محمد الرموني – «صدى الوطن»
عامان مرّا على تولي جيمس كريغ قيادة شرطة ديترويت، شهدت خلالهما المدينة تراجعاً ملحوظاً فـي معدلات الجريمة.
عندما انتقل كريغ من قيادة شرطة سنسيناتي (أوهايو) الى ديترويت فـي تموز (يوليو) ٢٠١٣، كانت خدمات البلدية -بما فـيها الأمن- تعاني بشدة من العجز المالي والإفلاس، غير أن المدينة شهدت تقدماً ملحوظاً فـي مجال كبح معدلات الجرائم العنفـية التي لا تزال تشكل هاجساً كبيراً.
يقول منتقدو كريغ (٥٩ عاماً) إنه استعراضي على الطريقة الهوليوودية وإن انجازاته العملية محدودة، بينما يرى مؤيدوه أن أسلوبه أمام الكاميرات وأثناء اختلاطه بالمواطنين وجها لوجه، يعبر عن مدى الكاريزما التي يتمتع بها والتي ساهمت فـي تعزيز الأمن فـي المدينة رغم الأزمة المالية التي تعانيها. وقد قامت البلدية فـي أيار (مايو) الماضي بتجديد عقد كريغ لمدة عامين إضافـيين، وهذا ما لم يتوقعه الكثيرون، خاصة وأن ديترويت دأبت فـي السنوات الأخيرة على تغييرات متسارعة فـي قيادة الشرطة حيث لجأت منذ العام 1991 الى تعيين تسعة قادة مختلفـين قبل كريغ، لم يحقق أحدهم نجاحات تذكر وخرج معظمهم تحت ظلال من الجدل.
جيمس كريغ |
وفـيما يتم العمل حالياً على زيادة عديد عناصر الشرطة الذين وصلوا الى مستويات العام ١٩٢٠، لم يشكل انخفاض عدد العناصر عائقاً أمام مساعي كريغ لتحقيق النجاح، عبر تفعيل عمل الدائرة وإعادة تقسيمها والاعتماد على قواعد البيانات لمكافحة الجريمة ورصد المطلوبين الخطيرين.
ونجح كريغ على مدى 25 شهراً الماضية فـي تحقيق تغييرات جوهرية فـي الدائرة وتعهد بتزويد الشرطة بكاميرات مثبّتة على الصدور وكذلك بنادق صاعقة، وقال رئيس البلدية مايك داغن «أعتقد أنه حقق إنجازات كبيرة لمسها الناس بأنفسهم».
ورغم أن معدل جرائم القتل ارتفع قليلاً خلال السنة الحالية بنسبة 1 بالمئة مقارنة بالعام الماضي، إلا أنه يبقى أقل بنسبة ١٤ بالمئة عما كان عليه فـي العام 2013، فـي حين إنخفض معدل جرائم السطو وخطف السيارات بنسبة 38 بالمئة مقارنة بما كان عليه الحال قبل سنتين.
ويرجع كريغ الفضل فـي هذه الإنجازات الى اعتماده على قواعد البيانات لتحديد المشبوهين، إضافة الى سياسته الداعمة لتسلح المواطنين والدفاع عن أملاكهم فـي حال الاعتداء عليها. وقال كريغ فـي حوار مع صحيفة «ديترويت نيوز» إن «سكان ديترويت سئموا من الوضع ولذلك أصبحوا يستخدمون السلاح ضد من يهاجمهم.. تسمع عن إمرأة أطلقت النار على مشبوه إقتحم منزلها.. ورجل أطلق النار على مشبوه سطا عليه..»، وقال كريغ «المجرمون وصلتهم الرسالة، ولذلك إنخفض معدل حوادث إطلاق النار دفاعا عن النفس من 26 حادثة فـي العام 2014 الى 9 خلال السنة الحالية.
جاء كريغ ليخلف رالف غودبي وورن إيفانز اللذين إستقالا فـي ضوء فضائح جنسية، وقبلهما جيمس بارين الذي أقصي من منصبه عقب تعهد رئيس البلدية آنذاك دايف بينغ بالإحتفاظ به، بينما قدم إيلا كامينغز إستقالته فور تنحي رئيس البلدية السابق كوامي كيلباتريك ويقول كريغ «أعرف أني جئت فـي وقت عصيب وكان أمامي ثلاثة أهداف: إستعادة أخلاقيات المهنة، إستعادة مصداقية الدائرة، وخفض معدلات الجريمة».
وقد دار جدل حول الراتب الضخم الذي يتقاضاه كريغ 225 ألف دولار سنوياً وهو أكبر من راتب قائد شرطة نيويورك، لكنه أقل من رواتب نظرائه فـي مدن مثل بالتيمور ولوس أنجلوس وشيكاغو.
محطات بارزة
2013 – 15 أيار (مايو): بينغ يعلن تعيين كريغ القائد 41 لشرطة ديترويت، وقال كريغ «هذه الوظيفة حلم حياتي» عندما يستدعينا مسقط الرأس علينا تلبية النداء.
27 حزيران (يونيو): يتعهد بتقليص عدد كبار الضباط والعودة لنظام المخافر.
21 تموز (يوليو) أنهى نظام الورديات وبدأ فتح أقسام الشرطة على مدار الساعة.
25 تموز (يوليو) أقال ثلاثة من كبار الضباط وأعاد نشر 175 من العناصر فـي الأحياء.
2 آب (أغسطس): بدء تطبيق منظومة البيانات الحاسوبية (كومبستات) لإستهداف بؤر الإجرام.
15 تشرين الثاني (نوفمبر): شن أول غارة كبيرة ضمن سلسلة إستهداف أوكار الجريمة فـي الأحياء.
2014 – رأس السنة: الإعلان عن تراجع معدلات القتل 13.9 بالمئة مقارنة بالعام السابق.
2 كانون الثاني (يناير): تصريحات كريغ تتصدر وسائل الإعلام حين أشاد بالمواطنين الصالحين الذين يسلحون أنفسهم للوقوف فـي وجه المجرمين.
11 تشرين الثاني (نوفمبر): «أف بي آي» يعلن تراجع حاد فـي الجرائم العنفـية فـي ديترويت خلال سنة مضت ورغم هذا تظل ديترويت المدينة الأخطر فـي أميركا.
2015 – 3 كانون الثاني (يناير): عدد ضحايا جرائم القتل 300 فـي 2014 وهو الأدنى منذ العام 1967.
22 أيار (مايو): داغن يمدد عقد كريغ لسنتين أخريين.
Leave a Reply