ديربورن – خاص “صدى الوطن”
لبى قرابة الـ400 شخص بينهم أكثر من 50 قاضياً دعوة اللجنة العربية الأميركية لمكافحة التمييز (أي دي سي)-فرع ميشيغن للحفل السنوي التاسع لتكريم القضاة الذي أقيم مساء الخميس الماضي في صالة “بيبلوس” في ديربورن بحضور موظفين حكوميين ورسميين ونشطاء في مجال الحقوق المدنية، إضافة إلى فعاليات عربية أميركية متعددة الأطياف.
وقدمت عضو الهيئة الاستشارية في لجنة “أي دي سي” سهام عواضة جعفر المتحدثة الرئيسية في الحفل المدعي العام لمقاطعة وين كيم وورثي التي اعتبرت تكريم القضاة خطوة جميلة، لأنهم “حراس العدالة”. وقالت مخاطبة القضاة: “إنه من المهم جداً أن تكونوا حراساً للعدالة في مقاطعة معروفة بتنوعها العرقي والثقافي”. ونوهت إلى أن القضاة في مقاطعة وين يتعاملون مع ما يربو على الـ70 ألف قضية في السنة الواحدة. وأكدت في هذا السياق “أن العدالة تتم خدمتها لتكون للجميع”.
وأضافت “إن وجود 22 من المدعين العامين ومساعديهم بخلفيات إثنية وعرقية متنوعة، فضلاً عن كونهم محامين ناجحين.. هو في صالح هذا المجتمع المتنوع”.
وقالت: “نريدكم أن تعلموا أننا نعمل ما بوسعنا عبر جهاز العدالة الجرمي، وبالأدوات المتوفرة لدينا، لحماية العدالة وتحقيقها، ومعرفة هذه الحقيقة تولد الثقة بين الناس ومكاتب المدعين العامين.. وهذا أمر مطلوب وحيوي”.
واعتبرت وورثي “قضية الهجرة والمهاجرين” واحدة من أكبر القضايا التي يتم التعامل معها قضائيا، وأكثرها إرباكاً. وأوحت في هذا الخصوص بالحيف والظلم الذي يقع على عاتق المهاجرين في حال ارتكابهم لجرائم أو مخالفات. وقالت: “إذا ارتكب أميركي بالمولد جريمة ما، وارتكب نفس الجريمة مقيم على الأراضي الأميركية، فإنني أعتقد أنه من الظلم أن يتم ترحيل الثاني فقط لأنه ليس أميركي المولد”.
وتطرقت وورثي إلى أنها تعمل على برنامج إدماج المواطنين وإشراكهم في نظام العدالة القضائي، والذي يتلخص بقيام المحاكم باستشارة المنظمات والهيئات الأهلية والمجتمعية بنوعية “الخدمات المجتمعية” التي هم بحاجة إليها، والأخذ بتلك الحاجات عند البت بالأحكام القضائية المتوجبة على مخالفي القانون ومرتكبي الجنايات.
وشددت وورثي على أهمية التثقيف القضائي والقانوني، والذي يمكن إنجازه عبر إنشاء مواقع إلكترونية، أو وسائل الإعلام المحلية، التي تقدم إرشادات عامة وتجيب على أسئلة الناس حول عديد القضايا المتعلقة بـ”نظام العدالة الجرمي”. وأشارت إلى أن “مكتب المدعي العام يصدر كتيبات بجميع اللغات تضم مثل تلك المعلومات” بهدف التثقيف والتوعية القضائية والقانونية.
وأشارت وورثي إلى أن المشهد القضائي والقانوني في ولاية ميشيغن مازال بحاجة إلى بذل جهود كبيرة لإرساء القواعد والقوانين التي من شأنها تحقيق العدالة لجميع المواطنين في المجتمع المتعدد، وقالت “إن ميشيغن هي واحدة من خمس ولايات أميركية لا يوجد فيها قوانين لحماية الأفراد من التحرش والإساءة بسبب العرق أو الثقافة أو الدين” (وهو أمر مختلف عن جرائم الكراهية أو جرائم التمييز). وقالت “إنني أنتظر من الناس الذين زاروا مكاتب المدعي العام في مقاطعة وين الإشارة والإفصاح إلى أنه تمت معاملتهم بعدالة، عملاً بالتزامنا بقيم العدالة الاجتماعية والحقوق المدنية”.
