يعيش التنابلة في حي الزمالك. وحي الزمالك مسالك مسالك.
تحاول.. تفكر تهوب هنالك، تودي حياتك.. بلاش المهالك.
لذلك إذا عُزت توصف حياتهم… تقول الحياة عندنا مش كذلك!
هذه الكلمات مسروقة من الشاعر الصعلوك أحمد فؤاد نجم، هو يسخر فيها من تنابلة حي الزمالك (الهاي كلاس)، أبناء وأحفاد القطط السمان والذئاب السعرانة والذين تكاثروا كالفطريات في زمن الانفتاح والغاز في بلاد الأعاريب المنغوضين على الفاضي والمتواجدين دوما في أماكن التفاهة للنقاهة من متلازمة الغباء والشراهة.
الى عهد قريب كانت اسرائيل هي سبب كل المصائب والبلاوي التي فرملت وأعاقت تقدم بلاد العرب وسعيها الدؤوب الى تحرير فلسطين وتحقيق الوحدة فيما بينها وتنمية الجماهير والحد من الجهل والأمية. وأثبتت هذه المقولة “الفاليوم” جدواها لعقود كثيرة، فنامت الجماهير في مصر لأكثر من ثلاثين سنة، مما أدى الى انفجار سكاني، ضاقت المقابر بتناسل التنابلة وكسلهم ورضاهم بالعيش في المزابل والعشوائيات البائسة. بينما شعبان عبدالرحيم يكره اسرائيل ويحب حسني مبارك، وحسني مبارك يحب إسرائيل، ويكرههم كلهم، و”الواد ودو”، ويتمنى، لو يستطيع أن يرشهم بمبيدات حشرية للتخلص منهم، ثم يأتي بخلق جديد.
وفي بلاد الرافدين، ظل عالم ديني مشهور يدعو قومه مرارا وتكرارا للقيام والدعاء آناء. والليل للخلاص من صدام حسين وزبانيته، كأن الله، حسب الشيخ، لا يستجيب الا الدعاء الليلي.
بعد خمس وثلاثين سنة وبعدما ضاقت أرض العراق بما رحبت، جعل الله للعراقيين فرجا ومخرجا. وللآن لايزال التنابلة والكسالى في العراق منتظرين خروج الامام المهدي ليقيم لهم وطن القانون والمؤسسات، ليعيشوا هم في ثبات ونبات فلماذا التعب والعمل ودوشة الدماغ؟ الدعاء ليلا والنوم نهارا أفضل!
لا يسر الحال في سوريا واليمن وليبيا والسودان وفي بلد أرز الرب لبنان، حيث تتكاثر تنابلة الجماهير، ماركة الشغف بالجدل السياسي، كذريعة لتأجيل أعمال اليوم الى الأبد، ما عدا فئة قليلة أخلصت لله والوطن. اختارت العمل بدل الكسل والعزة وبدل الذلة، وهذا ما أزعج جماهير التنابلة البائسين المبرمجين بنظام القطيع والتمسك بما أجمع عليه “أنظمة الإعلان” العربي، وفقهاء الدين الداعين أتباعهم للتمسك بفضيلة الرضا وخطب ود دولة بني صهيون التي استهزأت بهم ومرمغت كرامتهم في التراب.
لكن ماذا عن أحفاد الأعراب الذين وصلوا الى ديربورن؟
كل التقدير والاحترام لكل الذين عملوا بجد وإخلاص ونشاط وأضاؤوا اسم الجالية العربية بأحرف من كد وتعب، لكن العتب على التنابلة والكسالى من العربان من ذوي الطموح وندعو الله أن يقيض حادث سيارة أو طبيب يسهو ويخطئ ويصف لهم دواء لا يشفيهم من داء الملل أو الفشل والكسل، أو يتزحلقون ويسقطون على الطريق وهم يكدون ويكدحون من دكان الى آخر لمعرفة أخبار “السل”. عند ذلك قد يلتقطهم أحد المحامين البارعين الشاطرين في جعل الحبة قبة للنصب والاحتيال وتحصيل الألوف كما تقول إعلاناتهم وتصاوريهم التجارية.
هؤلاء البعض، وهم كثيرون، في الجالية ويحملون الجنسية الأميركية، الذين يأكلون خيرها ويحبون غيرها.. أود أن أسالهم: شو السبب العجب لتخاذلهم وتنبلتهم وتكاسلهم عن الخروج للادلاء بأصواتهم في كل انتخابات تجري هنا؟ خاصة وأن مراكز الانتخابات قريبة الى محل سكنهم وعملية الانتخاب لا تستغرق طويلا من وقتهم الثمين المهدور في النوم وعزائم العلف وسماع حوارات الغثاثة على المجاري الفضائية؟
أم أن دم التنبلة والكسل والقناعة “ومين ما أخذ أمي بقول له يا عمي” هو الطاغي الباغي لاقتناعهم بأن أنكر الأصوات هو صوت الحمير، فخجلا وانكسافا يكتمون أصواتهم المنكرة!!
Leave a Reply