ديترويت – قررت هيئة محلفين في محكمة مقاطعة وين، منح امرأة من سكان المقاطعة تعويضات مالية بأكثر من ثلاثة ملايين دولار لتعمد إساءة تشخيص إصابتها بالصرع وهي طفلة، من قبل طبيب عربي أميركي في مستشفى «أوكوود» في ديربورن (بومانت حالياً)، يشتبه بأنه تعمد التشخيص الخاطئ لحالات مئات المرضى بهدف تحقيق أرباح مادية من خلال إجراء فحوص وعلاجات غير اللازمة.
وتوصل المحلفون إلى أن طبيب الأعصاب ياسر عواد أساء ممارسة المهنة في تشخيص إصابة ماريا مارتينيز (26 عاماً) بالصرع عندما كانت في التاسعة من عمرها، كما وجدت الهيئة إدارة مستشفى «أوكوود» مذنبة بالإهمال في الإشراف على ممارسات الطبيب اللبناني الأصل.
وعلقت مارتينيز على قرار الهيئة بالقول إنه أزال ثقلا كبيراً عن كتفيها. فيما رفض محامو عواد و«بومانت» التعليق.
وكان عواد قد شخص إصابة مارتينيز بالصرع عام 2003، ولكن بعد أربع سنوات من تناول الأدوية المضادة للنوبات وإجراء فحوص دورية لكهرباء الدماغ والالتزام بتعليمات الطبيب بتجنب الأنشطة المثيرة للقلب، اكتشف طبيب آخر أنها لا تعاني من الصرع أصلاً.
وبحسب محاميي مارتينيز، أمر عوّاد خلال سنوات عمله في «أوكوود» بإجراء اختبارات على مئات الأطفال من منطقة ديترويت الكبرى، وقد أساء عمداً قراءة النتائج بتشخيص إصاباتهم بالصرع أو باضطرابات عصبية أخرى، مثلما حصل مع مارتينيز التي زارته لأول مرة بسبب شعورها بصداع متكرر.
وأضافوا «لقد عطلت تلك التشخيصات حياة الأطفال، وأجبرتهم على تناول الأدوية غير الضرورية والخضوع لمزيد من الاختبارات أثناء الزيارات المتكررة» مشيرين إلى أن موكلتهم عانت من تأثير الأدوية والفحوص المتكررة التي أدت إلى تباطؤ حركتها وانزوائها وتحولها إلى محط سخرية زملائها في المدرسة.
وقال المحامون إن إدارة مستشفى «أوكوود» كانت تغض الطرف عن تشخيصات عوّاد الخاطئة، بسبب الأرباح الطائلة التي كانت تدرها اختبارات تخطيط كهرباء الدماغ EEG.
وقالوا إن الإدارة كانت «منتشية» من إنتاجية عوّاد المرتفعة «لأن كل ما يهمها هو كسب المال»، وفقاً للدعوى.
وكان عوّاد قد التحق بمستشفى «أوكوود» عام 1999 كأول طبيب أعصاب للأطفال. وعلى مدى ثماني سنوات تقريباً، ارتفع راتبه من 185 ألف دولار إلى 300 ألف دولار سنوياً، كما كان مؤهلاً للحصول على مكافآت بقيمة 220 ألف دولار، عند استيفاء الأهداف المحددة له في الفوترة، حسب وثائق المحكمة.
وغادر عوّاد مستشفى «أوكوود» عام 2007 للعمل في المملكة العربية السعودية. عندما تم فحص مرضاه السابقين من قبل أطباء جدد، تبين أن العديد من التشخيصات كانت خاطئة.
وتشير وثائق المحكمة إلى أن عوّاد قال لمحامي مارتينيز خلال مواجهة قضائية مسجلة عام 2017، إنه كان يشخص الحالات بأقصى إمكانياته وربما يكون قد أخطأ، نافياً أن يكون قد خدعهم عمداً لإهامهم بأنهم مصابين بالمرض.
ومن المحتمل أن يطلب محامو عوّاد و«أوكوود» تخفيض قيمة التعويضات لأنها تتجاوز الحد الأقصى بموجب قانون ميشيغن.
يشار إلى أنه في عام 2012، أبرم عوّاد صفقة مع سلطات الولاية لتسوية اتهامات بوصف أدوية مضادة للنوبات لأربعة أطفال من دون مبرر طبي. وقد دفع حينها غرامة قدرها عشرة آلاف دولار ووافق على مراجعة عمله من قبل طبيب آخر لفترة من الوقت.
ولم يتوصل محامو 300 مريض سابق لدى عوّاد، إلى اتفاق لجعل القضية دعوى جماعية، مما يعنى مزيداً من الدعاوى والتعويضات التي ستطال عواد وإدارة المستشفى في قادم الأيام. والجدير بالذكر أن مستشفى «أوكوود» في ديربورن اندمجت في مجموعة مستشفيات «بومانت» عام 2014.
ويشار إلى أن الصَّرع هو اختلال عصبي داخلي ينتج عن اضطراب الإشارات الكهربائية في خلايا المخ، ويسبب نوبات متفاوتة من أعراضها فقدان الوعي وما قد يرافقه من تشنجات مختلفة وفقاً للحالة.
ويعاني نحو ثلاثة ملايين شخص في الولايات المتحدة، أو 1.2 بالمئة من السكان، من اضطراب الصرع، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (سي دي سي).
Leave a Reply