ديربورن – خاص “صدى الوطن”
كرّم “اتحاد الطلاب العرب” في “جامعة ميشيغن-ديربورن” (أي أس يو) في حفله السنوي السادس، الذي أقيم تحت شعار “دعم الشباب”، عائلة عامر، التي تكلل نضالها بالنجاح بسن قانون يفرض على المحاكم في ولاية ميشيغن وضع الأطفال المفصولين عن ذويهم تحت رعاية أقاربهم، في خطوة يقصد منها الأخذ بعين الاعتبار المشتركات اللغوية والدينية والثقافية بين الأطفال ورعاتهم.
وحضر الحفل ما ينوف عن الـ600 من الطلاب وعائلاتهم، والناشطين والشخصيات الاجتماعية، وممثلين عن جمعيات ومؤسسات وأندية عربية أميركية. وذلك مساء الجمعة الماضي، في نادي “بنت جبيل الثقافي الاجتماعي” في ديربورن.
وحيى قنصل لبنان العام بالوكالة في ديترويت حسام دياب “عائلة عامر التي تجاوزت مأساتها المحزنة ونجحت في سن قانون يحمي حقوق عائلاتنا والعائلات الأميركية الأخرى التي يمكن تتعرض لنفس المصير”.
وأثنى دياب على النشاطات التي يقوم بها الطلاب من أبناء الجالية العربية ووصفهم بأنهم “مستقبلنا وهم الذين يمدوننا بالقوة والعزيمة، وإننا في القنصلية اللبنانية سوف نبقى معكم يدا بيد”.
وتضمن الحفل مفاجأة للأبوين رحاب وأحمد عامر، بحضور ابنهما الأكبر آدم لي ستامبر (محمد علي)، الذي دخل القاعة مع أخيه حسين. واحتضن الأب والأم ابنهما في لقاء مؤثر، صفق له الحاضرون وقوفاً.
وكان الاتحاد قد دعا “محمد علي” لحضور الحفل، بمناسبة عيد الأم، لرؤية أبويه وأخيه حسين، الذي لم يعرف بوجوده الا مؤخراً. وكان “محمد علي” قد فصل وأختاه عن والديهم قبل أكثر من عقدين.
وعرض شريط مصور، تحدثت خلاله رحاب عامر عن معاناتها، عبر 25 سنة، جراء فقدان ثلاثة من أبنائها على خلفية وضعهم تحت رعاية عائلة أميركية من المبشرين المسيحيين، بقرار قضائي، بعد اتهامها بالإهمال والتسبب بموت طفلها سمير، والذي تبين لاحقاً براءتها من تلك التهمة، بعد فحوصات طبية أجريت لجثة الطفل بعد مرور سنوات على دفنه.
وأثار الفيديو عواطف الحاضرين وأجرى دموع بعضهم، بحيث بدا أن ذلك الشريط يستحق العنوان الذي حمله، وهو “دموع من أجل العدالة”.
وعبرت عامر عن فرحتها بنجاح العائلة في سن القانون الذي حمل إسم العائلة، بعد 5 سنوات من المتابعة والجهود الحثيثة، والآلام المضنية.
وألقى الطالب محمد علي الأمين كلمة اتحاد باللغة العربية حيى فيها الأمهات العربيات، بمناسبة عيد الأم (21 آذار) ووصف فيها رحاب عامر “بالأم التي خسرت أطفالها لكي تربحوا أطفالكم”.
وبث الأمين بتحية خاصة إلى “الأمهات العربيات اللواتي فقدن أبناءهن من أجل الحرية والكرامة” سواء خلال الصراع مع المعتدين والمحتلين أو عبر مقارعة الظلم والقمع والاستبداد من خلال الثورات العربية التي تجتاح العالم العربي هذه الأيام.
وقام أعضاء في اتحاد الطلاب بتوزيع ورود حمراء على الأمهات الحاضرات في الحفل.
وروى النائب السابق في كونغرس ولاية ميشيغن جينو بوليدوري (عن ديربورن) أسباب تبينيه لمشروع القرار وطرحه أمام السلطات التشريعية من أجل التصويت عليه، ووصفه بالقانون “العادل.. الذي يحمي كل عائلة”.
وأشار بوليدوري إلى الصعوبات والعراقيل التي واجهها “قانون عامر” قبل إقراره، وروى بعض التفاصيل عما كان يحصل في الكواليس التي رافقت مراحل العمل والتواصل مع المؤسسات الحكومية.
وعبر بوليدوري عن فرحته وفخره بالإنجاز الكبير الذي حققته عائلة عامر، والقانون الذي تم “تمريره في آخر لحظة، بعد الموافقة عليه في مجلسي النواب والشيوخ، وبنسبة 100 بالمئة لكليهما”.
وشكر ناشر “صدى الوطن” الزميل أسامة السبلاني الطلاب الناشطين في “أي أس يو”، وخاطبهم قائلا “من عنده شباب مثلكم.. كيف يخسر؟ لقد سئمت من مؤسساتنا العربية هنا، فضموني إلى اتحادكم”.
ونوه السبلاني إلى أنه كان رئيساً للجنة جمع التبرعات لدعم قضية عائلة عامر في صراعها الطويل مع المحاكم، وقال “نضال عائلة عامر هو نضالنا، لقد عملت هذه العائلة بكل ما تستطيع ولم تستسلم، ورحاب وأحمد عامر يستحقان التقدير”.
وخاطب السبلاني محمد علي الابن الذي أبعد عن والديه الحقيقيين بالقول: “شكراً لك يا محمد علي. أنت ابننا سواء أكنت مسلما أو مسيحيا.. ومازال هناك ابنتان (في إشارة إلى الأختين سهير/سوزان وزينب/زيني) وسوف نظل نعمل حتى يرجعا إلى حضن عائلتهما”.
وأرجع رئيس اتحاد الطلبة العرب مهدي عبدالله “نجاح الاتحاد إلى نجاح ودعم كل واحد منكم” ونوه أن أهداف الاتحاد تشتمل على تثقيف أبناء الجالية بقيم الثقافة العربية وتوعيتهم بتراثهم وتاريخهم ومحاربة التصورات المسبقة والمغلوطة عن العرب والمسلمين.
وعدد عبدالله بعض الأنشطة التي أشرف عليها الاتحاد ودعا ليها، مثل دعوة البروفيسور نورمان فنكلستين لإلقاء محاضرة في “جامعة ميشيغن -ديربورن”، وتقديم وجبات الطعام (الديك الرومي) للأسر العربية الفقيرة في أعياد الشكر، ومناهضة جرائم الكراهية.
وتم في الحفل تسليم جائزة “دعم الشباب” للناشط علي السيد، وجائزة “راعي العام” للطبيب قاسم شرارة ورجل الأعمال علي الأشقر، وجائزة “الخدمة المجتمعية” للناشط عبد حمود، وجائزة “هيلين توماس لإنجاز العمر” لهيلين توماس، وتسلمها بالنيابة الزميل أسامة السبلاني.
Leave a Reply