واشنطن – مع إعلان القاضي في المحكمة الأميركية العليا، أنتوني كينيدي، الأربعاء الماضي، عن قراره بالتقاعد بعد ثلاثة عقود قضاها في أعلى سلطة قضائية في البلاد، بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على الفور، البحث عن قاض جديد من قائمة لديه تضم ٢٥ قاضياً مرشحاً للمنصب، جميعهم من المحافظين المتمسكين بنصوص الدستور.
ومن بين هؤلاء، ثلاثة قضاة من ولاية ميشيغن، هم: الرئيس السابق لمحكمة ميشيغن العليا القاضي الإفريقي الأميركي روبرت يونغ، وعضو محكمة الاستئناف الفدرالية السادسة في سنسيناتي، القاضي رايموند كثليدج، وزميلته الجديدة في المحكمة، القاضية جوان لارسن، التي كانت تشغل عضوية محكمة ميشيغن العليا عندما أدرجها ترامب ضمن قائمة المرشحين لخلافة القاضي الراحل أنتونين سكاليا، قبل أن يختار القاضي نيل غورسيتش لملء المنصب الشاغر عام ٢٠١٧.
وقام ترامب العام الماضي أيضاً، بتعيين لارسن، في عضوية محكمة الاستئناف الفدرالية السادسة في سنسيناتي (أوهايو) والتي تشمل جميع المحاكم الفدرالية في ولاية ميشيغن.
أما كثليدج فقد عينه في محكمة الاستئناف السادسة، الرئيسُ الأسبق جورج دبليو بوش عام ٢٠٠٧.
وبالعودة إلى عضو المحكمة الأميركية العليا، القاضي كينيدي –الذي سيبلغ عمره 82 عاماً في تموز (يوليو) المقبل– فهو يعدّ ثاني أقدم قاض في المحكمة العليا التي تضم تسعة أعضاء، وكان قد عين من قبل الرئيس الراحل رونالد ريغان في العام 1988 محسوباً على التيار المحافظ.
غير أن كينيدي تميز خلال سنوات خدمته بـ«التصويت المتأرجح»، حيث انضم في العديد من القضايا البارزة إلى صف القضاة الليبراليين، لاسيما في قضية تشريع زواج المثليين.
ووفقاً لبيان صادر عن المحكمة العليا فإن كينيدي اتخذ قرار التقاعد، الذي سيدخل حيز التنفيذ نهاية الشهر المقبل، من أجل قضاء المزيد من الوقت مع عائلته.
وتأسست المحكمة العليا في عام 1789، ومنحها الدستور الأميركي صلاحيات مطلقة على جميع القوانين، بما في ذلك القوانين التي قد تكون إشكالية من وجهة نظر دستورية.
ويشغل قضاة المحكمة مناصبهم مدى الحياة، لكن بإمكانهم المغادرة في حال قرروا التقاعد أو إذا أقيلوا بقرار من الكونغرس.
وتضم المحكمة العليا، خمسة قضاة محافظين –بينهم كينيدي– إلى جانب أربعة قضاة ليبراليين.
وترسيخاً للتوازن الحالي في المحكمة، سيحرص ترامب والجمهوريون على تعيين قاض محافظ بدلاً من كينيدي بحلول الخريف القادم، وفقاً لزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل.
Leave a Reply