مرندا فالي – «صدى الوطن»
تتسبب الأزمات العديدة فـي الشرق الأوسط وأجزاء أخرى من العالم فـي موجات نزوح جماعية ضخمة دفعت الناس للفرار من بلدانهم التي تمزقها الحروب بحثاً عن اماكن آمنة داخل حدود دول أخرى. وفـي هذا الإطار تعتبر الحرب فـي سوريا ربما الأشرس فـي التاريخ المعاصر لأنها لوحدها تكفلت بتهجير ونزوح أكثر من ١٢ مليون شخص منذ اندلاعها عام ٢٠١١.
وقد التزمت الولايات المتحدة بقبول المزيد من اللاجئين السوريين على مدى العامين المقبلين، كما أعلن وزير الخارجية الأميركية جون كيري فـي الشهر الماضي، ولكن عدداً كبيراً من السياسيين والمنظمات الإنسانية والمواطنين يطالبون الحكومة ببذل المزيد من الجهد لاستقبال وإيواء اللاجئين.
وتعد ولاية ميشيغن فـي اول قائمة الولايات الاكثر توطيناً للاجئين منذ عام ٢٠٠٧، وفقاً لمكتب إعادة توطين اللاجئين الذي أوضح أنَّ ميشيغن كانت وجهة رئيسية للاجئين خلال السنة المالية الأخيرة الممتدة بين الأول من تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٤ وحتى ٣٠ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٥.
وخلال تلك الفترة، أعيد توطين نحو ٣٠٢٢ لاجئاً فـي ميشيغن، فـي حين وصل الى ميونيخ (ألمانيا) فـي عطلة نهاية أسبوع واحدة أكثر من ٢٠ ألف شخص.
وقال دايف موراي، نائب السكرتير الصحفـي لحاكم الولاية ريك سنايدر «ان السكان العرب هم أحد الأسباب التي تجعل الولاية مكاناً مفضلاً لاستقطاب اللاجئين».
وأضاف «فـي كثير من الأحيان، يتنقل المهاجرون العرب بين الولايات الأميركية قبل أن يشقوا طريقهم إلى ميشيغن.. لمجرد وجود كثافة عربية عندنا، فعادة يكون لهم أقارب وأصدقاء هنا».
ووفقاً لموراي، تتلقى ميشيغن حوالي ثلاثة إلى ٣،٥ مليون سنوياً من الحكومة الفدرالية لمساعدة اللاجئين. وأردف «ميشيغن هي ولاية مرحبة.. والناس الذين يجلبون معهم مواهبهم. يمكن أن تستفـيد الولاية منهم. ونحن نعلم أن العديد من اللاجئين هم من ذوي المهارات العالية».
وأضاف أن الإحصائيات تظهِر ان اللاجئين أو المهاجرين الذين يتخصصون فـي مجالات علمية (العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات) يخلقون فرص عمل فـي الولايات التي يجري فـيها إعادة توطينهم «وهذا ما يجعلنا أقوى كما يساعد الناس الذين هم فـي حاجة للعمل».
اللجنة الأميركية للاجئين والمهاجرين هي واحدة من الوكالات الطوعية التي تتعاون مع مكتب إعادة توطين اللاجئين لمساعدتهم على التكيف مع البيئات الجديدة.
وقال توفـيق العظم، مدير المكتب الميداني فـي ديترويت «ان هناك العديد من الاعتبارات تبرز عند إعادة توطين اللاجئين، ولكن الشاغل الرئيسي هو ما إذا كانت المنطقة مناسبة ثقافـياً». واوضح ان ديربورن تضم جالية عربية كبيرة مما يجعل منها «وجهة مثالية». فهناك الكثير من الناس يتحدثون نفس اللغة -العربية- كما أن هناك العديد من المحلات التجارية والمطاعم، وبطبيعة الحال، هناك مدارس جيدة لديها إداريون ومدرسيون ناطقون باللغة العربية.
جدير بالذكر أن منظمات الجالية مثل مركز «اكسس» و«المجلس العربي الأميركي والكلداني» (أي سي سي)، تقدم خدمات للاجئين تمتد لأكثر من الأيام التسعين الأولى للاجئين فـي مترو ديترويت.
Leave a Reply