ديربورن
في إنجاز تاريخي غير مسبوق لمجتمع العرب الأميركيين بولاية ميشيغن، قامت حكومة مقاطعة وين بإطلاق اسم ناشر صحيفة «صدى الوطن» أسامة السبلاني على شارع وورن أفينو في قلب مدينة ديربورن تكريماً لمسيرته المهنية ودوره الريادي في خدمة وتنمية المجتمع العربي الأميركي، الذي تحول من جالية مهمشة في ثمانينيات القرن المنصرم إلى أحد أبرز وألمع المجتمعات الإثنية في ولاية ميشيغن وعموم الولايات المتحدة.
وتم يوم الاثنين الفائت إزاحة الستار عن اللوحة المرورية التي تحمل اسم «أسامة السبلاني» عند تقاطع شارع وورن وتشايس، في احتفال رمزي بمناسبة إطلاق اسم ناشر «صدى الوطن» على شارع وورن الممتد بين تقاطعي تشايس وشايفر، بحضور حشد من المسؤولين والفعاليات القيادية والاجتماعية في منطقة ديترويت.
وتم الكشف عن اللوحة التكريمية عقب حفل خطابي أمام قاعة «بيبلوس»، أشاد خلاله المتحدثون بمسيرة السبلاني وإسهاماته الكبيرة في خدمة المجتمع العربي الأميركي وباقي المجتمعات في مقاطعة وين وعموم ولاية ميشيغن، مؤكدين على جدارته بنيل التشريف الاستثنائي الذي يتوّج رحلة بدأت قبل أربعة عقود في تمثيل العرب الأميركيين والدفاع بجرأة وشجاعة عن قضاياهم وحقوقهم المدنية والسياسية والثقافية، بما يجسّد إرثه القيادي وتأثيره العميق في كامل المشهد العربي الأميركي في الولايات المتحدة.
حفل التكريم الرسمي الذي قوبل بحفاوة مجتمعية غامرة، أقيم بالتزامن مع الذكرى السنوية الحادية والأربعين لصدور العدد الأول من صحيفة «صدى الوطن» في السابع من شهر أيلول (سبتمبر) 1984، وسط مشاعر الامتنان والتقدير لمكانة الصحيفة الناطقة بالعربية والإنكليزية ولدورها الشجاع في مواجهة وتصحيح السرديات المتحيزة ضد العرب والمسلمين الأميركيين في إعلام التيار الرئيسي بالولايات المتحدة، والتي أثبتت برغم التحديات السياسية والصعوبات المالية قدرتها على تحدي محاولات الإقصاء والتهميش والتشويه، ونجاحها في سرد القصة العربية الأميركية بما يعزز دور وتراث وهوية المجتمعات العربية والإسلامية الأميركية.
كما جاءت تسمية شارع وورن أفنيو باسم «أسامة السبلاني»، كإشارة رمزية للإقرار بنجاح الفعاليات والمؤسسات العربية الأميركية، وعلى رأسها صحيفة «صدى الوطن» وناشرها، في تحويل الممر الحيوي من طريق مهمش ومتهالك في ستينيات وسبعينيات القرن المنصرم إلى كوريدور تجاري يزدهر بالمكاتب والأسواق والأعمال العربية، بالتوازي مع التحولات الاجتماعية والسياسية والثقافية التي شهدتها الجالية العربية في المدينة التي باتت تلقب بـ«عاصمة العرب الأميركيين».
وكان السبلاني الذي رهن حياته الشخصية والمهنية للدفاع عن القضايا والحقوق العربية العادلة داخل وخارج أميركا طوال أربعة عقود، موضع إشادة وتقدير من قبل عدد كبير من الشخصيات العامة والمسؤولين الذين قدموا شهادات مؤثرة حول جرأته وإخلاصه وإسهاماته في تمكين الجالية العربية الأميركية وتمثيلها في مختلف الأوساط والأروقة الإعلامية والسياسية، وخلال أحلك الظروف، بما يكشف عن حجم التأثير والإرث الذي صنعه، سواء على المستوى المحلي أو على الساحة الوطنية بأكملها.
