آفة خطيرة تهدّد طلاب المدارس في عموم الولايات المتحدة
ديربورن
في إطار مساعيها لمكافحة واحدة من أخطر الموبقات التي تهدد صحة طلاب المدارس، بادرت منطقة ديربورن التعليمية –مؤخراً– إلى تركيب أجهزة خاصة لكشف التدخين الإلكتروني داخل حمامات المدارس الثانوية الثلاث في المدينة.
وكانت المنطقة التعليمية قد لجأت إلى استخدام أجهزة الكشف عن التدخين الإلكتروني –أولاً– في «ثانوية ديربورن» خلال ربيع عام 2024، وذلك ضمن برنامج تجريبي مموّل بمنحة فدرالية من قبل وزارة الأمن الداخلي الأميركية.
ونظراً للنجاح الكبير الذي حققه البرنامج في الثانوية الواقعة في غرب المدينة، قررت الإدارة التعليمية توسيع المبادرة لتشمل أيضاً ثانويتي «فوردسون» و«أدسل فورد» بتمويل مباشر من صندوق الإنفاق العام لمدارس ديربورن.
وبالمجموع، تم تركيب 14 جهازاً في «ثانوية ديربورن»، و22 جهازاً في «فوردسون»، و16 في «أدسل فورد»، علماً بأن تكلفة الجهاز الواحد تبلغ حوالي 2,100 دولار.
وقال مدير الاتصالات في مدارس ديربورن العامة، ديفيد ماستونين إن آفة التدخين الإلكتروني بين الطلاب، «ليست مشكلة فريدة أو خاصة بمدارسنا أو منطقتنا التعليمية»، مؤكداً أن هذه الظاهرة السلبية «تواجهها المدارس والمناطق التعليمية والمجتمعات في جميع أنحاء بلدنا الآن».
ومن مخاطر التدخين الإلكتروني الذي يشمل النيكوتين أو مادة THC المستخرجة من الماريوانا، أن اكتشافه من قبل المعلمين والموظفين المدرسيين يعتبر أمراً صعباً للغاية، بسبب انعدام رائحته مقارنة بالسجائر العادية.
وخلال السنوات القليلة الماضية، أصبح التدخين الإلكتروني المسبب لإدمان النيكوتين، مشكلة حقيقية بين المراهقين الذين يجدون طريقة للقيام بذلك أثناء وجودهم في المدرسة، حيث لا يستغرق الأمر سوى ثوانٍ معدودة من تواجد الطلاب في الحمام بعيداً عن أنظار الإدارة.
ودفع ذلك، التربويين في ديربورن إلى الاستعانة بأجهزة Halo للكشف عن التدخين الإلكتروني وإخطار المسؤولين على الفور، عبر تطبيق سحابي خاص.
وبمجرد اكتشاف التدخين الإلكتروني، يتلقى المسؤول على الفور تنبيهاً على هاتفه، عبر تطبيق Halo Cloud، الذي سيحدد له الحمام الذي تم فيه رصد حادثة التدخين الإلكتروني، وفقاً لمديرة الصحة والسلامة والأمن في منطقة ديربورن التعليمية، دانييل الزيات.
وقال مساعد مدير «ثانوية ديربورن» حسين بيضون، إن التدخين الإلكتروني يشكّل تحدّياً جديداً مع إمكانية وصول الطلاب إلى السجائر الإلكترونية التي يعتقد البعض أنها غير مضرة.
وأكد بيضون أن أجهزة الكشف عن السجائر الإلكترونية «كانت فعالة بشكل كبير، ففي غضون أسابيع قليلة، شهدنا انخفاضاً لافتاً في عدد الإخطارات التي تلقيناها»، موضحاً أن التنبيهات انخفضت بنسبة 80 بالمئة خلال الفترة التجريبية.
وأضاف: «لقد كان الأمر ناجحاً للغاية، ولقد تلقينا الكثير من التعليقات من الطلاب الذين يشعرون بمزيد من الراحة والأمان بالذهاب إلى الحمام»، لافتاً إلى أن المبادرة ساهمت أيضاً في تخفيف ازدحام الحمامات بسبب انحسار عدد الطلاب المدخنين.
ونقلت وسائل إعلام أميركية عن طلاب «ثانوية ديربورن» أن أجهزة الكشف جعلت مدرستهم أكثر أماناً وبيئة تعليمية أفضل.
وقال أحد الطلاب للقناة المحلية الرابعة التابعة لشبكة «أن بي سي»: «لقد سمعت من أصدقائي شخصياً أنهم يشعرون براحة أكبر عند الذهاب إلى الحمام لأنهم لا يخشون وجود شخص ما يدخن السجائر الإلكترونية هناك».
ويواجه الطلاب الذين يتم ضبطهم وهم يستخدمون السجائر الإلكترونية، عقوبة الطرد لمدة ثلاثة أيام.
ويقول المسؤولون إن الهدف من البرنامج ليس فقط ضبط الطلاب المخالفين ومعاقبتهم. وأنما أيضاً تحديد الطلاب الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية ومحاولة مساعدتهم على الإقلاع عن التدخين.
ويقول الباحثون إن السجائر الإلكترونية، تسبب الإدمان أكثر من السجائر الحقيقية، وانتشرت هذه الظاهرة بشكل كبير بين طلاب المدارس المراهقين، وزادت شدة استخدامها والإدمان عليها بعد عام 2014.
ووجدت دراسة لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) في عام 2022، أن استخدام السجائر الإلكترونية بين طلاب المدارس المتوسطة والثانوية ارتفع بنسبة 24 بالمئة في غضون خمس سنوات، وأن أكثر من مليونَي تلميذ تقريباً في الولايات المتحدة، مدمنون عليها.
ويحذر المسؤولون، أولياء الأمور من أساليب البيع اللامعة، التي تأتي في مجموعة متنوعة من الألوان، بأسماء ونكهات صديقة للأطفال والمراهقين.
كلاب بوليسية
لا تعد أجهزة الكشف عن السجائر الإلكترونية هي الطريقة الوحيدة التي تتبعها المناطق التعليمية في ميشيغن لمكافحة التدخين الإلكتروني في المدارس الثانوية. ففي مطلع العام الدراسي الحالي بدأت مدارس «ليك فيو» العامة في سانت كلير شورز باستخدام كلب بوليسي K9 لمعالجة هذه المشكلة المتنامية.
وقال كارل بولسون، المشرف العام على مدارس «ليك فيو»: «يمكن للكلب اكتشاف مادة THC السائلة (الماريوانا) والنيكوتين السائل، ومن ثم يمكنه أيضاً اكتشاف المخدرات الأخرى، مثل الماريوانا والكوكايين والكراك والهيروين والإكستاسي». وأضاف «الخلاصة هي، كما أقول، لا تحضرها. سنحاول العثور عليها، فلا تحضرها»، مؤكداً أن «عدم ضبط أي ممنوعات بحوزة الطلبة بسبب خوفهم من الكلاب، يعتبر نتيجة رائعة!».
وختم بالقول إن «مجرد وجود كلب أو جهاز الكشف عن السجائر الإلكترونية يمنع الطلاب من المخاطرة».
Leave a Reply