ديترويت
تسبب مجزرة «ثانوية أكسفورد» التي وقعت في 30 تشرين الثاني (نوفمبر) المنصرم، بموجة ذعر مستمرة أدت إلى إغلاق أكثر من مئة مدرسة في مختلف أنحاء ولاية ميشيغن عقب ظهور تهديدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بتنفيذ هجمات مماثلة، وهو ما دفع وكالات الشرطة المحلية إلى فتح تحقيقات أسفرت حتى الآن، عن اعتقال عشرات الطلاب واتهامهم بالتهديد بالعنف والإرهاب وإحضار أسلحة نارية إلى المدارس.
ووجهت المدعي العام في مقاطعة وين، كيم وورذي، تهماً بالتهديد بالعنف وإساءة استخدام الاتصالات والتهديد بالإرهاب والبلاغ الكاذب، لـ18 طالباً بينهم عشرة من طلاب مدارس ديترويت، فيما توزع الآخرون على مدارس غروس بوينت فارمز، غروس بوينت وودز، وايندوت، وين المدينة، ساوثغيت، ملفينديل، فان بورين، وهاربر وودز التي شهدت اعتقال طالبتين عقب تلقي مدرستهما لاتصال هاتفي طالب بإخلاء المبنى بسبب هجوم مسلح وشيك.
كذلك شملت الاعتقالات، طلاباً في مقاطعات أوكلاند وماكومب ومونرو وجينيسي. وقد تراوحت أعمار الطلاب المتهمين في عموم الولاية بين 12 و17 عاماً. وقد تم الإفراج عنهم بكفالات مالية تراوحت بين ألف وخمسة آلاف دولار.
وفي حالة إدانة هؤلاء، سينظر القضاة إلى مدى خطورة الجرائم المرتكبة وكيفية تأهيل الطلاب المدانين عند إصدار العقوبة.
ولا تزال مكاتب الادعاء العام في أنحاء الولاية تحقق في تهديدات أخرى تلقتها المدارس المحلية عقب مجزرة «ثانوية أكسفورد» التي أسفرت عن مقتل أربعة طلاب وإصابة سبعة آخرين، على يد الطالب إيثان كرامبلي قبل اعتقاله من قبل الشرطة.
وحذرت وورذي، في بيان، من استمرار هذا السلوك الخطير الذي يهدد أمن المدارس، رغم جهود مكتبها المتواصلة منذ العام 2018 لتثقيف أهالي المقاطعة بشأن مخاطر التهديدات، عبر نشر رسائل توعوية بخمس لغات.
وأضافت «لقد أرسلنا مؤخراً الرسائل إلى جميع وسائل الإعلام المحلية. كما زرت شخصياً كافة الدوائر القضائية تقريباً في مقاطعة وين لمكافحة تلك التهديدات التي تتطلب تعاوننا جميعاً لمنعها»، مشددة على خطورة ترك الأسلحة النارية في متناول الأطفال.
ودفعت موجة التهديدات، المشرف العام على التعليم في ميشيغن، مايكل رايس، إلى إصدار بيان طالب فيه بمعاقبة كل طالب يتبين أنه هدد مدرسة، و«ملاحقته إلى أقصى حد يسمح به القانون».وقال رايس في تصريح لصحيفة «ديترويت نيوز»: «هذه جريمة خطيرة. إنها ليست مزحة. إنها تعطيل لمجتمع المدارس»، مستدركاً لأنها «ليست ظاهرة غير مألوفة… ولكنها ظاهرة حقيرة».
وفي أبرز القضايا المماثلة التي شهدتها الولاية، تم اعتقال طالب عمره 17 عاماً بعد ضبط مسدس نصف آلي بحوزته داخل مدرسته الثانوية في مدينة ساوثفيلد الواقعة في مقاطعة أوكلاند.
وشهدت مدينة فلنت وحدها، اعتقال سبعة طلاب من المدارس الإعدادية والثانوية المحلية إثر توجيه تهديدات بإطلاق النار على المدارس، عقب مجزرة أكسفورد.
وأعلن المدعي العام لمقاطعة جينيسي ديفيد ليتون عن التهم الموجهة إلى الطلاب السبعة الذين سيحاكمون بصفتهم أحداثاً. وشملت، البلاغ الكاذب والتهديد بالإرهاب واستخدام حاسوب في ارتكاب جريمة. وتصل عقوبة التهمتين الأخيرتين إلى السجن لمدة 20 سنة.
