القاهرة – لم تقنع التحرّكات المكثّفة التي قام بها الرئيس المصري حسني مبارك وسائل الإعلام العالمية ووكالات الاستخبارات الغربية بأن وضعه الصحي سليم، وأكدت في تقارير جديدة أن صحة رئيس أكبر دولة في منطقة الشرق الأوسط متدهورة، وتوقعت إحداها بأن الرئيس المصري “يحتضر” و”أنه قد يموت خلال العام الحالي”، بينما أكدت تقارير أخرى أن تعليق الأمل على المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية محمد البرادعي لم يعد مجديا لأنه لن يستطيع “لعب دور الرئيس”.
ورغم تطمينات الحكومة المصرية بشأن صحة الرئيس وإعلان وزير إسرائيلي بأن مبارك قد يعيش عشر سنوات أخرى توالت التقارير الغربية في نقل صورة سوداوية لما يجري في القاهرة، ونقلت صحيفة “واشنطن تايمز” الأميركية عن مسؤول في وكالة استخبارات مركزية أوروبية قوله إن وكالته تقدر “أن يموت الرئيس المصري خلال سنة واحدة، وقبل موعد الانتخابات الرئاسية المصرية في أيلول (سبتمبر) 2011”.
وتراقب إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما باهتمام بالغ مسألة انتقال السلطة في مصر التي كانت لعقود حليفا رئيسيا للولايات المتحدة؛ وصرّح مسؤول استخباراتي أمريكي رفيع المستوى “نحن نعلم أنه مبارك يموت ولكن لا نعلم متى سيرحل، فقد يستغرق الأمر وقتا طويلا وانظروا إلى الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو”.
ونقلت “واشنطن تايمز” أن مجلس الاستخبارات القومي الأميركي والقيادة المركزية الأميركية “كلف محللين استخباراتيين برسم السيناريوهات المتوقعة لما بعد رحيل مبارك وكيف ستؤثر وفاته على انتقال السلطة”.
وتساءلت مجلة “ايكونوميست” البريطانية في تقرير لها شرّحت فيه الوضع في مصر تحت عنوان “الرمال المتحرّكة تبتلع النظام” صاحبته صورة للرئيس حسني مبارك في هيئة فرعون غارق في رمال الصحراء، كيف سيرى المصريون ميراث الرجل الذي حكمهم لمدة تزيد على فترتي حكم الرئيسين السابقين له مجتمعتين؟، وهو الذي لم يحصل إلا على القليل من ولاء المصريين وحبّهم مقارنة بما حصل عليه جمال عبد الناصر وأنور السادات، ومصمم على التمسك بالحكم إلى آخر لحظة، مستشهدة بعبارة الرئيس مبارك “سأظل أخدم مصر حتى آخر نفس وآخر نبضة قلب”، في إجابة عن سؤال “مَنْ سيكون رئيس مصر القادم”؟ وفي البحث عن حلّ للعبة تخمين رئيس مصر القادم ترى المجلة البريطانية أن أمام مصر ثلاثة احتمالات: إما أن يحكمها رجل قوي من داخل النظام مثل روسيا.. وإما أن تتبع النموذج الإيراني حيث يلقى النظام معارضة واسعة من الشعب، أو تسير وفق السيناريو التركي حيث تتطور البلاد بشكل أقل هشاشة يسعد كل المهتمين بمصر.
وفي متابعتها للتطورات في الساحة المصرية ترى الصحافة البريطانية أن وضع مبارك الصحي لم يخدم محمد البرادعي، ولن يكون هذا الأخير مؤهلا لمنصب الرئيس. ونشرت صحيفة “التايمز” مقالا تقول فيه إنه بعد خمسة أشهر على عودة محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى مصر فإن وهج هذه العودة التي حشدت لها المعارضة المصرية حملة ترويج كبيرة بدأ في الخفوت وأن شهر العسل بين البرادعي ومؤيديه ربما قد انتهى. فيما يرى منتقدو البرادعي، حسب ماجاء في تقرير لـ”بي بي سي”، أنه شخصية غير سياسية فهو وإن يبدو واثقا من نفسه أثناء الحوارات والمقابلات وجها لوجه ولكنه لايستطيع مواجهة الجماهير وإلقاء خطاب عام كما أنه ليس الشخص الذي يمكن أن ينزل إلى الطرقات وسط أنصاره ويقبل الأطفال.
Leave a Reply