وفي ما يلي مقتطفات من كلمات المتحدثين خلال الحفل الخطابي، وفق ترتيبهم:
نائب محافظ مقاطعة وين أسعد طرفة:
نحن هنا اليوم لنحتفل بتكريم شخص قدّم الكثير لهذا المجتمع. لقد هاجر أسامة السبلاني إلى أميركا في عام 1976 من أجل إكمال دراسته الجامعية حيث تخرج من كلية الهندسة الكهربائية بجامعة ديترويت ميرسي في 1979، وبدأ في السابع من شهر أيلول (سبتمبر) قبل 41 عاماً بإصدار جريدة «صدى الوطن» التي قد لا يدرك الكثيرون ممن لا يعرفون ولا يفهمون قصص المجتمعات المهاجرة بأن تلك الخطوة كانت إنجازاً بالغ الأهمية، وما تزال كذلك حتى الآن.
إن «صدى الوطن» وبقية الأعمال التي قام بها أسامة لأكثر من أربعة عقود أعطت مجتمعنا الصوت والدور الذي يمتلكه الآن، وقد حدث ذلك قبل حقبة المنصات الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، وقبل أن تتوثق علاقاتنا مع الحكومات المحلية. كانت «صدى الوطن» هي وسيلة الوصول الوحيدة للعرب الأميركيين، وكان أسامة من خلال المقابلات التلفونية والتلفزيونية التي يجريها مع وسائل الإعلام الأميركية، هما الصوت الذي يروي قصصنا ويدافع عن قضايانا.
والتكريم الذي تقوم به مقاطعة وين بإطلاق اسم أسامة السبلاني على شارع وورن ليس عملاً اعتيادياً في حكومتنا، إذ أن إدارة المقاطعة لم تقدم على مثل هذه الخطوة إلا مرة واحدة ربما خلال السنوات العشر الأخيرة، وهذه هي المرة الثانية التي يقوم بها محافظ المقاطعة وورن أفينز بتشريف شخصية قدّمت الكثير لمجتمعها المحلي وللمجتمع الكبير في ولاية ميشيغن.
عضو مجلس نواب ميشيغن العباس فرحات:
عندما ننظر اليوم إلى أسامة السبلاني نعرف بأن قصته هي قصة مهاجر، ولكنها أيضاً قصة أميركية بامتياز. لقد جاء أسامة إلى هنا وليس في جعبته إلا القليل، ولكنه نجح بتأسيس الصحيفة التي نعتمد عليها جميعاً لإيصال صوتنا. لن تقرأ في «صدى الوطن» أخبار الأوطان الأم فقط، بل ستقرأ أيضاً حول القضايا التي لا تلقي لها وسائل الإعلام الأخرى بالاً، وإنني أتذكر في طفولتي عندما كان والداي يقصدان تقاطع شارعي فورد وتشايس لجلب العدد الجديد كل أسبوع.
ما فعله أسامة كان فريداً للغاية، لقد صمّم على تثقيف الناس بأن لهم صوتاً يجب أن يُسمع، وعندما كانت وسائل الإعلام الأميركية تبحث عن شخص للتحدث حول قضايا العرب الأميركيين، سواء على شاشة «سي أن أن» أو في برنامج «بيل أورايلي»، كان أسامة ذلك الشخص الذي يتصدى للمهمة والذي يقف بصلابة للدفاع عن مجتمعنا. ولولا ذلك.. ما كان لنا صوت!
وعندما كنا، أنا وعبدالله (حمود، رئيس بلدية ديربورن)، نتطلع للحصول على تدريب إعلامي، كنا نشاهد أسامة في نشرات الأخبار لنرى كيف سيجيب على الأسئلة. وفي هذا الإطار، يمكن قول الكثير عما قام به وعن الأشخاص الذين ألهمهم بمواقفه في الإعلام والقيادة في الخدمة العامة.
