ناتاشا دادو – صدى الوطن
هذا العام عملت «رابطة الآباء والمعلمين» (بي تي أي)(PTA) فـي مدرسة «آيريس بَكر الابتدائية» بشكل وثيق مع جمعية «داون سيندروم فـي جنوب شرق ميشيغن» (DSGSM) لتعزيز الوعي حول هذا المرض المعروف ايضاً بـ«متلازمة داون».
وفـي هذا الإطار، قدم يوم الإثنين ٢٣ آذار (مارس) الجاري، مدير المدرسة ديفـيد هيغينز وعضوة رابطة (بي تي أي) عايدة الصغير، لبوليت داغنز، المديرة التنفـيذية لجمعية «داون سيندروم فـي جنوب شرق ميشيغن»، شيكاً قدره ٩٠٠ دولار من «رابطة الآباء والمعلمين».
وكانت «رابطة الآباء والمعلمين» قد طلبت من التلاميذ جمع التبرعات لصالح جمعية «داون سيندروم» وتسليمها لمعلميهم. ومن أجل جمع كمية تبرعات إضافـية بيعت رسومات بعد دوام المدرسة وفـي اروقة المبنى، ودفع الطلاب رسوماً للمشاركة فـي برامج متعددة من أجل جمع اموال اضافـية.
تلاميذ مدرسة «ايريس بيكر الإبتدائية» |
وقدم المبلغ بواسطة شيك إلى داغنز فـي المدرسة خلال حفل خاص نظمته «رابطة الآباء والمعلمين» بحضور ومشاركة عدد كبير من التلاميذ. وتم خلال الحفل عرض فـيديو للطلاب اعدتة «رابطة الآباء والمعلمين» يشرح عوارض المصابين بـ«متلازمة داون». وقالت داغنز انه سيتم استخدام المال لإرسال طلاب مصابين بعوارض «متلازمة داون» إلى مخيم خاص بهم هذا الصيف.
أما مدير المدرسة هيغنز فقال «ان جمع أكثر من ٩٠٠ دولار هو من الأخبار المثيرة والمهمة». وأوضح «ان الطلاب بعد تناول طعام الغداء فـي كثير من الأحيان كانوا يشترون وجبات خفـيفة (سناك)، ولكن بدلاً من ذلك قرر البعض توفـير المال للتبرع لصالح جمعية داون سيندروم».
وأردف «كان هناك صبي صغير، عندما كانوا يجمعون التبرعات يوم الخميس من الأسبوع الماضي شوهد وهو يهرول داخل القاعة لكي يتأكد من وضع الدولار فـي جرة صفه لأن هذا كان يعني له الكثير». وصادف ان يوم ٢١ اَذار (مارس) هو الذكرى العاشرة لليوم العالمي للمصابين بـ«متلازمة داون».
أعضاء من مدرسة «ايريس بيكر الابتدائية» مع المديرة التنفيذية للجمعية |
«أعتقد أن هذا الحدث ليس فقط من أجل التوعية بخصوص الأطفال المصابين بـ«متلازمة داون». بل هو أيضاً عبارة عن تثقيف أطفالنا بأن من المهم أن يردوا الجميل إلى المجتمع ويتطوعوا بوقتهم ويتبرعوا بمالهم من اجل دعم القضايا العادلة فـي مجتمعاتهم. نحن نريد أن نعلمهم كيف يكونون معطائين، لان ثقافة العطاء تبدأ عند الصغر»، قالت عضو «رابطة الآباء والمعلمين» ليلى جواد.
اعراض «متلازمة داون» عبارة عن مجموعة من الصفات الجسدية والعقلية غالبا ما تسببها مشاكل الجينات قبل الولادة. والأطفال الذين يعانون من «متلازمة داون» غالبا ما تكون احدى أعراض الإصابة هو الوجه المسطح، والآذان الصغيرة والرقبة القصيرة وكذلك نسب متفاوتة من الإعاقة الذهنية.
