بمناسبة عيد المعلم
ديربورن – «صدى الوطن»
بمناسبة «عيد المعلم» في لبنان، وبمبادرة من الزميل الصحفي علي منصور، أقام تجمع «خلان الوفا» حفلاً تكريمياً لعشرات المعلمين اللبنانيين المتقاعدين الذين منحوا شهادات تقدير لعطاءاتهم ودورهم في تنشئة الأجيال رغم الصعوبات والعوائق التي تفاقمت وتيرتها إبان الحرب الأهلية وانحسار سلطة الدولة وضعف مؤسساتها التربوية.
الحفل الذي أقيم في «مطعم حبيب» بمدينة ديربورن، السبت الماضي، كان مناسبة للإشادة بالدور الرسولي للمعلمين وللتعبير عن امتنان الطلاب لأساتذتهم والاعتراف بفضلهم الذي لا تمحوه الأيام.
ابتدأ الحفل بكلمة ترحيبية للحاج رامز بزي، تلتها كلمة لعميد المعلمين الأستاذ قاسم بزي أعرب فيها عن امتنانه وزملائه لـ«الالتفاتة الكريمة».
واستعرض ناشر «صدى الوطن» الزميل أسامة السبلاني تجربة نشوئه في بيئة تعليمية حيث شهد تأسيس إخوته لمدرسة في منطقة حي السلم بالضاحية الجنوبية لبيروت في الستينات.
وأشاد السبلاني بالاهتمام الذي توليه الجالية العربية لمسألة التعليم ووضعها تعليم أبنائها على رأس أولوياتها، مشيراً إلى أنه «على الرغم من النجاحات التي تحققها مدارس ديربورن فإنها ماتزال بحاجة إلى الدعم»، وقال «الجالية لا تتأخر وهي دائماً تلبي النداء عندما تطرح سندات اكتتاب لتمويل مدارس ديربورن وكلية هنري فورد».
وأكد «هذا هو الاستثمار الصحيح والمجدي، لأن طلابنا هم مستقبلنا»، لافتاً إلى أن هناك 17 ألف طالب عربي في مدارس ديربورن العامة، و«كل عام يتخرج منهم حوالي 2500 طالب يتوجهون إلى مختلف الجامعات الأميركية للدراسة فيها، والعشرات منهم يلتحقون بالجامعات المرموقة مثل جامعة هارفرد وجامعة ييل وجامعة ميشيغن، ويحققون نتائج باهرة».
من جانبه، أثنى الزميل منصور على دور المعلم وأهميته، لاسيما في أزمنة الحروب، وقال «لقد أسعفنا الجسم التعليمي وحمانا من جشع أصحاب المدارس الخاصة، فالشكر كل الشكر لهؤلاء المعلمين الذين أفنوا سنين أعمارهم في التربية والتعليم وتفانوا من أجل تنشئتنا وتعليمنا وتحملوا قساوة المجتمع في زمن الحرب وعانوا من ظلم الدولة لهم في زمن السلم وصبروا على الإجحاف الذي لحق بهم من أصحاب المدارس الخاصة الذين تحولوا إلى حيتان مالية ابتلعت حقوقهم وسيطرت على إدارة الدولة لضرب التعليم الرسمي وتقويض المدرسة الرسمية».
أضاف «ذلك المعلم الذي حدت المناهج التعليمية من دوره وجعلته أسيراً لنصوص بالية كي ينتفع البعض بما تدره عليه تجارة الكتب من أرباح وفيرة، وبالرغم من كل ذلك بقي ذلك المعلم صامداً يخوض معركته مع الزمن على محورين، محور تعليمنا وتربيتنا ومحور مطالبه المعيشية المغبونة وحقوقه البديهية المهدورة».
ودعا منصور إلى تنسيق العمل وتوحيد جهود الجالية تحت راية «اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي» (أيباك) التي ركزت جهودها على تحسين الخدمات الطلابية في ديربورن منذ مطلع الألفية.
ومن جانبه، ألقى السفير السابق الدكتور علي عجمي قصيدة أشاد فيها بدور المعلم وأهميته الاجتماعية والوطنية، تلتها كلمة مؤثرة للأستاذ فايز شعيتو تطرق فيها إلى شتى أنواع المعاناة التي عاشها المعلمون في زمن الحرب، وقال «لقد مارست التعليم لمدة 43 عاماً في المدارس الرسمية ولمدة 17 عاماً في المدارس الخاصة، حيث مر التعليم في تلك الحقبة بمراحل متعددة أفضلها كان قبل العام 1975». أضاف «بعد اندلاع الحرب الأهلية واختناق بيروت بالنازحين وبينهم المعلمون راح كل منا يتحسس تبعات الحياة ومستقبل الأولاد.. هنا توزع المعلمون للعمل في شتى المجالات فمنهم من عمل كسائق سيارة أجرة ومنهم من أقام بسطة على قارعة الطريق ومن اتجه للتجارة ولكن الأكثرية طرقوا باب التعليم الخاص حيث المعاناة لا حدود لها».
وفي ختام كلمته، قال «لا يسعني بمناسبة هذا التكريم إلا أن أعبر عن سعادتي وأنا أكرم من قبل أحد تلامذتي وإنني بدوري أشكره لكونه ينتسب إلى مؤسسة إعلامية هي الصدى لأوجاع أبناء الجالية والصدى للوطن الذي ينتظر منا الوحدة والتعاضد».
وختم عريف الاحتفال الناشط زهير علوية بالتأكيد على أهمية استمرار التواصل بين قدامى المعلمين وطلابهم للاستفادة من تجاربهم والحفاظ على العلاقة المقدسة «التي لا تنتهي بتقاعد الأساتذة ولا بتخرج التلاميذ».
Leave a Reply