ديترويت – «صدى الوطن»
توصل تقرير صادر عن 24/7 Wall St إلى وجود أكثر من 132 ألف نسمة من سكان ميشيغن يتحدثون العربية في منازلهم.
وبالرغم من أن أعداد العرب الأميركيين في الولاية قد تتخطى العدد المعلن بأضعاف، إلا أن الأمر بدا كافياً لتحتل العربية المرتبة الثانية خلف الانكليزية في ميشيغن، لتكون بذلك ولاية البحيرات العظمى واحدة من الولايات الأميركية القليلة التي لا تحل فيها اللغة الاسبانية في المرتبة الثانية، إلى جانب فيرمونت وماين ونيوهامبشير ولويزيانا (الفرنسية) ونورث داكوتا (الألمانية) وهاواي (التغالوغية: لغة السكان الأصليين والفيليبين) وآلاسكا (اليوبيك: لغة السكان الأصليين في الإسكيمو وسيبيريا).
وقال رئيس تحرير النشرة دوغلاس ماكنتاير إن تدفق المهاجرين العرب إلى ميشيغن لعب دوراً حاسماً في ازدياد نسبة المتحدثين بالعربية، لافتاً إلى أنهم يتركزون في ديترويت وضواحيها حتى ٥٠ ميلاً من وسط المدينة، مشيراً إلى أن والده يعيش في أورتشرد ليك، حيث «الكثير من الناس يتحدثون العربية هناك» بحسب ما أفاد به الإذاعة WWJ المحلية.
ويتركز العرب الأميركيون عموماً في مقاطعة وين، لاسيما في مدن ديربورن وديربورن هايتس وهامترامك، وكذلك في مقاطعة ماكومب (ستيرلنغ هايتس بشكل خاص)، إضافة إلى مدن وبلدات شرق مقاطعة أوكلاند، مثل ماديسون هايتس وهايزل بارك ووست بلومفيلد وساوثفيلد وغيرها من الضواحي الشمالية الغربية لديترويت.
وذكر التقرير أن حوالي 1.3 بالمئة من المنازل في ميشيغن يتحدث أهلها باللغة العربية، تليها الألمانية ثم الفيتنامية والصينية. وقد تم استبعاد الاسبانية في المسح باعتبارها اللغة الطاغية بعد الانكليزية في أغلب الولايات، إلا أنّ نسبة المتحدرين من الشرق الأوسط في ميشيغن، قد تتجاوز نسبة اللاتينيين في الولاية، بحال حسبان المسلمين والمسيحيين العرب بمختلف أطيافهم (الكلدان والموارنة والآشوريين والأورثوذكس وغيرهم)، الذين يحافظ الكثيرون منهم على إرثهم الديني والثقافي عبر التواصل فيما بينهم باللغة العربية ومشتقاتها المحكية في المنطقة.
كما تتوفر عشرات المدارس التي توفر صفوف اللغة العربية والقرآن الكريم في عموم منطقة ديترويت الكبرى.
واستند التقرير إلى بيانات «مسح المستهلك الأميركي للغات المستخدمة في المنازل» ضمن إحصاء العام 2015، كما أخذ عامل النسب في عين الاعتبار خلال إعداده، علماً بأن مكتب الإحصاء الأميركي حالياً لا يصنف العرب الأميركيين في خانة خاصة، وهو ما قد يتغير لأول مرة في إحصاء ٢٠٢٠، حيث من المرجح أن تضاف خانة جديدة خاصة بالأميركيين من أصول شرق أوسطية وشمال إفريقيا MENA، وهي الدول العربية إلى جانب إيران وإسرائيل.
وحالياً يندرج العرب الأميركيون في خانة البيض، إلا أن بعضهم يضيفون إلى الاستبيانات أسماء البلدان التي ينتمون إليها، ليشكلوا بذلك نسبة من الأعداد الحقيقية للعرب الأميركيين.
ويؤكد ماكنتاير أن العدد الكبير للمتحدثين باللغة العربية في ميشيغن، ليس مرده فقط معدلات الهجرة المرتفعة في السنوات الأخيرة، بل أيضاً إلى ولادات أجيال العائلات العربية المقيمة في الولاية منذ سنوات طويلة.
وأردف أنه «في بعض الحالات هناك عائلات قدمت إلى الولايات المتحدة قبل 100 سنة، وقد يكون أبناء الجيل الثاني أو الثالث فيها لا يزالون يتحدثون لغتهم الأم، وإذا لم يكن ذلك طوال الوقت، فعلى الأقل بعضه»، لافتاً إلى أن «هؤلاء ليسوا المهاجرين الذين جاؤوا إلى الولايات المتحدة خلال السنوات الخمس أو العشر الماضية» والذين دون شك لازالوا يتواصلون بالعربية.
Leave a Reply