غزة – في الوقت الذي كان فيه خبير الامم المتحدة في مجال حقوق الانسان في الاراضي الفلسطينية ريتشارد فولك ينتقد بخجل الحصار الإسرائيلي على غزة كان مسؤولون إسرائيليون يهددون بشن عدوان عسكري واسع على قطاع غزة لوقف اطلاق الصواريخ منه باتجاه مدن وبلدات ومستوطنات يهودية في جنوب فلسطين المحتلة، حيث دعا وزير الداخلية الإسرائيلي مئير شطريت أهالي القطاع إلى تجهيز الملاجئ والتحصينات استعداداً لقصف إسرائيلي محتمل.وقال شطريت في تصريح صحفي «يجب علينا العمل في غزة والتوقف عن سحب أقدامنا خلفنا والهجوم بدل الاكتفاء بتحصين البلدات والقرى القريبة من حدود غزة. وأضاف «لقد ثقفنا الجيش على مدى سنوات بأن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم، وأنا أريد أن يتحصن سكان غزة وليس سكان إسرائيل».وقال زعيم حزب «شاس» الإسرائيلي المتطرف إيلي يشاي «يجب التحرك هجومياً ضد قادة «حماس» وفرض حصار اقتصادي ومالي على غزة والحاق الضرر بالكهرباء والغاز والبنية التحتية للمياه». وقال وزير البناء الإسرائيلي زئيف بوييم «إن هناك حاجة لعملية عسكرية واسعة النطاق».وجاءت تلك التصريحات قبيل اجتماع طارئ لرئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت ووزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ووزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك لبحث مصير «التهدئة» واحتمال مهاجمة القطاع. ودعت ليفني الى الاجتماع، مطالبة بالرد الفوري على كل صاروخ ينطلق من غزة.وحذر أولمرت خلال زيارة قام بها إلى مدينة سديروت جنوبي إسرائيل المقاومين في غزة من مواصلة اطلاق صواريخ فلسطينية. وقال «لن نبقى في موقف دفاعي وسنضع حداً نهائياً للتهديدات التي تطال حياتنا اليومية». وأدلى نائب وزير الدفاع الإسرائيلي ماتان فيلناي بتصريح مشابه، قائلاً «في آخر المطاف، سينتهي ذلك بضربة تستهدف رأس حماس. نعلم ما يتوجب فعله وسنفعله في الوقت المناسب للحصول على النتائج المرجوة».شبه جريمة ضد الإنسانية!!في الوقت الذي كان فيه خبير الامم المتحدة في مجال حقوق الانسان في الاراضي الفلسطينية ريتشارد فولك ينتقد الحصار الإسرائيلي على غزة، انتقادا في غاية الخجل، او شيئا «يشبه الانتقاد»، للأعمال التي تمارسها اسرائيل في الأراضي الفلسطينية.ومن جهته، قال خبير الامم المتحدة في مجال حقوق الانسان في الاراضي الفلسطينية ريتشارد فولك ان سياسة اسرائيل ضد سكان هذه الاراضي «تشبه جريمة ضد الانسانية»، وذلك في محاولة للقول انها ليست جريمة بالفعل. ودعا فولك الامم المتحدة في بيان الى «تطبيق المعيار المعترف به عن «مسؤولية حماية» المدنيين الذين يعاقبون جماعيا عبر سياسات «تشبه جريمة ضد الانسانية».ومن الواضح ان فولك لم يطبق هذه المعيار لكي يرى ان ما «يشبه الجريمة» هو جريمة بالفعل يسقط من جرائها ضحايا فعليون وليس أناسا «يشبهون» الضحايا.ولكن خبير الامم المتحدة أضاف «في الاطار نفسه، يبدو ان من مهمة المحكمة الجزائية الدولية التحقيق حول الوضع وتحديد ما اذا كان يتعين توجيه التهمة الى المسؤولين السياسيين الاسرائيليين والقادة العسكريين المسؤولين عن حصار غزة وملاحقتهم بتهمة انتهاك القانون الجزائي الدولي».وانتقد «استمرار اسرائيل في الحصار بكل وحشيته ضد قطاع غزة، والتي بالكاد تسمح بمرور المواد الغذائية والمحروقات بكمية تكفي للحؤول دون وقوع مجاعة جماعية وتفشي الامراض».وشددت اسرائيل في الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) الحصار على قطاع غزة منذ استيلاء «حماس» على السلطة في حزيران 7002، واغلقت نقاط العبور الى الاراضي الفلسطينية. وبذلك ترد على اطلاق الصواريخ وقذائف الهاون من قطاع غزة على جنوب اسرائيل.هنية وسفينة «الكرامة»وفي غزة، اتهم رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية المجتمع الدولي بمشاركة إسرائيل في جرائمها ضد الشعب الفلسطيني من خلال صمته على تلك الجرائم داعياَ إياه إلى «التحرك الجاد لرفع الظلم عن الفلسطينيين». وقال خلال استقباله وفد المتضامنين الأجانب الذين وصلوا على متن سفينة «الكرامة» لكسر الحصار، إن أولمرت يمارس أبشع أنواع الظلم بحق الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة الخاضع لحصار إسرائيلي مشدد من أكثر من عام ونصف العام. وسفينة الكرامة التي حملت عددا كبيرا من الناشطين في حقوق الإنسان جاءت لاطفال غزة بحصة هدايا العيد، إضافة الى أطنان منالمعدات الطبية.وأكد أعضاء الوفد الضيف لهنية أن الحضور إلى غزة في ظل اشتداد الحصار إنما يعكس «رسالة واضحة إلى الجميع بأن غزة لن تكون وحدها في مواجهة الحصار وان هناك من يقف إلى جانبها ويساعدها.» وأوضحوا أنهم سيزورون مناطق مختلفة في القطاع للاطلاع على حجم المعاناة، مشددين على ضرورة أن يتوقف الاحتلال على التعامل مع قطاع غزة كسجن كبير.
Leave a Reply