تونس – تعثر الحوار الوطني في تونس بين الإسلاميين الذين يقودون الحكومة والمعارضة العلمانية بشأن تشكيل حكومة إنتقالية جديدة بعد أن فشل الجانبان في الإتفاق على تسمية رئيس وزراء جديد. إلا أن ما يزيد مأزق حركة النهضة الحاكمة تأزماً بداية تصدع التحالف الذي تقوده بعد ان اعلن حزب التكتل الضلع الثالث في ما يعرف بـ«الترويكا» عن تعليق جميع نشاطات كتلته في المجلس التأسيسي (البرلمان المؤقت) المكلف بإعداد دستور جديد لتونس.
ومن شأن هذه الخطوة أن توجه ضربة قوية لجهود حزب النهضة في مواصلة الهيمنة على اشغال المجلس ومحاولة توجيه نتائجها نحو تحقيق اهدافه في الهيمنة على الحياة السياسية وإقصاء جميع معارضيه متذرعا بالأغلبية النيابية وبشرعية تمثيل التونسيين.
وكانت الحكومة التي يقودها الإسلاميون قد وافقت على التنحي في وقت سابق هذا الشهر لإفساح المجال أمام إدارة مؤقتة لحين اجراء انتخابات كوسيلة لانهاء أزمة مستمرة منذ أشهر في البلد. ويقول مراقبون إن حزبي «التكتل» و«المؤتمر»، حليفي «النهضة»، اكتفيا من التحالف مع «الحوت» الإسلامي بالظهور في الصورة العامة للحكم، بينما تركا للإسلاميين العبث في كتابة الدستور وفي تفاصيل حكم الدولة التونسية لينجحوا في تنفيذ عملية سيطرة وتغلغل خطيرين داخل مؤسسات البلاد الأمنية والإدارية الحيوية، وذلك تمهيدا لفرض أجندتهم مع أول موعد انتخابي قد تعيشه تونس مستقبلا.
من جهته لوح حسين العباسي الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل الراعي الأساسي للحوار بـكشف كل الحقائق للشعب التونسي وبنشر غسيل الطرف المتسبب في إفشال الحوار. وقال العباسي «لا يمكننا أن نقوم بدور المتفرج، هناك مسؤولية تاريخية ووطنية وعلينا تحملها مهما كانت الصعوبات لأن الأزمة التي تعيشها البلاد تحتم علينا أن نتخذ مبادرات شجاعة تكون في مستوى تطلعات التونسيين.
Leave a Reply