تسود أجواء من الغضب والامتعاض لدى أبناء بلدة برعشيت في مدينة ديربورن ومحيطها بعد تولّي رئيس ناديها عدنان سلامة منصب منسق «تيار المستقبل في ميشيغن» في خطوة اعتبرها أبناء البلدة، حسبما قال أحد أعضاء «نادي برعشيت»، «تحدياً صارخاً لأهالنا عبر زج ناديهم في الألعاب السياسية المجانية واستغلاله لغاياتٍ ومآرب شخصية بعيدة عن الهدف الذي أُسّسَ من أجله النادي».
يقول سامر أحد أبناء البلدة الغاضبين، «بالرغم من أني لست متابعاً للأمور السياسية، إلا أنني أعتقد بوجود فريق لبناني يسعى للتآمر على لبنان ويخدم إسرائيل من حيث يدري أو لا يدري، ونحن كأبناء بلدة قدّمت التضحيات والشهيد تلو الشهيد على مذبح استقلال وسيادة الوطن من أجل عزته وكرامته، لا يمكن أن نسمح لأحد بأن يستغل اسم بلدتنا ويتحدث باسمنا ومن ثم يطعننا في كرامتنا وفي تاريخنا وفي شهدائنا، ويتطاول على رموزنا ومقدساتنا»، وتابع سامر وهو من عائلة برعشيتية كبيرة بالقول «فمن كان مهووساً بالمناصب وتغويه الألقاب الفارغة والتافهة فليرحل عنّا ويترك نادينا».
يبدو سامر، وهو لا يزال يافعاً، الأكثر تأثراً من بين شباب البلدة في منطقة ديربورن الذين تداعوا لمناقشة الأمر. تظهر عليه بوضوح علامات الغضب والإنفعال وحين تسأله: كيف يكون التطاول على الرموز والتاريخ والمقدسات في تولي منصب سياسي لحزب او تيار لبناني وطني؟ يجيب ساخراً، وبلهجة ضيعته المحببة «وطني مين والناس نايمين هيدا منصب… ذيلي لتيار ذيلي»، ثم يردف قائلاً بجدية حازمة «هذا الشخص لا يكف عن سب وشتم أشرف الناس».
من منزل أحد أبناء البلدة، وفي «سهرة» ناهز عدد الشباب فيها الـ15، انطلقت خلية عمل حقيقية لترجمة الغضب والإمتعاض إلى نتائج عملية ملموسة. وعلى قرقعة «الأراكيل» دارت الإتصالات مع عدد آخر من أبناء البلدة لحشد المواقف المؤيدة لعزل «الرئيس» وخلعه من «السدَّة البرعشيتية». ليقترح احد الحاضرين من «الحمائم» أن تجتمع الجمعية العمومية للنادي بشكل عادي، ومن دون أي ضجيج وتنتخب رئيساً جديداً للنادي لتوفير «مخرج لائق ومشرف»، «خاصة وأن الجمعية لم تنعقد منذ ثلاث سنوات.. إضافة إلى الوضع المتردي الذي وصل إليه النادي منذ تولي رئيسه الحالي دفة الامور…». وقبل أن يكمل «مبادرته» بادره أحد «الصقور» الحاضرين بالقول «كرامتنا على المحك.. وسمعتنا فوق كل اعتبار.. ولا يمكن غسل العار الذي يلحق بنا كل يوم إلا بفصله من النادي»، وتابع «فالناس يحسبون مواقفه علينا.. لا بل أن بعضهم يعتقد أن سكوتنا عنه يعني رضانا عنه.. ولن نسمح له بأن يجعلنا مَضحَكة امام الناس».
تدور دائرة الكلام ويحتدم النقاش حول سبل الرد، فيخرج اقتراح ثالث بأن يتم الطلب من أعضاء النادي بأن يدفعوا «الرئيس» للإستقالة الطوعية عبر الطلب المباشر منه، فيعلق احدهم متهكما «ما عنا رؤساء بيستقيلوا، عنا رؤساء بينقالوا».
تقدم الليل إلى منتصفه وشعر الشباب بالضجر والملل من تكرار الموضوع وإعطائه حيزاً كبيراً من وقتهم، فقام أحد الحضور وسرد بإختصار الفكرة من الموضوع، «إن نادي برعشيت هو نادي أهلي إجتماعي ليس له علاقة بالسياسة وأمورها ويجب على من يريد تحمُّل المسؤولية والتحدث باسم النادي أن يكون بالدرجة الأولى رجلاً مسؤولاً ومتوازناً، ولكل واحد منا كامل الحرية في آرائه ومعتقداته السياسية ولكن ليس على حسابنا جميعاً، فليفعل ما يريد وليعتقد بما يشاء وليعبر عن قناعاتة أو مصالحه أو عقده.. هذا أمر لا يعنينا، المهم أن يفعل ذلك خارج نادينا».
في الختام أجمع المجتمعون على ضرورة إيصال الصوت الى داخل النادي حتى يتحقق التغيير المنشود. فهل يحظى «نادي برعشيت» بربيعه، ولو على أبواب الخريف؟ أم يبقى الأخير يأسرها إلى موعد مجهول، ليس فيه لا خير ولا سلامة؟
Leave a Reply