رشا المليكي – «صدى الوطن»
بعد خسارته سباق رئاسة بلدية ديربورن عام 2017، يسعى عضو مجلس المدينة السابق، توماس تافيلسكي، هذا العام للعودة إلى المشهد السياسي المحلي من خلال سباق رئاسة البلدية، مؤكداً ثقته وأمله في تحقيق الفوز هذه المرة عبر حملة انتخابية بعنوان إعادة «ديربورن إلى المسار الصحيح».
تافيلسكي الذي حاز على 42 بالمئة من أصوات الناخبين في انتخابات العام 2017، لم يسلّم حينها بخسارته أمام رئيس البلدية الحالي جاك أورايلي، حيث بادر إلى تقديم التماس لإعادة فرز الأصوات في 96 قلم اقتراع، لكنه عاد واعترف بفوز أورايلي بعد يوم واحد من بدء عملية الفرز التي كان من المفترض أن تستمر ثلاثة أيام.
ومن المقرر أن تشهد ديربورن –هذا العام– انتخاب رئيس بلدية جديد بعد إعلان أورايلي عدم الترشح لولاية رابعة، وهو ما فتح باب المنافسة على مصراعيها بين العديد من القيادات المحلية.
وبالإضافة إلى تافيلسكي، تضم قائمة المتنافسين على منصب رئيس بلدية ديربورن ستة مرشحين آخرين، بينهم ثلاثة عرب أميركيين، هم رئيسة المجلس البلدي سوزان دباجة وعضو مجلس نواب ميشيغن عبد الله حمود وعضو مجلس ديربورن التربوي حسين بري، بالإضافة إلى العضو السابق في مجلس مفوضي مقاطعة وين غاري وورنتشاك، ورجل الأعمال جيم باريللي، والمرشحة كاليت ويليس.
وسوف يخوض المرشحون السبعة الجولة التمهيدية من السباق في الثالث من شهر آب (أغسطس) القادم، والتي ستسفر عن تأهل مرشحين إثنين إلى الجولة النهائية، التي ستقام في الثاني من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وأشار تافيلسكي إلى أن الأسباب التي دعته للترشح لمنصب رئيس البلدية قبل أربع سنوات، «ماتزال هي نفسها اليوم»، بسبب استمرار المشاكل ذاتها في إدارة المدينة، وعلى رأسها المصاعب التي تواجه الأعمال التجارية الجديدة والأعباء الضريبية التي تثقل كاهل السكان، لافتاً إلى ضرورة تفعيل «قسم التنمية الاقتصادية» وإنشاء قاعدة ضريبية جديدة في ديربورن.
وأوضح تافيلكسي أن رؤيته لقيادة المدينة تتمثل في معالجة الضرائب المرتفعة «التي تدفع السكان إلى الرحيل»، بحسب تعبيره. وقال: «يتوجب علينا بناء مسؤولية مالية أفضل، علينا أن نوقف القرارات الطائشة التي كنا نقوم بها، والتي كان من أبرزها نقل مقر البلدية إلى العنوان الحالي».
وقال تافيلسكي: «لقد كنت معارضاً لتلك الخطوة طوال سنوات خدمتي في المجلس، كان ذلك بمثابة إهدار هائل لأموالنا الضريبية».
تافيلسكي الذي يؤكد أنه يمتلك خبرة في شؤون المدينة تفوق خبرة المرشحين الستة مجتمعين، قال لـ«صدى الوطن»: «لقد خدمت في المجلس لمدة 16 عاماً، بينها ست سنوات كرئيس للمجلس، وأربع كنائب للرئيس، وقبل ذلك عملت لأكثر من عامين في: لجنة تخطيط وتجميل المدينة».
وكان تافيلسكي قد غادر الحياة العامة بعد خسارته انتخابات عام 2017 محولاً تركيزه على عمله في مجال الخدمات المالية، وتوسيع مساحة الاهتمام بأبنائه الثلاثة الذين يعيشون معه في الجزء الغربي من المدينة.
تافيلسكي، المطلّق ثلاث مرات، والذي ولد ونشأ في ديربورن، ودرس في مدارسها العامة، أكد أنه يخطط لتنشيط الاستثمار الاقتصادي في المدينة، ودعم الأعمال التجارية الصغيرة التي تخدم المجتمع منذ سنوات طويلة، وقال: «نحن بحاجة إلى توظيف أفضل وأذكى الأشخاص، ممن يجب أن تقتصر مهامهم على جلب استثمارات جديدة إلى ديربورن، كما يجب أن يكون لدينا فريق يركز على الاحتفاظ بالأعمال التجارية الحالية».
وأضاف تافيلسكي الذي ينحدر من أصول بولندية وإيرلندية وإيطالية: «علينا أيضاً التخفيف من الروتين والبيروقراطية داخل قسم المباني والسلامة»، مؤكداً على أن القيود التنظيمية القديمة (الكودات) هي إحدى المشاكل العويصة التي تعيق المستثمرين والمقاولين والسكان من تجديد وبناء العقارات السكنية والتجارية.
