه سيستخدم لاحقا مقبضا للإمساك بخناق المعتقل وضرب رأسه بعرض الحائط. وبعد نزع غطاء الرأس عنه، يبدأ المحقق عمله بصفعه على وجهه لإثارة انتباهه، ثم يخبط رأسه بالجدار مرة بعد مرة، كما ورد في الدليل. وجاء في التعليمات أن “عشرين أو ثلاثين خبطة متتالية أمر مسموح به إذا أراد المحقق انتزاع إجابة حقيقية عن سؤال ما, فإذا أخفق في ذلك فعليه عندئذ أن يلجأ لأساليب أشد قسوة”. أما وقد انقضت خمس سنوات منذ أن استبانت أساليب الاعتقال السرية التي تتبعها “سي آي أي”، عرف الناس الكثير عن قرار وكالة الاستخبارات استخدام أساليب قاسية عند الاستجواب، كالإيهام بالغرق مثلا، لانتزاع معلومات من قادة مزعومين بتنظيم القاعدة. وطبقا لما ورد في المذكرة، فإن ما أشارت إليه صحيفة “واشنطن بوست” بـ”الانقضاض النفسي” على المتهم يبدأ فور اعتقاله. ثم ينقل المتهم بعد ذلك بالطائرة إلى سجن سري تابع للوكالة وهو معصوب العينين لحجب الضوء عنه وفي أذنيه واق عازل للصوت. ويحرم المعتقل من أي تواصل بشري إلا عندما يجرى عليه فحص طبي. وفي الأيام الأولى من الاعتقال يخضع المتهم للتقييم لتحديد ما إذا كان سيتعاون طوعا بالإدلاء بمعلومات تكشف عن تهديدات موجبة لإقامة دعوى قانونية. فإذا لم يتطوع المعتقل بالإدلاء بتلك المعلومات تبدأ عندها مرحلة الإكراه, فيتم تعريضه بصورة متواصلة لضوء ساطع وضوضاء صاخبة تعادل في مستواها صوت قطار سريع. ثم يُقص شعره، وتُحلق لحيته، ويُجرّد من ثيابه، ويُطعم غذاء سائلا، ويُجبر على البقاء مستيقظا لمدة تصل إلى 180 ساعة.
Leave a Reply