ديربورن هايتس – طالب ثلاثة أعضاء في مجلس مدينة ديربورن هايتس –الأسبوع الماضي– رئيس البلدية دان باليتكو بالاستقالة من منصبه، عبر بيان صحفي اتهمه بتهديد رجل أعمال عربي أميركي من سكان المدينة، خلال اجتماع المجلس في 28 كانون الثاني (يناير) الماضي.
البيان الذي وقع عليه كل من رئيسة المجلس دينيز مالينوسكي ماكسويل والعضوان راي موسكات وليزا هيكس كلايتون، انتقد تعليق رئيس البلدية على مداخلة زهير عبد الحق، خلال الفقرة المخصصة لمداخلات سكان المدينة، والذي تضمن جملة تم تأويلها بأنها تحمل تهديداً ووعيداً للناشط اللبناني الأصل.
وفيما يزعم البيان الصحفي بأن رئيس البلدية قال لعبد الحق: «سأعتني بأطفالك»، أكد باليتكو أنه قال «(من الأفضل) أن تعتني بأطفالك»، في إشارة إلى أن عبد الحق يصرف الكثير من الأوقات لـ«تلفيق» الاتهامات ضد رئيس البلدية.
الأعضاء الثلاثة الموقعون على البيان، أكدوا أن رئيس البلدية لا يمتلك الحق لانتقاد أُبوّة الناشط اللبناني الأصل، وبادروا إلى دعوته للاستقالة الفورية، فيما وصفت مالينوسكي ماكسويل عبد الحق بأنه «أحد أكثر الأزواج والآباء وفاء، بين الذين أعرفهم».
وجاء في البيان أنه «بينما كان عبد الحق يغادر المنصة، صرح رئيس البلدية بنبرة فيها تهديد ووعيد قائلاً: سأعتني بأطفالك»، مشيراً إلى أن باليتكو يفتقر إلى اللياقة الإنسانية. وقال: «في كل مرة تم فيها انتخاب وإعادة انتخاب رئيس البلدية، أدى اليمين الدستورية. لقد انتهك حقوق عبد الحق في التعبير عن نفسه، بحسب التعديل الأول (في الدستور الأميركي)، بشأن مسألة ذات أهمية كبيرة، كما أنه أظهر افتقاره للياقة الإنسانية».
ودعا البيان باليتكو إلى الاستقالة الفورية من منصبه في رئاسة بلدية ديربورن هايتس، مؤكداً على «أنه لم يعد لائقاً للخدمة». وأضاف أن «المجلس يدين تصرفات رئيس البلدية بأقوى العبارات الممكنة. لا يوجد مكان في الخدمة العامة للبلطجة، ولا ينبغي لرئيس البلدية أن يضايق الأشخاص الذين يمثلهم، ولعل الأكثر إقلاقاً هو تهديد رئيس البلدية لعبد الحق أمام الكاميرات، بحضور أعضاء المجلس وبعض السكان الذين حضروا الاجتماع، وهذا ما يدعو إلى التساؤل حول الأشياء التي يمكن أن يفعلها وراء الأبواب الموصدة».
ورفض العضو بيل بزي التوقيع على البيان، لافتاً إلى أن المدينة لديها قضايا أكبر ويجب التركيز عليها، وقال: «أحاول التركيز على الصورة الأكبر، وعلى ما يفيد المدينة، وتعليقات كهذه تحرفني عن هذه المهمة». وأضاف: «نحن بحاجة إلى رعاية سكاننا، وإذا كان (باليتكو) قد أطلق تهديداً فعلى السلطات التحقيق في الأمر، وإنني أعتقد أن رئيس البلدية بحاجة إلى مزيد من الاحترام».
واستبعد العضو وسيم (دايف) عبد الله أن يكون رئيس البلدية قد لجأ إلى تهديد عبد الحق، وقال: «لم أسمع ما قيل بوضوح، ولكنني لا أعتقد أنه قال ما ينسبونه إليه.. وإذا ما تم تهديد أحدهم، فإنني لن أحترم ولن أؤيد مطلقاً الشخص الذي يفعل ذلك».
وأكد عبد الله على أن رئيس البلدية لم يفعل ما يوجب عليه الاستقالة، إلا أنه انتقد تعليق باليتكو على مداخلة عبد الحق، وقال: «عليك ألا تستحضر آطفال الآخرين في مسألة كهذه، إذا كان لديك خلاف مع شخص، فما شأن عائلته وأطفاله بذلك».
وأشار إلى أنه يؤمن بأن الناس أبرياء حتى تتم إدانتهم، وقال: «ليس لدي أي دليل (على الأقوال المنسوبة لرئيس البلدية).. الموضوع يشوبه الكثير من العواطف المحتدمة، ولكن هذا الأخذ والرد يجب أن يتوقف». وأضاف: «على الجميع أن يتصرفوا كراشدين، ما حدث يسيء لسمعة المدينة. أنا أحب هذه المدينة. لقد اخترتها وآمنت بها، وعلينا جميعاً بمن فيهم أنا أن نضع مشاعرنا جانباً وأن نتصرف كالبالغين لمساعدة ديربورن هايتس على التحسن والتقدم».
من جانبه، باليتكو اعترض على ما أسماه بتلفيق الاتهامات ضده لتشويه سمعته، وقال: «كنت أتحدث مع محامي البلدية غاري ميوتكي، وقلت (لعبد الحق)، من الأفضل أن تذهب وتعتني بأطفالك». وأردف بالقول: «لم أطلق أي تهديد، ولن أفعل ذلك أبداً، لقد طلبت منه أن يكون أباً صالحاً يعتني بأطفاله».
وتابع قائلاً: «إن ما حدث لا يعدو أن يكون مجرد محاولة إضافية لتشويه سمعتي.. إنها محاولة تتعمد التخلص مني، لم تكن المحاولات السابقة ناجحة، لأنني أدير إدارة نظيفة، ولذا فإن الهجمات تسوء، وأخشى أن تزداد سوءاً».
وأكد باليتكو التزامه بالعبارات التي وجهها ضد عبد الحق، وقال إنه لن يستقيل. وأضاف: «قلت إنه (عبد الحق) بحاجة إلى رعاية أطفاله، وأنا أعني ذلك حقاً»، مستدركاً بالقول: «ولكنها فوضى، وهي متعمدة. المجتمع سوف يتأذى مما حدث، وأشعر أن مدينتنا في ورطة.. الأمر محبط».
وأشار إلى أنه يريد الاستمرار في خدمة سكان المدينة، وقال: «سأبذل قصارى جهدي من أجل خدمة السكان، أنا فخور بإنجازاتي، وسأواصل العمل من أجل خدمة المدينة».
Leave a Reply