ونوهت وورثي إلى ضرورة إرساء الحوار المجتمعي بين المجتمعات المتعددة وخاصة بين مجتمع الأفارقة الأميركيين والجالية العربية، وقالت “إن ممثلين وقيادات من الأفارقة الأميركيين والعرب الأميركيين يجب أن يلتقوا ويتحدثوا ليعلموا على إزالة التوتر بين هذين المجتمعين”.
ولفتت في هذا الخصوص أن إلى ميشيغن كمجتمع متعدد وإثني لا تتلقى من السلطات الفدرالية الأموال اللازمة والضروية لإطلاق البرامج الاجتماعية والتثقيفية أسوة بالمجتمعات الأخرى.
وأشادت رئيسة اللجنة الفرعية لتكريم القضاة القاضي كاثلين مكارثي بحجم العمل الكبير والمهمات الجليلة التي تؤديها الـ”أي دي سي” في مجال الحقوق المدنية على الرغم من الضائقة المالية التي تعاني منها، وأثنت على الدور الخاص الذي يقوم به المدير الإقليمي للجنة عماد حمد.
ورحبت مكارثي بالقضاة الموجودين (الذين بلغوا حوالي الـ 50 قاضيا)، بأسمائهم وألقابهم.
ووصفت عريفة الاحتفال الإعلامية في “القناة الإخبارية المحلية الرابعة في تلفزيون دبليو دي آي في” ساندرا علي المدير الوطني لـ”أي دي سي” المحامي عبد أيوب بأنه الرجل “الذي يحلم بجعل العالم مكانا ً أفضل للعيش”.
وقال أيوب في كلمة مختصرة إن “لجنة “أي دي سي” تعمل على مساعدة الجميع وتقدم الخدمات بدون مقابل”. ونوه أيوب إلى ضرورة دعم الـ”أي دي سي” بجميع فروعها وفي كل أماكن تواجدها “لأن التحديات التي نواجهها واحدة”.
وأضاف “إن اللجنة تتعامل مع ما يزيد على الـ 500 قضية سنوياً” ومشيراً في الوقت نفسه، إلى أن 78 بالمئة من القضايا التي تتبناها الـ أي دي سي تنتهي بنجاح.
وفي نهاية الحفل الخطابي تم تكريم القاضي مارك جي. بلاويكي الذي شغل مناصب عديدة منها منصب قاض رئيس في محكمة الدائرة 20، والذي خدم كأصغر قاض في تاريخ محاكم ديربورن هايتس، إضافة إلى شغله منصباً للمدعي العام لمدينة هازل بارك، وتوليه رئاسة “جمعية قضاة مقاطعة وين”.
وتم في الحفل تكريم القاضي آنيت جي. بري التي تمت إعادة انتخابها في العام 2006 لمقعد محكمة مقاطعة وين. وكانت بري قد شغلت مناصب هامة عديدة منها المدعي العام الرئيسي لصناعة ألعاب القمار في كازينوهات ديترويت، وهي عضو تنفيذي لهيئة المدراء في جمعية قضاة ميشيغن.
جدير بالذكر، أن المدير الإقليمي للجنة عماد حمد قام بالترحيب وبشكل خاص وحار بالأعضاء العاملين في وكالة “فريدوم هاوس” (بيت الحرية)، الذي هو عبارة عن مرحلة انتقالية للهاربين من بلدانهم بسبب الاضطهاد والباحثين عن اللجوء في الولايات المتحدة وكندا.
واعتبر حمد أن “بيت الحرية” هو بمثابة منظمة شقيقة لـ “اي دي سي” باعتبارهما تعملان في المجال ذاته، وهو خدمة الناس وصيانة حقوقهم المدنية.
Leave a Reply