ديربورن هايتس – «صدى الوطن»
لم يسلم إمام «دار الحكمة الإسلامية» بمدينة ديربورن هايتس، الشيخ محمد علي إلهي، من عمليات التوقيف والاستجواب التي تطال المسلمين في المطارات والمعابر الحدودية، حيث أفاد لصحيفة «صدى الوطن» بأن سلطات «الجمارك وحماية الحدود» CBP أوقفته لعدة ساعات في مطار ديترويت الدولي إثر عودته من رحلة دولية، يوم الخميس ٦ شباط (فبراير) الجاري.
وأشار إلهي، ذو الأصول الإيرانية، إلى أنه وقع ضحية التنميط الديني والعرقي من قبل المسؤولين الفدراليين في المطار، خلال عودته من المشاركة بمؤتمر دولي حول السلام في كوريا الجنوبية، معرباً عن خيبة أمله من الإجراءات الأمنية التي تضمنت استجوابه لنحو ثلاث ساعات، بدون إبداء أية أسباب معقولة لذلك.
ووصف إلهي تجربته مع المسؤولين الأمنيين بـ«الحزينة والسيئة»، وقال: «لقد تعرضت لساعات طويلة لما يسمى التدقيق الأمني، بعد عودتي من المشاركة بقمة السلام العالمية في سيول».
وأضاف: «كنت سعيداً بقرب وصولي إلى المنزل لرؤية عائلتي والاستعداد لصلاة الجمعة وإخبار المصلين عن تجربتي الرائعة في كوريا الجنوبية، ولكنني فوجئت بالمضيفة وهي تطلب من الركاب البقاء في مقاعدهم، لأن المسؤولين الأمنيين سيلتقون ببعض المسافرين أولاً».
وتابع: «فتح الباب، وتم استدعاء شخص واحد، وكان اسم ذلك الشخص.. محمد علي إلهي». وأردف: «مشيت في الممر، وفوجئت برؤية حوالي عشرة أشخاص بانتظاري، كان بينهم مسؤولان لا يرتديان ملابس عسكرية، وطلبوا مني مرافقتهم».
وأكمل قائلاً: «رغم كوني مواطناً أميركاً، وأعيش في هذا البلد منذ ثلاثة عقود تقريباً، جلست في غرفة مخصصة للاستجواب مثل أي شخص أجنبي وصل للتو إلى أميركا، لقد تم فحص كل ما في جيوبي، وكذلك الأمتعة وحقائب السفر، وفي النهاية طلبوا مني كلمة السر الخاصة بهاتفي المحمول، وتم إخباري بأنهم سيعيدون هاتفي بعد عشر دقائق».
وأشار إلهي إلى أن هاتفه يحتوي على عشرات آلاف الرسائل الإلكترونية والنصية، إضافة إلى الرسائل الواردة عبر حساباته الشخصية في «فيسبوك» و«تويتر» و«تلغرام» و«واتساب»، وقال: «لم يتم إخباري عما يبحثون عنه، ولكن إذا كانوا سيفحصون جميع الرسائل في هاتفي، فسوف يستغرق الأمر بالتأكيد أكثر من عشر دقائق».
وأضاف أن «ساعة واحدة من الانتظار في تلك الغرفة، بينما عائلتي تنتظر في الخارج بقلق، بدت وكأنها عشر ساعات، لافتاً إلى أن أحد المسؤولين الفدراليين كان مهتماً بمعرفة موقفه من مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، فرد عليه بأن «هذا شيء سبق أن أوضحته في رسالة علنية موجهة إلى الرئيس الأميركي في أعقاب عملية الاغتيال».
وأكد إمام «دار الحكمة» بالقول: «لقد شعرت بالحزن الشديد، ليس من أجل نفسي ولكن من أجل بلد أحبه، وتساءلت في قرارة نفسي هل هذه هي الطريقة التي يُعامل بها خادم إيمان، وسفير سلام، ومؤيد للحوار؟»، مضيفاً: «إذا كان هذا هو الواقع في أميركا، عندئذ فإن دعاية ترامب حول جعل أميركا عظيمة مرة أخرى، هي أخبار مزيفة».
وأكمل: «نسمع يومياً عن الإجراءات الجائرة التي يواجهها الزوار الأبرياء القادمون من إيران أو لبنان أو بعض البلدان الأخرى»، مستدركاً بالقول: «ولكنني لم أكن زائراً، بل مواطن أميركي يشارك في بناء هذا البلد منذ 30 عاماً».
وختم إلهي قائلاً: «على الرغم من أنني شعرت بخيبة أمل شديدة من الإجراءات برمتها، إلا أنني كنت سعيداً بالطريقة التي بذل فيها المسؤولان قصارى جهودهما للتواصل معي بأدب واحترافية.. لم يكن أمر توقيفي بعد رحلة شاقة ومضنية قرارهما، وإنما كان على الأرجح قرار المسؤولين في العاصمة، والذين يبدو أنهم يهتمون بجدول أعمالي أكثر من اهتمامهم بالحقوق المدنية للمواطنين الأميركيين».
وبعد الانتهاء من استجوابه، سأل إلهي مسؤولي الـ«جمارك وحماية الحدود» عن أسباب توقيفه، لكنه لم يحصل على أية إجابة شافية.
وأكد متحدث باسم الوكالة الفدرالية أن إلهي تم استجوابه في مطار ديترويت الدولي، وأنه تعاون مع السلطات بشكل كامل، مضيفاً بأن الوكالة لن تقوم بمناقشة التفاصيل، مكتفياً بالقول إن السياسات والإجراءات المعمول بها لدى «سي بي بي»، تم اتباعها بالكامل.
مؤسس «الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية» ACRL، المحامي نبيه عياد، قال إن ما حدث مع الشيخ إلهي «يرمز إلى مشكلة أكبر»، مضيفاً: «لقد شعرت بالإهانة لأنه وقع ضحية للتحامل العرقي على أساس خلفيته الإثنية ومعتقداته الدينية»، لافتاً إلى أن الكثير من المسافرين في مجتمعنا يقعون ضحية لتلك الإجراءات.
وطالبت الرابطة بإجراء تحقيق رسمي في حادثة توقيف واستجواب إلهي، الذي قال: «لقد تأذيت بشدة مما حصل، كمواطن أميركي فخور ووطني، وكنت أتوقع أن تكون حقوقي المدنية والديمقراطية محفوظة، بدلاً مما حدث».
Leave a Reply