قال الكاتب الأميركي بيتر بينارت إنه إذا أردنا فهم الإستراتيجية التي أعلنها الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن الحرب في أفغانستان، فعلينا العودة إلى 20 أيلول (سبتمبر) 2001 عندما أعلن الرئيس الأميركي السابق جورج بوش أن القاعدة كانت وراء الهجمات التي تعرضت لها بلده. وأضاف بينارت في مقال له نشرته مجلة “تايم” الأميركية قائلا إنه لو توقف بوش عند تلك النقطة لكان العالم على صورة مختلفة اليوم، لكن الرئيس الأميركي السابق أعلن في ذلك اليوم أن “حربنا على الإرهاب تبدأ بالقاعدة ولكنها لا تنتهي هناك”، مشيرا إلى أن بوش تلفظ بكلمات مثل “الإرهاب” و”الإرهابيين” ورديفاتها وما شابهها عشرات المرات في خطاباته أمام الكونغرس. وقال الكاتب إن السياسة التي اتبعها بوش على مدار سنوات حكمه الثماني تشكل الإثم الأكبر الذي ورثه أوباما، والذي في سبيل التكفير عنه لا بد أن يراجع أوباما سياسة بلاده الخارجية على مدار فترة حكم سلفه. وأوضح بينارت، وهو الأستاذ المشارك في الإعلام والعلوم السياسية في جامعة “سيتي” في نيويورك، أن المفهوم الواسع للحرب على “الإرهاب” الذي وظفه بوش في سياسته فقد التركيز على الهدف الحقيقي وهو عزل “القاعدة” عن حلفاء التنظيم في أفغانستان. ومضى الكاتب إلى القول ما أشبه اليوم بالبارحة، موضحا أن أوباما بدأ يتجه نحو تصعيد وتيرة الحرب الأفغانية دون تحقيق أي نصر ضد طالبان سواء على صعيد ميادين القتال أو عبر فتح باب الحوار والمفاوضات مع الحركة. قال إن الرئيس الأميركي ربما يحاول تقليص الحرب على “الإرهاب” في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف ببلاده، وإن هناك شبها كبيرا بين سياسة أوباما الخارجية وتلك التي اتبعها الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون في السنوات الأخيرة لحرب فيتنام. ومضى إلى أن أوباما ما انفك يتلفظ بكلمات مثل “صحة” أو “اقتصاد” أضعاف ما يتلفط بكلمات مثل “إرهاب” أو “عراق” أو “إيران” أو “أفغانستان” مجتمعة.
Leave a Reply