ومن بين المتهمين في مقاطعة جينيسي، طالبة عمرها 17 عاماً قامت بتصوير أغنية راب قالت فيها إنها ستطلق النار على مدرسة «مثل أكسفورد».
والجدير بالذكر أن جميع المدارس في مقاطعة جينيسي التي تضم مدينة فلنت، أغلقت أبوابها يوم الجمعة الماضي، بسبب التهديدات المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. واستمرت الإغلاقات بعد عطلة نهاية الأسبوع لتطال عشرات المدارس في منطقة ديترويت الكبرى وصولاً إلى منطقة غراند رابيدز في غرب الولاية.
الموجة مستمرة
رغم تأكيد السلطات على ملاحقة مطلقي التهديدات، استمرت موجة البلاغات الكاذبة والإغلاقات القسرية بالتأثير على سير العملية التعليمية خلال الأسبوع الماضي، حيث اضطرت الشرطة إلى تعزيز انتشارها حول العديد من المدارس لدرء أي خطر محتمل على سلامة الطلاب.
ويوم الخميس المنصرم، طوقت الشرطة مجمّع ثانويات بليموث–كانتون ومنعت آلاف الطلاب من المغادرة بعد انتهاء الدوام لأكثر من ثلاث ساعات بسبب معلومات غير مؤكدة حول وجود شخص مسلح في المجمع الذي يضم ثلاث مدارس ثانوية.
كذلك استجابت شرطة ديربورن وديربورن هايتس قبل أيام لسلسلة تهديدات تلقتها المدارس المحلية، وقامت بتعزيز انتشارها في محيط «ثانوية ديربورن» و«ثانوية كريستوود» بعد ظهور تعليقات مريبة على وسائل التواصل الاجتماعي تحث الطلاب على «عدم الذهاب إلى المدرسة اليوم». ولفتت مديرة «ثانوية ديربورن» زينة جبريل إلى أنه تم إغلاق عشرات المناطق التعليمية في منطقة ديترويت بسبب «تصريحات كاذبة ومضللة نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي طلابٌ يتطلعون للاستفادة من مأساة مروعة» بعدم الحضور إلى فصولهم.
وتلقت «ثانوية ديربورن» بين 6 و8 ديسمبر الجاري ثلاثة تهديدات محتملة عبر الإنترنت، من بينها تهديد شمل «ثانوية كريستوود» في ديربورن هايتس، الإنثين المنصرم، وقال صاحبه إن شخصاً على وشك «إطلاق النار» على المدرستين عند الساعة «11:05 وقت الغداء، عندما يكون الجميع مسترخين».
وقالت جبريل، الثلاثاء الماضي، علمنا بتعليق عشوائي آخر على وسائل التواصل الاجتماعي يشير إلى ثانوية ديربورن ويهدد بالعنف تجاه المدرسة والموظفين»، موضحة أنه «ليس هناك سبباً للاعتقاد بأن هذا التعليق، مثل العديد من التعليقات الأخرى التي تم الإدلاء بها على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأسبوع الماضي، يمثل تهديداً حقيقياً لسلامة مدرستنا. ومع ذلك، يجب علينا، أن نأخذ هذه التعليقات على محمل الجد». وأضافت أن شرطة ديربورن تعمل على تحديد مصدر التعليقات معربة عن ثقتها بأن المحققين سيتوصلون في نهاية المطاف إلى هوية مطلقي التهديدات كما حصل في مدارس أخرى.
ولفتت جبريل «أن الذين ثبتت إدانتهم بنشر هذا النوع من التعليقات التحريضية يخضعون للمساءلة من قبل إدارة المدرسة والشرطة»، داعية الأهالي إلى التحدث مع أطفالهم حول الاستخدام المسؤول لوسائل التواصل الاجتماعي والعواقب الخطيرة جداً التي قد تنشأ عن نشر الرسائل التي تخلق المزيد من التوتر، وفق تعبيرها.
وأضافت «يوجد في مدرستنا العديد من الموارد المتاحة لطلابنا وأريد التأكد من أن أولياء الأمور والطلاب يعرفون أننا هنا للمساعدة. إذا احتاج الطلاب إلى شخص ما للتحدث إليه، فيمكنهم طلب المساعدة من أي معلم أو مستشار أو فريق دعم أو الذهاب مباشرة إلى الإدارة لتلقي الدعم».
Leave a Reply