واشنطن – أصدرت وزارة الخارجية الأميركية في ٣٠ نيسان (أبريل) الماضي تقريرها السنوي عن «الإرهاب في دول العالم للعام 2013»، حيث أبقت عليها كلاً من إيران وسوريا، بشكل أساس، على لائحتها للدول الداعمة لـ«الإرهاب»، معتبرة في الوقت ذاته أنّ قدرات نواة زعامة تنظيم «القاعدة» تراجعت، ما حدّ من قدرته على شن هجمات وتوجيه أتباعه.
وبشأن تنظيم «القاعدة»، اعتبر التقرير أنّ «الهيكل الرئيسي للقاعدة» بقيادة أيمن الظواهري «تقلّص بشدة» بفضل «الجهود الدولية وفقد الكثير من كبار قادته». وأشار في الوقت ذاته إلى أنّ «عدم الاستقرار وضعف الحكومات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مكّن أجنحة القاعدة والجماعات ذات العقلية المماثلة من توسيع وتعميق عملياتها في اليمن وسوريا والعراق وشمال أفريقيا والصومال».
وأوضح التقرير أنّ «آلافاً من المتشدّدين» سافروا إلى سوريا للتدريب والقتال مع جماعات تحارب النظام السوري، وأضاف أنّ «البعض انضمّ إلى جماعات متطرفة عنيفة» وأنّ الولايات المتحدة ودولاً غربية أخرى «تخشى أن يدبروا هجمات عند عودتهم إلى بلادهم». وأشار التقرير أيضاً إلى أنّ تقديرات سلطات وطنية في بلدان مختلفة تشير إلى أنه في العام 2013 ذهب 90 متشدداً إلى سوريا من الدنمارك و184 من فرنسا و240 من ألمانيا وما بين 30 و40 من النرويج وما بين مئة ومئتين من بلجيكا و75 من السويد…
واعتبرت الخارجية الأميركية في تقريرها أنّ سوريا «استمرت في أن تكون ميدان معارك رئيسياً على جانبي الصراع، وما زالت مجالاً رئيسياً يدعو للقلق في المدى البعيد. فقد تهافت آلاف المقاتلين الأجانب على سوريا للانضمام للقتال ضد نظام حكم (الرئيس بشار) الأسد، والتحق البعض بتنظيمات متطرفة في حين قدمت إيران و«حزب الله» وغيرهما من ميليشيات شيعية مجموعة كبيرة من الدعم الحيوي للنظام»، مضيفة «قدمت الحرب في سوريا المقومات لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) كي يزيد عملياته عبر الحدود في سوريا، مما أسفر عن زيادة هائلة في الهجمات على المدنيين العراقيين والأهداف الحكومية في العام 2013».
وفي شأن آخر، ذكر التقرير أنه «منذ العام 2012 شهدت الولايات المتحدة انبعاث نشاطات «فيلق القدس» التابع لكتائب الحرس الثوري الإسلامي لإيران، ووزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية، وحليف إيران حزب الله»، زاعماً أنه «يوم 23 كانون الثاني 2013 اعترض خفر السواحل اليمنيّ سبيل قارب شراعي إيراني كان محملاً بالأسلحة والمتفجّرات ومتوجّهاً لمتمردي الحوثيين. ويوم 5 شباط (فبراير) 2013 اتهمت حكومة بلغاريا علناً «حزب الله» بضلوعه في تفجيرات بورغاس في تموز (يوليو) 2012 التي أودت بحياة خمسة إسرائيليين ومواطن بلغاري وإصابة 32 غيرهم. ويوم 21 آذار (مارس) 2013، دانت محكمة قبرصية عميلاً من «حزب الله» ووجّهت له تهم القيام بالتجسس على أهداف سياحية إسرائيلية. ويوم 18 أيلول (سبتمبر)، دانت السلطات التايلندية عتريس حسين، وهو عميل لـ«حزب الله»، كانت قد أوقفته في كانون الثاني 2012. ويوم 30 كانون الأول 2013 اعترض سلاح خفر السواحل البحريني سبيل قارب سريع كان يحاول تهريب أسلحة ومتفجرات إيرانية الصنع لما يرجح أنها جماعات معارضة شيعية في البحرين. وخلال استجوابهم اعترف المشتبه فيهم أنهم تلقوا تدريبات شبه عسكرية في إيران».
من جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية افخم، في بيان أمس الأول، إنّ «اتهام إيران بدعم الإرهاب أمر مسيّس ويستند إلى حكم منحاز»، وتساءلت كذلك عن نيات واشنطن على صعيد «مكافحة الإرهاب»، مذكرة بأن «ضحايا أبرياء قد قتلوا» في غارات شنتها طائرات أميركية بلا طيار في المنطقة. واعتبرت أيضاً أنّ الولايات المتحدة «تغضّ النظر عن الجرائم الصهيونية ضد الفلسطينيين»، منتقدة في الوقت ذاته السحب التدريجي من اللوائح لمجموعات «مجاهدي خلق».
في غضون ذلك، فللمرة الأولى تشير وزارة الخارجية الأميركية في تقريرها إلى تزايد موجة هجمات التخريب العنصرية ضد الفلسطينيين المعروفة باسم هجمات «تدفيع الثمن». وجاء في التقرير أنّ «هجمات المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين على السكان وممتلكات الفلسطينيين وأماكن عبادتهم في الضفة الغربية مستمرة ولا يحاسب مرتكبوها».
وأشار التقرير الأميركي، الذي استند في هذا الصدد إلى بيانات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، إلى أنّ «مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أورد 399 هجوماً شنه مستوطنون إسرائيليون متطرفون ونجمت عنه إصابات بين الفلسطينيين وأضرار في ممتلكاتهم»، مضيفاً أنّ «المتطرفين العنيفين، ومن بينهم مستوطنون إسرائيليون، خربوا خمسة مساجد وثلاث كنائس في القدس وفي الضفة الغربية». وعرّف التقرير هجمات «تدفيع الثمن» بأنها «جرائم تتعلق بالممتلكات وأعمال عنف يرتكبها أفراد وجماعات يهودية متطرفة انتقاماً لعمل اعتبر معادياً للاستيطان».
Leave a Reply