أتذكر ما قاله لي عندما قابلته لأول مرة أثناء ترشحي (في سباق مجلس النواب الأميركي عام 2020). لقد قال لي: لا تنتظر حتى تتم دعوتك للتحدث، بل اسحب كرسياً وانضم من تلقاء نفسك لمشاركة الآخرين بالجلوس حول الطاولة. لم أفهم حينها بأن تلك الطريقة هي أسلوبه في الدفاع عن قضايانا بدلاً من الوقوف بعيداً.
إن اللوحة المرورية التكريمية التي تحمل اسمه على طول شارع وورن أفنيو، بين تقاطعي تشايس وشايفر، ليست مجرد لوحة مرورية بل هي تشريف مستحق لإسهاماته وإرثه في مجتمعنا، وإننا نتطلع لرؤية المزيد من منجزاته خلال السنوات القادمة.
رئيس مجلس بلدية ديربورن مايك سرعيني
بالنسبة لي كشخص نشأت مع أمي (العضو السابقة بمجلس بلدية ديربورن سوزان سرعيني) في مجال الخدمة العامة، أعرف تماماً ماذا فعل أسامة خلال العقود الماضية، ولذلك فإن تكريمه اليوم يعني لي الكثير. البعض منكم لا يعرف.. بأن أسامة مثله مثل جدتي التي تتحدر من مدينة بعلبك اللبنانية كان «يضرب أولاً ثم يسأل لاحقاً»، وأنا أحب ذلك الأسلوب، وحتى لو لم نتفق معه في كثير من الأحيان، إلا أننا كنا ندرك لاحقاً بأنه اتخذ الموقف الصحيح والمناسب لمجتمعنا.
إنه لشرف عظيم لكامل مجتمعنا أن يتم تشريف أسامة السبلاني بهذا التكريم المستحق. شكراً لك أسامة على كل شيء فعلته من أجل مجتمعنا. نحبك!
المحامية فدوى حمود:
كثير من الحاضرين هنا اليوم قد لا يعرفون الأسباب وراء كوننا ناجحين، وإنني إذ أتحدث عن نفسي فلأنني كنت قادرة على الوقوف على أكتاف عمالقة كان أحدهم أسامة السبلاني، بالإضافة إلى العملاقين الآخرين وورن أفينز وأسعد طرفة. والحال هنا أن عملاقين يكرمان أحد عمالقة مجتمعنا.
إن وضع اسم أسامة السبلاني على لوحة مرورية هو تشريف لعدة أجيال قادمة تم منحها الكرامة والقوة والهوية، وعندما سيسألني أطفالي الذين يكبرون الآن، والذين سيسألهم أبناؤهم في قادم الأيام، ماذا تعني هذه اللوحة المرورية، سأقول لهم إنها تعني الشجاعة، شجاعة رجل آمن بالحقيقة وامتلك الصلابة والكرامة للوقوف والقول بأن صوت هذا المجتمع يجب أن يكون مسموعاً.
ويا شارع وورن سوف نحميك بكل ما نملك وسوف نزورك كما لو أننا نحج إليك لعدة أجيال مقبلة لكي نكرمك، يا أسامة السبلاني: هنيئاً لك هذا التشريف!
القاضية بمحكمة الاستئناف
في ميشيغن مريم بزي:
أسامة أنت قائد وأنت أيضاً أخ وصديق، وأنت خليط من كل تلك العناصر التي مكّنت مجتمعنا من التقدم والوصول إلى الحال التي نحن عليها اليوم والتي ما كان يمكن تحقيقها لولا وجود أمثالك من الأشخاص الذين كانوا يدعموننا. لقد رأيتك مرات ومرات وأنت تفعل ذلك بالرغم من الأوقات والظروف الصعبة، وأنا أقرّ –كما قالت فدوى– بأن رحلتي قد بدأت بالوقوف على أكتاف عمالقة، كنت أنت من بينهم. رحلتي وما وصلت إليه، ما كانت لتكون لولاك ولولا قيادتك ودعمك، ليس لي فقط، بل لكامل المجتمع. هنيئاً هذا التشريف المستحق. نحبك جميعاً!