وتوفر «جمعية داون سيندروم» الدعم والموارد لغرض زيادة الوعي والفرص للأفراد المصابين بـ«متلازمة داون» وأسرهم والقائمين على رعايتهم. «نحن بحاجة لتعليم أطفالنا ان فـي المجتمع افراداً لهم ميزاتهم ومشاكلهم وهم يختلفون بعضهم عن البعض الآخر، وعلينا تقبل هذه الاختلافات، والابتعاد عن استخدام توصيفات وتسميات لا تليق بانسانيتنا» قالت الصغير، مخاطبةً الطلاب. واستطردت، كل واحد منكم هو فريد من نوعه، له ميزاتة ويختلف عن غيره، والحياة ستكون أسهل إذا قبل بعضنا البعض الآخر على ما نحن عليه. فلننظر لأصدقائنا ورفاقنا والجيران، والأخوات والإخوة ونتقبلهم كما هم. وخلصت إلى القول «نحن فخورون بكم، ورابطة الآباء والمعلمين تود أن تشكركم جميعاً للمساعدة فـي جمع التبرعات لهذه الجمعية الانسانية».
وقد استضافت «رابطة الآباء والمعلمين» أيضاً فعاليات فـي الماضي لجمع الأموال لجمعيات خيرية أخرى بما فـي ذلك لجمعية «الأطفال المتساقطي الشعر» حيث تساعد الأطفال الذين يعانون من تساقط الشعر، وتوفر لهم خصلات من الشعر خاصة للمصابين بمرض السرطان أو الثعلبة اوالحروق اونتف الشعر والأمراض النادرة الأخرى. وتعتزم «رابطة الآباء والمعلمين» المشاركة مع جمعيات خيرية أخرى فـي المستقبل لرفع مستوى الوعي عند الأطفال حول القضايا المهمة الأخرى.
وأوضحت شيرين زيتوني، عضوة (بي تي أي) ان الرابطة تريد من الأطفال أن يكونوا أكثر تفهماً تجاه نظرائهم من ذوي الإعاقة. وقالت «اللطيف فـي هذا الموضوع هو ان الكثير من الناس لا يعرفون عن «متلازمة داون». لدي إبن سألني أسئلة حول ما هو (داون). وهذا كان بالضبط الغرض من الحدث».
ديفـيد ديويت تايلور، الذي يعاني من «متلازمة داون» عمل منسق الحفل الموسيقي «دي جي» وعرض أغنية «سعيد» بأداء من المغني بيريل وليامز.
وتابعت داغنز بالقول «المال هو ثانوي جداً. المقصود من كل ذلك هو التوعية والتحدث مع الطلاب حول ما هو مرض «متلازمة داون»، وهذا هو المهم فـي القضية». كما أشارت الى «ان على الناس أن يكونوا على قدر من المعرفة بأن الناس ذوي الإعاقة هم نظراؤهم فـي الخلق، وهم يريدون الانخراط فـي المجتمع».
وأفادت «ان هناك العديد من المفاهيم الخاطئة حول الأشخاص الذين يعانون من «متلازمة داون». غالباً ما يعتقد الناس ان الذين يعانون من هذا الاضطراب محددون فـيما يمكنهم تحقيقه». وتطرقت الى «بعض المفاهيم الخاطئة»، وأضافت «اعتقد ان اثنين من أكبر المفاهيم الخاطئة هي أن الأطفال ليسوا من المجتمع السائد، وأنهم ليسوا منخرطين فـي مجتمعاتهم، ولا قدرة لديهم على التعلم. لكن أطفالنا هم قادرون جداً على التعلم والنمو والمشاركة فـي المجتمع على جميع المستويات اذا منحوا الفرصة».
وخلصت إلى القول «المصابون اليوم بـ«متلازمة داون» يعيشون وقتاً أطول بسبب التدخل المبكر.انهم فـي صحة عامة أفضل. والأشخاص الذين يعانون من «متلازمة داون» يتخرجون من الجامعات، ويصبحون مستقلين ويعملون فـي وظائفهم ويقدمون على الزواج. نحن جميعا فريدين من نوعنا، ولكننا نتشابه أكثر مما نختلف».
Leave a Reply