النائبان حوري وفتفت يؤكدان مواصلة النهج.. ودعم الثورة السورية
ديربورن – خاص “صدى الوطن”
طغت مفردات ومواقف دعم الثورة السورية على الذكرى السنوية السابعة لاستشهاد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري التي أقيمت في مدينة ديربورن بتنظيم من “تيار المستقبل في ميشيغن”. وعلى عكس السنوات الماضية التي صُبغت بخطاب “لبنان أولا” و”تحييد لبنان”، تمحورت خطابات، الأحد الماضي، في قاعة نادي “فيرلاين” التي توسطها علم “الاستقلال السوري”، حول دعم الثورة السورية والتهجم على النظام في دمشق. لكن ذلك لم يثن المتحدثين، الذين كان من بينهم ضيفان من العيار الثقيل، عن الإشادة بإرث الحريري ومنجزاته، والوعد بالسير على هدى مسيرته السياسية والوطنية.. دون نسيان انتقاد سلاح “حزب الله”..
ففي كلمته، أكد النائب في كتلة “لبنان أولا” الدكتور أحمد فتفت في الاحتفال الذي حمل شعار “لولا شباط ما في آذار، ولولا آذار ما في ربيع” أن حلم الحريري لم يتم اغتياله، وقال: “لأ.. الحلم مستمر، بالتحالف الكبير، تحالف 14 آذار الذي حقق الكثير على عكس ما يقال.. فمن 7 سنوات كان لبنان بلدا محتلا وقد استرجعنا استقلالنا وعادت حرية الإعلام والصحافة، وقد ربحنا الانتخابات النيابية، رغم الخسارات السياسية (التي منينا بها) بسبب وجود السلاح (التابع لحزب الله)”.
وأشاد فتفت، وسط المئات من مناصري “تيار المستقبل” و”فريق 14 آذار”، بـ”المجلس الوطني السوري” الذي أنهى مقولة “لبنان خطر تاريخي على سوريا، واعترف بلبنان وحدوده وسيادته”، واستشهد بقول لسمير فرنجية وصف فيه موقف “المجلس الوطني السوري” من الموضوع اللبناني بأنه “أهم قرار سياسي في تاريخ العلاقات السياسية السورية اللبنانية”.
وانتقد فتفت مصطلح “الممانعة” وقال “إن هذه الكلمة تأتي من المنع.. منع الحرية والديمقراطية وتزوير الانتخابات ومنع مقاومة إسرائيل.. ولهذا بقيت جبهة الجولان (السورية) صامتة لمدة 40 عاما تحت عنوان الممانعة”.
وفي شأن موضوع سلاح “حزب الله” اللبناني، قال “لقد تحول إلى سلاح ميليشيا بعد أن تحول إلى الداخل اللبناني، وسلاح مافيا تستولي على الأراضي وتبيض الأموال”. أضاف “عندما كانت أرض لبنان محتلة كان هناك إجماع لبناني على المقاومة أما وقد تحررت الأراضي اللبنانية فلم تعد هناك حاجة للسلاح، فليعطوا هذا السلاح إلى الجيش اللبناني.. ويشوفوا إذا كان قادرا على حماية لبنان أم لا”.
من ناحيته، أكد النائب عمار حوري دعم ثورة الشعب السوري، وقال “نعم.. نحن منحازون إلى الشعب السوري ونقولها على رأس السطح”. أضاف: “منذ اليوم الأول لانطلاق الثورة السورية كان موقفنا واضحاً لجهة دعم مطالب السوريين بالحرية والديمقراطية.. وهو موقف أكد عليه الشيخ سعد الحريري الذي قال أنه لو كان في الحكومة فسوف لن ينأى بالنفس عن الانتهاكات الهائلة التي يتعرض لها السوريون”.
ونفى حوري الأقوال التي يتم تداولها عن قيام بعض الأطراف اللبنانية (تيار المستقبل وقوى 14 آذار) بتهريب السلاح إلى سوريا، وقال “نحن لم نكن في يوم من الأيام دعاة سلاح أو حملة سلاح كما رفضنا حمل السلاح في الداخل اللبناني الذي وجه من شقيق نحو شقيق (في إشارة إلى سلاح حزب الله وأحداث 7 أيار). وقال: “لذلك دعونا إلى لبنان منزوع السلاح وإلى سيادة الجيش اللبناني على كامل الأرض لكي تصبح الدولة اللبنانية فقط هي سيدة الأمر”.
وأشار حوري إلى أن “شعوب المنطقة العربية المنتفضة من أجل الحرية والديمقراطية تحاول أن تتشبه بلبنان بينما يحاول بعض شركائنا في الوطن أن يتشبه بالأنظمة القمعية والديكتاتورية.. ولكنني أقول نحن أقوياء بالربيع اللبناني الذي أزهر في العام 2005 والذي أزهر في تونس والقاهرة وسوف يزهر في حمص وحلب وكل المدن السورية”.
وألقى الناشط ميلاد زغرب كلمة قوى “14 آذار” انتقد فيها الاتهامات بالعمالة للبنانيين الذين يناصرون “الشعب السوري الثائر ضد جلاديه، وكل من ينتقد حزب الله والمحكمة الدولية”.
وأضاف، في معرض حديثه عن مشاهداته لدى زيارته الأخيرة للبنان، بالقول: “إن حزب الله فاتح دولة في الجنوب على حسابه، كما أن المناهج المدرسية هناك مغايرة لمناهج باقي المدارس اللبنانية، والتعدي على الأملاك العامة أصبح أمرا عاديا”.
وانتقد منسق “تيار المستقبل في ميشيغن” عمر الخطيب خصوم التيار السياسيين الذين أوصلوا لبنان إلى مكان يختلف عما كانت عليه الأوضاع أيام حكم الرئيس رفيق الحريرين وقال: “شتان ما بين دولة الحريري والدولة اليوم بعد 7 سنوات من اغتيال الرئيس الشهيد”. وأكد أن ربيع لبنان ما لبث أن عانق الربيع العربي في تونس ومصر ودمشق.
ودعا الناشط حسين سميدي، المسؤول في “تيار المستقبل”، الأفرقاء اللبنانيين إلى الحوار وقال “كفانا خصاما وكيدية ومذهبية، وليكن قولنا لهم بصوت واحد: إن أحدا لا يستطيع إلغاء أحد”. واستشهد بقول الحريري: “ما في حدا أكبر من بلده”.
من جانبه، عدد إمام “المركز الإسلامي الأميركي” محمد مارديني فضائل الرئيس الشهيد وخصاله الوطنية واستعرض بعضا من مسيرته الطويلة في خدمة أبناء شعبه دون تمييز على أساس الطائف أو الانتماء السياسي، ووصفه بأن “الرجل الذي قدم حياته من أجل لبنان وأبنائه”.
وتم في الحفل تقديم شهادة تقدير من “اللجنة التشريعية” في كونغرس ولاية ميشيغن للنائبين فتفت وحوري، قدمها عضو كونغرس الولاية عن ديربورن، الديمقراطي جورج ديراني.
وكان عريف الاحتفال جون عاقوري قد استذكر الشهداء اللبنانيين الذي قضوا “في معركة الحرية” أمثال الشهيد الصحافي سمير قصير وجورج حاوي وبشير الجميل، وقال “لن ننسى شهداءنا وما ضحوا من أجله”.
Leave a Reply