نيويورك – أثار تقريرا أصدرته «دائرة شرطة مدينة نيويورك» حول التطرف لدى المسلمين في الولايات المتحدة انتقادات منظمات أميركية وإسلامية، باعتباره «يستهدف المجتمع المسلم في أميركا بصورة تعسفية، ويحتوي تعميما مجحفا يعتبر المسلمين خطرا مرتقبا.فقد استنكر جمع من علماء المسلمين في مقاطعة «لونغ أيلاند»، و«الاتحاد الأميركي للحريات المدنية، بالإضافة الى مجلس العلاقات الإسلاميةالأميركية (كير) ما جاء في تقرير شرطة نيويورك من اتهام للمسلمين بـ«التطرف» أو على الأقل «الاستعداد له»، وعدم التحصن من «التجنيد لصالح منظمات إرهابية».وأفاد موقع «كير» إلى أن التقرير الذي أصدرته الشرطة، في 09 صفحة، يتهم شباب المسلمين الذين يعيشون في الولايات المتحدة الأميركية، تحت سن 53، ممن هم في الجامعة أو المدارس الثانوية، وليس لديهم سجل إجرامي، بإمكانية تحولهم بصورة غير ملحوظة إلى «جهاديين محليين».ورغم أن التقرير ذكر أن غالبية المسلمين الذين يعيشون داخل أميركا يعارضون العنف والإرهاب، أياً كان مصدره ومن يقوم به، إلا أنه قال «إن شباب المسلمين أكثر قبولاً لتبني العنف من أجل الدفاع عن دينهم».هذه المعلومات التي وردت في التقرير لقيت انتقادا كبيرا من جانب حبيب أحمد، رئيس المركز الإسلامي بـ«لونغ أيلاند»؛ لأنها تعتمد بصورة كبيرة على التقارير الإخبارية والإعلامية، وليس على أبحاث علماء النفس والاجتماع، مشددا على أن التقرير ينقصه الكثير من الموضوعية في الطرح، حيث أغفل «العمليات الإرهابية» التي تقوم بها الجماعات غير الإسلامية، والتي عانت منها أميركا – ومازالت – لفترة طويلة. وأردف قائلا «هناك إرهاب في قسم آخر من السكان، إلا أن الأمر لم يتطرق له التقرير بتاتاً، وهو أمر مشكوك في نواياه، فكيف تكون تلك مشكلة إسلامية مئة بالمئة»؟. ودعا أحمد دائرة شرطة نيويورك إلى منع «الإرهاب» بدون «قمع الحريات المدنية للأقليات عن طريق» تصويرهم ومراقبتهم بصورة عنصرية، معربا عن قلقه من أن تنتقي دائرة الشرطة سكان مقاطعة لونغ أيلاند الذين يتنقلون بين مقاطعة ناسو ومدينة نيويورك – لأخذ صورهم. وأضاف أحمد، في مؤتمر صحفي عقده «اتحاد الأديان» ب«ـلونغ أيلاند» في مبنى المحكمة العليا بـ غاردن سيتي «ليس كل المسلمين إرهابيين محتملين ، ليست هناك حلول سهلة لتلك المشكلة ، لكن استهداف مسلمي أميركا بتصويرهم ليس من هذه الحلول». وذكر أحمد أن أئمة 7 مساجد من ناسو التقَوْا بمندوب شرطة المقاطعة، والذي خفف من القلق الذي أثاره التقرير، حين أكد أن مثل تلك الإجراءات العنصرية لن يكون لها مكان في المقاطعة.ونقل موقع «كير» عن تارا كينان طومسون، المدير التنفيذي لاتحاد الحريات المدنية-فرع ناسو بنيويورك، قولها «إن التقرير يحث ضباط الشرطة على تجنب الطرق التقليدية للتعرف على النشاط الإجرامي، والتركيز على المظهر لتحقيق هذا المقصد». وحذرت من أن «التقرير بذلك قد وضع أسسا للمراقبة الشاملة لجميع المسلمين وهو أمر ليس خطئا وفقط، بل أيضا غير دستوري». من جانبها أكدت صحيفة «مسلم ويكلي» البريطانية الأسبوعية أن نسخة من التقرير تم تسليمها للبيت الأبيض، ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي اي)، ومكتب التحقيقات الفيدرالية (أف بي آي)، بالإضافة إلى دائرة الأمن القومي، مشيرة إلى أن معاناة مسلمي أميركا من انتهاك حقوقهم الأساسية، وحرياتهم المدنية زادت في الفترة الأخيرة، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر.
Leave a Reply