نائب شريف مقاطعة وين مايك جعفر:
لولاكما يا أفينز وطرفة لما كانت هذه اللوحة المرورية التي تحمل اسم أسامة السبلاني، فشكراً لكما على هذه الخطوة التي تنطوي على رسالة عظيمة لكامل هذا المجتمع. وإنني هنا أتحدث بالنيابة عن شريف مقاطعة وين رافايل واشنطن، وكذلك بالأصالة عن نفسي، وأقول لك يا أسامة، شكراً لأنك مهّدت لنا الطريق إذ ما كنت لأقف هنا اليوم وأتحدث من على هذه المنصة لولاك. أشكرك من صميم قلبي وأقول لك نحن نحبك، ونؤكد بأنك تستحق هذا التكريم عن جدارة.
ممثلة حاكمة ميشيغن ميلاني براون:
بالنيابة عن حاكمة ميشيغن غريتشن ويتمر ونائبها غارلين غيلكريست وخمسين ألف موظف في حكومة الولاية أقول شكراً لك يا أسامة على العمل الذي أنجزته والذي تواصل إنجازه. إن الحاكمة تعتبرك مستشاراً مقرّباً وموثوقاً.. إنها تحبك ونحن جميعاً نحبك، فشكراً لك لأنك كنت تقوم بالعمل الذي يتوجب القيام به ليس فقط لهذا المجتمع، بل لجميع المجتمعات في كافة أرجاء الولاية، ألا هو تقريبنا مع بعضنا البعض، وتعريفنا بالكثير من القضايا الهامة. لقد ثقفتنا جميعاً وأنت تواصل العمل لضمان أن تكون ميشيغن مكاناً مرحباً بالجميع. هذا التكريم وتلك القضايا تهمنا جميعاً. نحبك!
رئيس بلدية ديربورن
عبدالله حمود:
لم أبلغ سن 41 عاماً بعد، ولهذا يمكنني القول بأن أسامة كان صوت هذا المجتمع حتى قبل أن أبصر النور.
في هذه المدينة وتحت إدارتنا لدينا تاريخ في إزالة الأسماء التي لا تستحق الاعتراف والتشريف، ولكنني أعتقد بأن إعادة تسمية هذا الجزء من شارع وورن بين شارعي تشايس وشايفر باسم أسامة السبلاني هو خطوة رمزية سوف تستمر عبر الزمن لأنه كان على مدار 41 عاماً يخلق لنا «المشاكل الجيدة» (عبر صحيفة «صدى الوطن»). لقد كان ذلك الرجل الذي امتلك الإرادة والجرأة لدفع السردية (المتعلقة بالعرب الأميركيين) التي كانت في معظم الأحيان منسية ومفتقرة للحقائق في إعلام التيار الرئيسي.
هنالك صحفيون يمتلكون سرديات زائفة مثل نيراج (ووريكو، صحيفة ديترويت فري برس) وهنالك صحفيون يدعمون السرديات الحقيقية مثل أسامة السبلاني، وهذه هي الميديا التي نريد أن نعيش في عصرها. لذلك.. من أجل جميع المشاكل الجيدة التي كنت تسببها لنا ولكافة المشاكل الجيدة التي ستسببها لنا في قادم الأيام، نحتفل اليوم معك بهذا التشريف.
ولكل هؤلاء الذين لا يعرفون، فإن وورن وشايفر هما شارعان مشهوران جداً لدرجة أنه توجد أغنية حولهما، أقول ابحثوا عن هذه الأغنية لـ«دي جي زي» التي تتحدث عن الشارعين، وإنني لا أقوى على الانتظار حتى أسمع اسم أسامة السبلاني في مثل تلك الأغاني.
محافظ مقاطعة وين وورن أفينز:
سأقول عدة أشياء هامة، أولاً: هذه الزاوية يمكن أن تدعى أيضاً تقاطع وورن (في إشارة إلى اسمه) وأسامة، ولكن الحقيقة أن ذلك الاسم ليس اسمي (كانت تلك المقدمة دعابة أثارت ضحك وتصفيق الحاضرين).
