علي حرب – «صدى الوطن»
هزت أصداء الهجمات الإرهابية التي ضربت العاصمة العراقية بغداد، الأربعاء الماضي، أوساط الجالية العراقية في الولايات المتحدة التي عبّر أبناؤها وفعالياتها المتعددة عن حزنهم العميق وتعاطفهم مع عائلات مئات الضحايا من القتلى والجرحى الذين سقطوا جراء سلسلة من الهجمات الإرهابية، استهدفت مدينة الصدر وحيي الكاظمية والجامعة في بغداد.
وقد لمست صحيفة «صدى الوطن» -خلالها استطلاعها آراء بعض الناشطين في الجالية العراقية- مدى الإحساس بالظلم والغبن الذي يستوطن قلوب العراقيين المهاجرين، بسبب ما يعانيه الشعب العراقي تحت وطأة الإرهاب، منذ أكثر من عقد من الزمن، وسط صمت دولي مطبق.
وأشارت الناشطة في مجال حقوق الإنسان نضال كرمو إلى أنها لم تتوقف عن البكاء منذ شاهدت الصور المؤلمة لضحايا التفجيرات الإرهابية الأخيرة. وقالت: «إن قلبي يحترق حزنا على هؤلاء الضحايا الأبرياء والفقراء من أبناء شعبي الذين لم يكن لهم أية أحلام، سوى أن يعيشوا بسلام».
وحذرت كرمو من الانقسامات الطائفية بين العراقيين سواء أكانوا مقيمين في وطنهم الأم أو يعيشون في الولايات المتحدة مؤكدة «أن خطة الإرهاب هي نشر الطائفية، وأن الإرهابيين يهاجمون السنة والشيعة ويقتلون الجميع، ويصبحون مع مرور الوقت أكثر دموية، ولكنهم مع ذلك لن ينجحوا في تحقيق أهدافهم».
ولمست كرمو مدى حاجة العراق والعراقيين للمساعدات الإنسانية -خلال زيارتها الأخيرة للعراق التي تضمنت زيارة إلى إقليم كردستان في شمال العراق، وناشدت الحكومة الأميركية لبذل جهودها في مد يد العون للشعب العراقي.
كما عبر الناشط كمال الساعدي عن حزنه العميق جراء الانفجارات الرهيبة مشيرا بأصابع الاتهام إلى «العربية السعودية التي تدعم الجماعات التكفيرية والمتطرفين الإسلاميين»، وناشد الحكومة العراقية بإغلاق سفارات ما وصفها بـ«ثلاثي الشر»، السعودية وقطر وتركيا، من دون أن يستثني السياسيين العراقيين من اللوم والانتقاد متهما إياهم بالفساد والفشل بنشر الأمن في البلاد.
بدوره، وصف الشيخ طالب السنجري المدنيين العراقيين العزّل بأنهم الضحية الأولى للحرب، وقال: إن تنظيم «داعش» ومن يدعمه، وهؤلاء الذين قفزوا إلى السلطة بالقوة، هم شركاء في دفع العراقيين إلى التطرف، وأكد أن الإيديولوجيات التي تشجع على العنف والقتل يجب أن تنبذ وترفض بشكل كامل.
وانتقد متصفحون على مواقع التواصل الاجتماعي انعدام التعاطف العالمي مع الشعب العراقي المنكوب مقارنة مع ضحايا الإرهاب في الغرب حيث يعمد النشطاء الإلكترونيون إلى تغيير بروفايلاتهم ويتشاركون الصور والفيديوهات ذات الصلة بالأحداث الإرهابية في بلد من البلدان، كما حدث مع هجمات بروكسل وباريس وغيرها. وقال العديدون منهم: إن التضامن الالكتروني مع ضحايا بغداد الأخيرة جاء في الحد الأدنى.
وفي هذا السياق، عبر الناشط في مجال «الحريات الإنسانية» فيصل المطر، المقيم في مدينة نيويورك، عن غضبه من ازدواج المعايير في الغرب منتقدا حتى أولئك الذين عبروا عن تعاطفهم مع ضحايا بغداد الأربعاء الماضي، وقال: لقد أضحى الإرهاب واقعاً يومياً في العراق، فمتى كانت آخر مرة غيّر فيها متصفحو «الفيسبوك» بروفايلاتهم الشخصية ووضعوا العلم العراقي مكان صورهم الشخصية؟
وأضاف: في الذكرى السنوية لأحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) تقام الفعاليات وتنصب التماثيل التذكارية وتضاء الشموع على راحة نفوس الضحايا الأميركيين، ولكن لا أحد يتذكر الضحايا العراقيين. وأكد بالقول: «كل يوم في العراق هو حادي عشر من أيلول».
وأشار المطري إلى أن عناصر من «القاعدة» قد قامت بقتل أخيه في العام 2007 ولكن لا أحد يشاطر مرارة الحزن على فقدانه سوى عائلته.
كما انتقد الانقسامات الطائفية في المجتمعات العربية وقال: «إذا استمرينا بالنظر إلى الأمور من خلال العدسات الطائفية فلن نتفاجأ اذا استمر الإرهاب إلى نهاية التاريخ».
ووصف القنصل العراقي العام في ديترويت المنهل الصافي الهجمات بأنها «هجمات إرهابية نفذتها مجموعة من البلطجيين الذين يقتلون لمجرد القتل». وقال: إن الحكومة العراقية تشارك في الخطوط الأمامية بمحاربة قوات «داعش» بأكثر مما تفعل الحكومة السورية، مضيفاً أن الجيش العراقي يتشارك المعلومات الاستخباراتية مع الأميركيين في مجال مكافحة الإرهاب.
وأكد أن «المسألة ليست سهلة.. فالإرهابيون يحدّثون وسائلهم الشريرة على الدوام».
وقال: «لا يمكنك إيقاف الانتحاريين سواء أكانوا ينفذون هجماتهم في العراق أو بلجيكا أو في أي مكان آخر».
Leave a Reply