تونس – بعد أشهر من المماطلة تعهدت حركة «النهضة» مطلع الأسبوع الماضي باستقالة حكومة علي العريض إيذاناً ببدء حوار وطني لانتشال تونس من أزمة سياسية حادة وسط انكشاف أمني غير مسبوق. وفيما بدأ التداول بأسماء المرشحين لخلافة العريض على رأس حكومة وحدة وطنية، شددت السلطات إجراءاتها الأمنية في البلاد، اثر محاولتي الاعتداء على الساحل الشرقي من البلاد، فيما أكد العريض مواصلة عمليّة تفكيك تنظيم ما يسمّى بـ«أنصار الشريعة» الذي يقف وراء اغتيال كلّ من شكري بلعيد ومحمد البراهمي وعناصر أمن، وفقاً له.
وصف خبراء عسكريون العملية الانتحارية التي شهدها فندق بمدينة سوسة الساحلية بأنها «مرحلة جديدة» من مراحل الإرهاب «تستهدف المواطنين مباشرة» وذات «انعكاسات خطيرة» مشددين على أنها “كشفت عن معطى هام وخطير يتمثل في استعمال العناصر الإرهابية لأول مرة لمتفجرات من نوع «تي أن تي» شديدة الانفجار.
وكان انتحاري فجر نفسه الأربعاء أمام فندق بمدينة سوسة (شرق تونس)، فيما أحبطت قوات الأمن محاولة تفجير قبر الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة في مدينة المنستير. وتحاصر قوات الجيش وقوات الأمن منذ فترة مجموعات مسلحة في سلسلة جبال الشعانبي على الحدود الغربية مع الجزائر وكذلك مجموعات في محافظتي سيدي بوزيد وباجة. كما نظمت نقابة الامن الرئيسية في تونس الاثنين الماضي «جنازة رمزية» أمام مقر وزارة الداخلية وسط العاصمة، لتسعة من عناصر الأمن قتلهم اسلاميون متطرفون خلال الاسبوعين الأخيرين. والجنازة الرمزية تعتبر أحدث تحد بارز ترفعه قوات الأمن التونسي في وجه حكومة تصريف الأعمال التي يرأسها القيادي في حركة النهضة علي العريض وذلك بعد ايام من طرد مجموعة من الأمنيين له بصحبة رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر والرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي ومنعهم من حضور جنازة لزملائهم قتلوا في هجوم إرهابي بمنطقة قبلاط من محافظة باجة.
سياسياً، أعلن مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي التونسي السبت الماضي أن نواب المعارضة الذين انسحبوا من المجلس اثر اغتيال زميل لهم، عادوا إليه، وذلك غداة تعهد الحكومة التي تقودها حركة النهضة الاسلامية بتقديم استقالتها.
واعلن الاتحاد العام التونسي للشغل الذي توسط بين المعارضة و«النهضة» السبت ان النواب المنسحبين من المجلس وقعوا وثيقة العودة إلى البرلمان باستثناء اثنين موجودين خارج البلاد. واندلعت الازمة إثر اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي بـ14 رصاصة أمام منزله بالعاصمة تونس في 25 تموز (يوليو) الفائت.
وسيعقد المجلس التاسيسي يومي الجمعة والسبت المقبلين (مع صدور هذا العدد) جلسة عامة لانتخاب اعضاء الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التي ستتولى تنظيم الاستحقاقات الانتخابية.
Leave a Reply