الأمر الثاني، هو أن جميع المتحدثين هنا لم يعتمدوا على أية ملاحظات مسبقة والسبب هو أنهم لا يحتاجون إلى تلك الملاحظات لإن مكانة هذا الرجل في قلوبهم كانت كافية كي يتحدثوا عنه بصدق وشغف وتقدير للقضايا والمواقف التي تبناها، وهذا يعني الكثير.
ثالثاً، إن النزاهة تعني الإيمان بما تقوم به، بغض النظر عما إذا كنت مخطئاً أو مصيباً، وهذه هي إحدى الخصائص التي يتميز بها أسامة، كصديق أعرفه منذ ما يزيد عن عشرين عاماً. في نهاية الحديث معه حول أية مسألة، تلمس التغير الذي يحصل في داخلك.
إن المقاطعة تمتلك الإمكانية لتكريم الإنجازات الحقيقية، وكما قال نائبي أسعد طرفة، فنحن لا نقوم في العادة بإعادة تسمية الشوارع لتشريف بعض الأشخاص الذين يجب تشريفهم، لأنه لا يوجد الكثيرون منهم، ولكن أسامة كان ذلك الشخص الذي يستحق عن جدارة، هذا التكريم.
يشكرني الكثير من أبناء هذا المجتمع لأنني أفسحت المجال أمام الكثير من العرب الأميركيين للانضمام إلى حكومة مقاطعة وين، ولكنني أقول لكم أنتم أصحاب الفضل في هذه المسألة، فالحقيقة هي أن الأمور لم تجر على تلك الشاكلة لمجرد كونهم عرباً بقدر ما هم أشخاص واثقون وأوفياء وأفراد منخرطون في المجتمع… لا مجتمع ديربورن فحسب، بل في كامل مجتمع مقاطعة وين وعموم الولاية.
لقد كان أسامة دائماً، الرجل الذي يسعى إلى قيادتك في الاتجاه الصحيح، وفي ما يبدو لي أنه متواضع في كثير من الأحيان، إلا أنه ليس كذلك تماماً. لقد استحق أسامة عن جدارة أن يطلق اسمه على هذا الجزء من شارع وورن، بين شارعي تشايس وشايفر، ولكي يبقى اسمه هناك بسبب كل الأعمال الجيدة التي قام بها، وبسبب قيادته في هذا المجتمع وبقية المجتمعات الأخرى.
لقد خدمني أسامة بعدة طرق وفي عدة مناسبات خلال الأعوام الماضية، لذلك أقول لك يا أسامة: بارك الله فيك، لقد كنا أصدقاء لسنوات طويلة، والجريدة الثنائية اللغة ماتزال هي الأشهر والأكبر من نوعها في أميركا. لقد كنت على الدوام قائداً مميزاً في هذا المجتمع الذي يضم عدداً مذهلاً من القياديين الآخرين، وهذا أمر رائع!
بدورها، شكرت عقيلة السبلاني، رجاء سكرية، حكومة مقاطعة وين على تكريم زوجها ممازحة بأن الجميع يدينون لها بالفضل للإنجازات والإسهامات التي قدمها ناشر «صدى الوطن» على مر العقود، والتي جاءت على حساب حياته العائلية.
أسامة السبلاني:
بداية، أشعر بعاطفة غامرة. وأشعر بالاعتزاز لأنني أمثّل هذا المجتمع. ويا وورن (أفينز).. أنت لست مجرد صديق، وإذ لا يمكنني شرح علاقتنا التي تطورت عبر السنين، إلا أنني أؤكد بأنك واحد من أعظم القادة الكثيرين الذين تعرفت والتقيت بهم في أميركا وحول العالم. وأنا أحبك وأحترمك وأتمنى لك النجاح والسعادة لكي تواصل فعل المزيد من تلك الأمور التي كنت تقوم بها في جميع المناصب التي تقلدتها وخدمت بها. أشكركما من أعماق قلبي، أنت وأخي العزيز أسعد طرفة!
