ديربورن – خاص “صدى الوطن”
عقد ثلاثة من نجوم المسلسل السوري “باب الحارة” مؤتمراً صحفياً في فندق “حياة ريجينسي” في ديربورن، مساء يوم السبت الماضي، وذلك على هامش زيارتهم للولايات المتحدة، حيث تم تكريمهم من قبل مؤسسات اجتماعية وإعلامية وجمهور عريض من متابعي المسلسل الذي حظي بشهرة شعبية واسعة.
وأدار اللقاء الصحفي الإعلامية ليلى الحسيني.
وسيطر الحديث عن “باب الحارة” على معظم أوقات المؤتمر الصحفي، حيث أجاب الفنانون الضيوف على أسئلة الإعلاميين.
واعتبر الفنان وفيق الزعيم، الذي لعب شخصية “أبو حاتم”: “أن ما فعله مسلسل “باب الحارة” لم يستطع أن يفعله أي عمل درامي آخر، في الوطن العربي، وفي العالم”. وعزا السر في ذلك “إلى المصداقية والأصالة والرغبة في قول الحقيقة، فكل أصيل يبقى”.
وحول النماذج والشخصيات النسائية التي قدمها “باب الحارة” والتي أثارت حفيظة بعض المثقفين السوريين، قال الزعيم: “برأيي أن المسلسل قدم نماذج نسائية مقبولة ومتعددة ومختلفة تعكس طبيعة المجتمع الدمشقي، فهناك نموذج شبه سلبي (فريال) ونموذج امرأة ثرثارة وعامية (أم زكي) ونموذج المرأة المثقفة والمتعلمة (أم حاتم، وسعاد) ونموذج المرأة المقاومة (أم جوزيف).
وأضاف الفنان الزعيم: “إن باب الحارة ليس هو أفضل عمل عن دمشق، وهو ليس عملاً ثوثيقيا، ولا يمثل كل طبقات المجتمع، وعلينا ألا نحمله أكثر مما يحتمل. ولكن مع ذلك أقول إن باب الحارة قدم البيئة الدمشقية، هذه البيئة ورثتها وأعايشها وأمارسها.. أنا (وفيق الزعيم) أبو حاتم بلا شروال، وعلينا أن ننظر بعين الوسطية ومحاكمة العمل على قدره، وبدون قسوة”.
وفي السياق، قال الفنان مصطفى الخاني، الذي لعب شخصية “النمس”: “إن باب الحارة لم يطرح نفسه كعمل توثيقي، بل هو عمل يعتمد على الحدوتة والحكاية الشعبية”.
وتكلم الفنان محمد الشماط (أبو مرزوق) عن بعض العادات الدمشقية التي كانت سائدة في أواسط القرن الماضي، والتي عايشها بنفسه. وقال: “إن مسلسل باب الحارة كان بالأصل جزءاً واحداً، ولكن تمت تجزئته إلى جزءين، وبعد النجاح الكبير الذي حققه المسلسل تم التفكير بالجزء الثالث، وبعدها بالجزء الرابع”.
ولدى السؤال عما إذا سيكون هناك جزء خامس، وعن الأخبار التي تتناقلها الصحف حول الجزء الخامس التي ستشهد عودة الفنان عباس النوري (أبو عصام)، آثر الفنانون عدم الإدلاء بأية معلومات.
برنامج احتفالي طويل ومتنوع
بدأ البرنامج الاحتفالي برقصات شعبية، بمشاركة فرقة “ليالينا” لفنون الدبكة.
ثم قام عريف الاحتفال الصحفي والإذاعي والكوميدي راي حنانية بالترحيب بالضيوف والحاضرين، وكانت له مشاركة كوميدية حيث روى للحاضرين عدداً من النكات اللاذعة والتعليقات الساخرة التي تتصل بصميم تجربته الشخصية كونه أميركيا من أصول فلسطينية متزوجاً بامرأة يهودية، إضافة إلى طرائف مضحكة في ظاهرها مؤلمة في باطنها، تناولت مسائل سياسية تتصل بالصراع العربي الإسرائيلي، وبعض عادات العرب الأميركيين وتقاليدهم.
وألقى قنصل سوريا الفخري في ديترويت ناجي أروشان كلمة مقتضبة رحب فيها بالضيوف النجوم، مقدراً جهودهم “في الأداء المميز لأدوار وشخصيات مسلسل باب الحارة الذي حظي بمتابعة جماهيرية واسعة على امتداد الوطن العربي”، وقال: “نرحب بضيوفنا الذي ساهموا بإنجاح “باب الحارة” ونفخر بجميع الممثلين والفنانين السوريين الذي كانوا سببا في انتشار الدراما السورية”. وعزا أروشان النجاح الذي حققه مسلسل “باب الحارة” إلى “تجسيد أدوار البطولة والشجاعة، والقيم العربية الأصلية، والحنين إلى حياة الحارات، حيث الجميع يعرفون بعضهم، ويتشاركون في الأفراح والأتراح”.
واستقبل الحاضرون النجوم السوريين الثلاثة برقصة السيف، على أنغام الأغنية “يا هلا بالضيف” وأغنية شارة مسلسل “باب الحارة”.
وكانت مشاركة لافتة للمطربة السورية “غيدا”، المقيمة في نيويورك، حيث غنت بعض الأغاني التراثية، مثل: يا مال الشام، يا محلا الفسحة، وأغنية فيروز: يا طير ياطاير، إضافة إلى عدد من أغانيها الخاصة من ألبومها الذي سيصدر إلى الأسواق قريبا (أغاني: عمار، سلام من دمشق).
وعرض فيلم وثائقي قصير بعنوان: “حكاية اسمها الشام”، تناول موضوعه عرضاً لبعض الأماكن والعادات الدمشقية القديمة، بمشاركة الفنان وفيق الزعيم والفنانة صباح جزائري.
وبعدها تم تكريم الفنانين الضيوف الثلاثة، حيث قام القنصل الفخري ناجي أروشان بتقديم شهادات تكريم، تقديراً لمساهماتم الفنية الراقية في مدّ الدراما السورية بعوامل النجاح والانتشار، والوصول إلى قلوب وبيوت المشاهدين على امتداد الوطن العربي. وكانت الفقرة الأخيرة في البرنامج الاحتفالي مع المطرب اللبناني أسامة بعلبكي الذي غنى مجموعة من الأغنيات التراثية الشعبية.
Leave a Reply