وأوضح تافيلسكي أن أولوياته تشتمل أيضاً على تأسيس «وحدة للسلامة المرورية» لتحسين مراقبة وإنفاذ القوانين المرورية بغية إحلال الأمان وتعزيز السلامة في شوارع ديربورن ومنتزهاتها، من خلال التشديد على «ملاحقة المخالفين الأكثر وضوحاً وتكراراً للمخالفات».
وحول تنوع ديربورن، أكد تافيلسكي أنه سيسعى –إذا تم انتخابه– إلى تمثيل جميع الشرائح في المدينة، وقال: «سأمثلهم جميعاً على قدم المساواة»، واعداً بأن يفعل «كل ما بوسعه، في نطاق سلطاته» لمعالجة ظاهرة التلوث ومساعدة السكان للتغلب على المشاكل الصحية الخطيرة في منطقة «الساوث إند» جنوبي ديربورن.
وأفاد تافيلسكي أنه سيعمل مع وزارة البيئة في ميشيغن، و«وكالة حماية البيئة» الفدرالية لإيجاد حلول لمخاوف السكان ومشاكلهم. وقال: «أوافق على أنه توجد قضايا ملحة.. لقد درّست والدتي في مدرسة سالاينا لمدة 15 عاماً، وفي ذلك الحين كانت توجد قضايا بيئية مختلفة عما هي عليه اليوم، لذلك أنا أفهم وأدرك ما يجري في منطقة الساوث أند».
وعند سؤاله عن الدعوات المتزايدة لإصلاح شرطة ديربورن، أكد تافيلسكي أن الحل يمكن في تدريب ضباط الشرطة لكي يكونوا مجهزين بشكل أفضل لأداء وظائفهم ومعاملة الجميع بكرامة واحترام. وقال: «أعتقد بأن الشرطة تقوم بعمل رائع في محاربة الجريمة»، مستبعداً إنشاء «لجنة إشراف» لمراقبة عمل الشرطة.
وفي سياق آخر، أعرب تافيلسكي عن مخاوفه بشأن الإدارة الحالية لبلدية ديربورن، متسائلاً عن أسباب غياب جاك أورايلي عن المشهد العام طوال السنوات الماضية، «حتى عندما كنت عضواً في المجلس»، بحسب تعبيره.
ونوّه تافيلكسي بأن أداء أورايلي وغيابه المتكرر عن فعاليات المدينة ساهم في زيادة الأعباء على البلدية، وقال: «لم يكن يدلي بتصريحات أو يبادر إلى القيام بأي نشاط، وكان ذلك مكلفاً للمدينة»، مضيفاً: «في غياب القيادة، ستواجه الفوضى وفراغ السلطة، وهذا ما هو حاصل في البلدية».
وكان أورايلي قد أصيب بفيروس كورونا، العام الماضي، ما أدى إلى ظهور شائعات حول صحته وقدرته على قيادة الحكومة المحلية. وقال تافيلكسي: «من الواضح أن أورايلي لم يعد بكامل طاقته خلال السنوات الثلاث الماضية، وهذا يرتب على المجلس البلدي وعلى الإدارة القانونية في البلدية واجبات والتزامات، وفقاً لميثاق ديربورن، من بينها تقديم قرار لمعرفة ما إذا كان رئيس البلدية جاك أورايلي مؤهلاً ومقتدراً (على قيادة البلدية)، ولكنهم لم يفوا بالتزاماتهم».
وأكد تافيلسكي بأن المجلس البلدي ورئيس البلدية كانوا مهملين في واجباتهم، وأن الأخير كان يجب أن «يخرج ويظهر بشكل أكبر».
وشكك تافيلكسي بتوقيع أورايلي على بيان دعم رئيسة المجلس سوزان دباجة في سباق رئاسة البلدية، وقال: «لقد رأيت توقيع أورايلي ألف مرة، ذلك التوقيع (على بيان دعم دباجة) لم يكن توقيعه».
وكان بيان موقع من جاك أورايلي وزوجته كريستين قد نشر في 10 حزيران (يونيو) الماضي، جاء فيه: «سباق رئاسة البلدية هذا العام يضم عدداً قليلاً من القادة المعروفين والمقيمين مدى الحياة (في ديربورن) يتنافسون على منصب واحد، ومع ذلك فقد تميزت سوزان دباجة –مراراً وتكراراً– عن الآخرين».
وعلى الرغم من التكهنات حول صحة أورايلي والمخاوف المثارة حول أهليته لقيادة البلدية، إلا أن تافيلسكي يفضل أن يكمل أورايلي الأشهر الأربعة المتبقية من ولايته. وقال: «وفقاً لميثاق المدينة، إذا تنحى أورايلي عن منصبه، فإن دباجة بصفتها رئيسة للمجلس البلدي سوف تتولى رئاسة البلدية لاستكمال الفترة المتبقية حتى نهاية كانون الأول (ديسمبر) القادم»، مضيفاً أن تسلم دباجة لرئاسة البلدية: «لن يفيد في شيء»، وأنه على العكس من ذلك «سوف يسبب مزيداً من الفوضى».
وفي حال فوزه في سباق رئاسة بلدية ديربورن، وعد تافيلسكي بأنه سيكون حاضراً في جميع فعاليات المدينة، ومتواصلاً بشكل دائم مع السكان.
Leave a Reply