هذا التشريف ليس لي، ولا يدور حولي، وهذا التكريم لم يكن مستحقاً لفرد واحد بعينه مهما فعل ذلك الشخص، وأنا لا استحق بمفردي هذا التكريم. إنه العمل الشاق الذي قمتم به جميعاً والدعم الذي قدمتموه لي، ولمئات الأشخاص الذين عملوا في «صدى الوطن» طيلة 41 عاماً. إنه تكريم لجميع من حضر هنا اليوم ولجميع الذين لم يتمكنوا من الحضور ممن دعموا الصحيفة وتقدمها ومواصلة صدورها خلال رحلة لم تكن سهلة على الإطلاق.
لا أحد يمكنه إخباركم بأن رحلة «صدى الوطن» كانت سهلة، لاسيما وأن الصحف والمجلات تواجه أوقاتاً عصيبة في أميركا وحول العالم. وإنني أتذكر في بداية الرحلة، في عام 1985، عندما زارني الصحفي توم هانلي الذي كان يعمل حينها لدى صحيفة «ديترويت نيوز» وسألني عن الأسباب التي تجعلني أؤمن بأن هذه التجربة الصحفية سوف تتكلل بالنجاح في الوقت الذي فشل فيها الكثيرون. وقد أجبته بأنني كمهندس أعرف بأن الخط المستقيم هو أقصر الخطوط بين نقطتين، وأنني أخطط للعمل الصحفي باستقامة وعبر طريق مستقيم. وعلى هذه القاعدة، روينا القصص كما هي، ولكنني ما كنت قادراً على نشرها لولا دعم مجتمعنا، وهذه اللوحة المرورية التي تحمل اسمي… أنتم السبب وراءها. لذلك أشكركم من صميم قلبي للبقاء بجانبي طوال هذه المدة، وإنني أتطلع للعمل معكم خلال الـ41 عاماً القادمة! كما أنني أتقبل بكل تواضع هذا التشريف الذي لا اعتبره تكريماً لشخصي فقط، وإنما هو تكريم لكامل مجتمعنا.
نبذة عن السبلاني
ولد الناشر والسياسي أسامة السبلاني في بلدة فلاوي بقضاء بعلبك اللبناني عام 1955. هاجر إلى الولايات المتحدة في عام 1976 لمتابعة دراسته الجامعية، حيث حصل على شهادة البكالوريوس من كلية الهندسة الكهربائية بجامعة «ديترويت ميرسي» في عام 1979.
ترك العمل في الهندسة، ليؤسس في عام 1984 جريدة «صدى الوطن»، وهي صحيفة أسبوعية تصدر باللغتين العربية والإنكليزية، وتُعد أقدم وأوسع الصحف العربية الأميركية انتشاراً في الولايات المتحدة.
على مدار أكثر من أربعة عقود، كرّس السبلاني حياته وصحيفته للدفاع عن القضايا العربية العادلة، سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها، وغدا واحداً من أبرز الأصوات العربية المنافحة عن قضايا العرب الأميركيين، حيث واجه سرديات الإعلام السائد، وأوصل قضايا العرب الأميركيين إلى الرأي العام والأروقة السياسية في الولايات المتحدة.
نال عدداً من الجوائز المرموقة تقديراً لإسهاماته في تعزيز التعددية الثقافية وتمثيل المجتمع العربي الأميركي، منها، جائزة «روح التنوع في الصحافة» من جامعة «وين ستايت» عام 2010، وجائزة «صوت العدالة» من منظمة ACC، وجائزة الزعيم الحقوقي الأسود «جون لويس» من منظمة «ميشيغن يونايتد» عام 2025، كما كان قد أُدخل قاعة مشاهير الصحافة في ولاية ميشيغن عام 2013.
بالإضافة إلى عمله الصحفي، شغل السبلاني عدة مناصب قيادية، من بينها: رئيس كونغرس المنظمات العربية الأميركية في ميشيغن، وعضو في الهيئة الاستشارية لشؤون العرب الأميركيين في ولاية ميشيغن، ورئيس اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي (أيباك). ويشغل حالياً رئيس مجلس حكام «مستشفى غاردن سيتي» بولاية ميشيغن.
Leave a Reply