واشنطن
تكريماً لمسيرتها الأكاديمية والحقوقية الطويلة، منح «مركز العمل الخيري العربي الأميركي» CAAP الباحثة والأستاذة الجامعية والمحامية الرائدة، الفيلسوفة عزيزة الهبري، جائزة «المانح العربي الأميركي المتميز» لعام 2025 خلال الحفل السنوي السابع للمركز الخيري الذي جاء تحت عنوان «خيوط العطاء»، والذي أقيم في العاصمة واشنطن في أواسط أيلول (سبتمبر) المنصرم.
ويشكل هذا التكريم اعترافاً وتقديراً لمسيرة البروفسورة اللبنانية الأصل، التي تمتد لبضعة عقود في الدفاع عن حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين، والتي تمثلت إحدى محطاتها الهامة في تأسيسها عام 1993 لمنظمة «كرامة: محاميات مسلمات من أجل حقوق الإنسان»، وهي مؤسسة تهدف إلى تعزيز حقوق الإنسان عالمياً مع تركيز خاص على تمكين النساء المسلمات، بالإضافة إلى تأسيسها مجلة «هيباتيا» Hypatia المتخصصة في الفلسفة النسوية، وعملها كأول رئيسة تحرير لها.
وعلى الصعيد الأكاديمي، تعتبر الدكتورة الهبري شخصية بارزة في ميادين الفلسفة والقانون والديمقراطية والإسلام، حيث ألّفت ونشرت العديد من الكتب والدراسات والمقالات في مجلات ودور نشر مرموقة. كما حصلت في 1992 على لقب الأستاذية الفخرية في كلية الحقوق بـ«جامعة ريتشموند» في ولاية فيرجينيا، لتدخل التاريخ باعتبارها أول امرأة مسلمة أميركية تحصل على التثبيت الأكاديمي Tenure في كلية قانون أميركية.
وعلاوة على نشاطها الأكاديمي، شاركت الهبري في عضوية عدد من المجالس والهيئات الاستشارية، من بينها منتدى «بيو» للدين والحياة العامة، ومشروع التعددية في جامعة هارفرد، وبرنامج الدين والأخلاق الأسبوعي على شبكة PBS العامة، إضافة إلى مشروع الدستور الأميركي حول الحرية والأمن. كما عينها الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما مفوضة في لجنة الولايات المتحدة للحرية الدينية العالمية.
ومن أبرز إسهاماتها البحثية مقالتها «رؤية إسلامية حول العنف الأسري» المنشورة في مجلة فوردهام للقانون الدولي، وكذلك مقالتها «إعادة تعريف أدوار النساء المسلمات في القرن القادم» التي صدرت ضمن مجلة الديمقراطية وحكم القانون (فصلية الكونغرس). كما ساهمت بخبرتها الأكاديمية كمستشارة لبرنامج «محمد: تراث نبي»، الذي بثته شبكة PBS عام 2002 والذي نال عدة جوائز. وهي تعمل حالياً على تأليف كتاب يتناول عقد الزواج الإسلامي في المحاكم الأميركية.
وتتحدر الهبري من عائلة علمية عريقة، فهي حفيدة الشيخ توفيق الهبري، المربي ورجل الدين اللبناني البارز، ومؤسس أول فرقة كشفية في العالم العربي.
يذكر أن مركز العمل الخيري العربي الأميركي (CAAP) هو منظمة مجتمعية وطنية تابعة لمؤسسة «أكسس» التي تتخذ من مدينة ديربورن مقراً لها. وتهدف المنظمة إلى توحيد وتمكين المجتمع العربي الأميركي وتعزيز العطاء الجماعي لديه، وذلك من خلال توجيه المنح للمنظمات غير الربحية، وتقديم الأدوات والموارد للمانحين، وتثقيف وإلهام الشباب العربي الأميركي لبناء القادة، وتشكيل التصورات الإيجابية حول مساهمات المجتمع العربي الأميركي، بحسب موقع CAAP على شبكة الإنترنت.
Leave a Reply