الرياض، أبو ظبي – تأتي تحديات السنة الحالية والاضطرابات التي خلّفها «الربيع العربي»، وتعقّد الملف النووي الايراني دولياً، لتزيد من حجم الإنفاق الخليجي على السلاح. وتصدّرت السعودية لائحة الدول الخليجية المستوردة للسلاح بأرقام فلكية.
الأسبوع الماضي، بحث الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، خلال جولة الأخير الخليجية، في موضوع السلاح. وقد أبدت السعودية اهتماما بالتقدم بطلبية وُصفت بـ«المهمّة»، تضاف الى صفقة 72 طائرة «يوروفايتر تايفون» التي أبرمتها الرياض سابقا، بحسب بيان مكتب رئيس الوزراء البريطاني. وأكد المكتب أن جولة كاميرون في المنطقة، تهدف الى تعزيز فرص بيع دول الخليج مقاتلات من طراز «تايفون يوروفايتر» وبحث الأزمات الاقليمية. وتُعتبر «يوروفايتر تايفون» نتاج مشروع مشترك بين المجموعة الدفاعية البريطانية «بي أي إي سيستمز» وشركات المانية وإيطالية واسبانية.
كما أعلنت كل من الامارات العربية المتحدة وبريطانيا في بيان مشترك، عزمهما على الدخول في شراكة دفاعية وصناعية، تتضمّن تعاوناً وثيقاً في ما يتعلق بـ«يوروفايتر تايفون». وأبدت الامارات تحديداً اهتماما خاصا بطلب 60 طائرة، كما بحث الجانبان كيفية تطوير «علاقة استراتيجة في مجال الدفاع الجوي».
ولم يقتصر الدور على بريطانيا، فالولايات المتحدة «على السمع»، إذ أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أن قطر والامارات طلبتا من واشنطن أنظمة مضادة للصواريخ بقيمة تزيد عن 7,6 مليارات دولار.
وطلبت قطر نظامين للصواريخ المضادة للصواريخ البالستية العابرة، و12 منصة إطلاق و150 جهازا لاعتراض الصواريخ، ورادارات وقطع غيار ومعدات أخرى ودورات تدريب بقيمة 6,5 مليارات دولار.
وطلبت الامارات 48 صاروخا مضادا للصواريخ البالستية العابرة، وتسع منصات إطلاق، وقطع غيار ودورات تدريب بقيمة 1,135 مليار دولار، بحسب وثيقة أخرى. والنظام الصاروخي المضاد للصواريخ البالستية العابرة، صُمّم لاعتراض أو تدمير صواريخ بالستية، خصوصا تلك التي تنقل أسلحة دمار شامل.
وأوصى «البنتاغون» بهاتين الصفقتين، مؤكدا أن التكنولوجيا ستعزز الامن في المنطقة، وستحدّ من اعتماد الدولتين على القوات العسكرية الأميركية.
يُذكر أن السعودية تحتلّ المركز السابع عالمياً في الإنفاق العسكري، في لائحة أوّلية، لعام 2012 بـ48,2 مليار دولار، بحسب معهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام، لكنها الأولى عالمياً في حجم الإنفاق العسكري في ميزانيتها (8,7 بالمئة من الموازنة السعودية العامّة)، متقدّمة بفارق شاسع عن الصين، أقرب منافسيها (4,7 بالمئة من الموازنة العامّة).
وكانت السعودية قد تصدّرت الترتيب العربي، بحسب المعهد، في العام 2011، ولم تكن الامارات بعيدة عنها، اذ حلّت السعودية في المركز الأول عربياً والسابع عالمياً، بإنفاق 46,2 مليار دولار (بما يُشكّل 10,1 بالمئة من الموازنة العامّة السعودية)، وحلّت الامارات في المركز الثاني عربياً والـ16 عالمياً بإنفاق 16,1 مليار دولار (أي حوالي 6,9 بالمئة من الموازنة العامّة الاماراتية)، بينما لم يرد اسم قطر في الجدول، رغم إنفاقها الكبير عسكرياً.
وتتميّز طائرة «يوروفايتر تايفون» بتصميم إيرودينامكي مميّز، يمنحها قدرة عالية على المناورة، ومجهّزة بمدفع من طراز «ماوزر بي كي» عيار 27 ملم، وتتميّز بوجود 13 موقعا لحمل السلاح، أربعة تحت كل جناح وخمسة تحت البدن.
كما تحمل أنواعا عدّة من الصواريخ: صواريخ للقتال الجوي المتفوق، صاروخي «كروز»، صاروخين مضادان للرادارات، و3 أنواع من الصواريخ المضادة للدفاعات الأرضية، عادية ومضادة للدروع وللمعارك البحرية.
Leave a Reply