دمشق، واشنطن، تل أبيب – نفت وزارة الخارجية السورية “بقوة” الأسبوع الماضي الاتهامات التي وجهتها اسرائيل الى سوريا بشأن تزويدها “حزب الله” اللبناني بصواريخ “سكود” بعيدة المدى.
وكانت الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز قد اتهم الحكومة السورية مطلع الاسبوع الماضي بارسال صواريخ سكود إلى “حزب الله” لكن مسؤولين اميركيين اثنين -تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما- قالا إن من غير الواضح ما إذا كان نقل الصواريخ قد حدث فعلا.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبز للصحفيين “بالتأكيد نحن نشعر بقلق متزايد بخصوص الاسلحة المتطورة… التي يزعم انها تنقل. وعبرنا عن قلقنا لهاتين الحكومتين”. واضاف انه تم نقل استياء واشنطن الى أعلى المستويات في حكومة الرئيس السوري بشار الاسد. لكن السفارة السورية في واشنطن نفت تلك المزاعم قائلة انها محاولة من اسرائيل “لصرف الاهتمام العالمي” عما تقوم به من بناء استيطاني واحتلالها لاراض عربية وترسانتها النووية و”مواصلتها التسلح” باسلحة اميركية.
وقال مسؤول اسرائيلي، لم يكشف عن هويته، ان صواريخ “سكود” جرى تهريبها عل مدى الشهرين المنصرمين الى “حزب الله”. ومن شان وجود صواريخ اكثر تطورا في لبنان ان تثير احتمالات لقيام اسرائيل بتوجيه ضربة وقائية. وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” ان من المعتقد ان صواريخ سكود التي ارسلت الى حزب الله -الذي ما زال قوة عسكرية فعالة- يبلغ مداها أكثر من 435 ميل وهو ما يضع القدس وتل ابيب والمواقع النووية الاسرائيلية داخل مداها.
وقالت وزارة الخارجية الاميركية ان صواريخ “سكود” قد تهدد استقرار لبنان. وقال المتحدث باسم الوزارة بي.جيه. كرولي للصحفيين في واشنطن “اذا كان هذا الاجراء اتخذ ونحن نواصل تحليله… فانه يضع بوضوح لبنان في خطر بالغ”.
واتهم بيريز -الذي بحث الملف السوري مع رئيس الوزراء الفرنسي الزائر فرانسوا فيون- دمشق “بالازدواجية” بالحديث عن السلام من ناحية وتسليح “حزب الله” من الناحية الاخرى. وقال بيان اصدره مكتب بيريز ان الرئيس الاسرائيلي أبلغ فيون ان “نقل اسلحة من سوريا الى “حزب الله” ودعم سوريا لمنظمات ارهابية لا يتفق مع اعلاناتها عن السعي للسلام”. وبيان بيريز هو أحدث حلقة في حرب كلامية بين اسرائيل وسوريا. وانهارت اربع جولات من محادثات السلام غير المباشرة بين سوريا واسرائيل التي قامت بالوساطة فيها تركيا في عام 2008. وتقول سوريا ان المحادثات لا يمكن ان تستمر بدون تعهد من اسرائيل بالانسحاب من كل مرتفعات الجولان التي استولت عليها في حرب عام 1967.
Leave a Reply