نيويورك – استمرت اسعار النفط العالمية في الانخفاض مما يحبط جهود منظمة اوبك للحفاظ على استقرارها بتخفيض انتاجها بـ1,5 مليون برميل يوميا. وجاء قرار تخفيض الانتاج الكلي بـ5 بالمئة يوميا بعد اجتماع طارئ عقده ممثلو الدول الاعضاء في المنظمة في فيينا. ولم تفلح هذه الخطوة في الحفاظ على استقرار الاسعار حيث انخفض الخام الاميركي ليشارف الستين دولار، بعدما كان سعره 147 دولارا للبرميل الواحد في تموز (يوليو) الماضي.
وقالت «اوبك» في بيان بعد الاجتماع انها قررت تخفيض الانتاج لان العرض صار اكثر من الطلب، وان الاسعار انخفضت بشكل كبير خلال الاسابيع القليلة الماضية. وسيدخل هذا التخفيض حيز التنفيذ في الاول من تشرين الثاني (نوفمبر). وأكدت «اوبك» التي تضم 31 دولة وتنتج 04 بالمئة من النفط العالمي انها ستحافظ على الانتاج بحيث يكفي الطلب العالمي. وكان المراقبون يتوقعون فعلا ان تخفض «اوبك» انتاجها بمليون برميل يوميا على الاقل. ويذكر ان بعض الدول الاعضاء مثل فنزويلا وايران كانت تريد تخفيضا اكبر. ونفى امين عام «اوبك» شكيب خليل ان يكون لهذا القرار تأثير سلبي على الاقتصاد العالمي اذ قال: «لن يكون هناك تأثير على التضخم ولا على النمو». وقال وزراء النفط في المنظمة انهم سيراجعون قرارهم الاخير اثناء اجتماعهم المقبل في كانون الاول (ديسمبر)، تاركين الباب مفتوحا امام احتمال اللجوء الى تخفيضات اضافية في الانتاج. ويرى الخبراء في عجز «اوبك» عن تقويم الاسعار بالتحكم في الانتاج ضعفا في قدرات المنظمة. ويقول الخبير ستيفن شورك ان القدرة على التحكم في اسعار النفط تفلت من ايدي «اوبك» شيئا فشيئا. ويضيف شورك: «الكل حسب ان الصين والهند ستستمران في شراء النفط الى الابد لكن الامر ليس كذلك، فالطلب لم يعد كما كان، واتضح ان الذين كانوا يعتمدون على الاقتصادات النامية لحلول مكان الولايات المتحدة كانوا على خطأ». يذكر ان فنزويلا وايران في امسّ الحاجة الى اسعار نفط مرتفعة (حوالي 001 دولار للبرميل) لتغطية نفقات حكومتيهما. فايران تعتمد بشكل شبه كلي على صادراتها النفطية، وكلما انخفض سعر النفط بدولار واحد، تخسر البلاد مليار دولار سنويا من عائداتها.
Leave a Reply