ديربورن – عائشة محمد
بعد 5 سنوات من الزواج تلقت مروى وثيقة الطلاق في نفس اليوم الذي حصل فيه زوجها على بطاقة الإقامة الدائمة «غرين كارد»، وقالت مروى – إسم مستعار- رفضت الكشف عن إسمها الحقيقي وتحمل الجنسية الأميركية «لقد غرر بي..تزوجني بهدف الحصول على الإقامة الدائمة» ووصفت مروى التجربة التي مرت بها مثل العديد من النساء العربيات الأميركيات بـ«زواج الغرين كارد».
لقد وقعت مروى ضحية أؤلئك الذين يبحثون عن نساء يتزوجوهن فقط بهدف الحصول على الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة, وهؤلاء عادة يبدأون المشوار وهم في الكلية, فهناك العديد من الطلبة الأجانب يحرصون على الزواج من نساء أميركيات حتى لا يضطرون لمغادرة أميركا عقب إنتهاء دراستهم, وهذا ما حدث مع مروى (35 عاما) إلتقت زوجها الذي أضحى الآن طليقها في الكلية, جاء من الشرق الأوسط ليدرس في الكلية, وإستطاع بشيء من الكلام المعسول وباقات الزهور أن يوقعها في حبه وطلب يدها وتزوجها, وبعد الزفاف مباشرة قدمت له الأوراق في دائرة الهجرة, وحصل على بطاقة الإقامة الدائمة عقب 5 سنوات, وخلال فترة زواجهما إستغل الزوج مروى في جلب والديه إلى أميركا مستخدما صفتها كمواطنة أميركية. وقالت «لقد إستغلني وحين لم يعد لي فائدة له تركني». إلتقت مروى مع محام وسألته ما إذا كان بوسعها رفع شكوى ضد طليقها لسحب بطاقة الإقامة الدائمة منه، قال لها لقد تأخر الوقت كثيرا لفعل ذلك لأنه حصل على غرين كارد الدائم.
هناك عدة أسباب تدفع الطلبة الأجانب لأن يحرصوا على أخذ الإقامة الدائمة في أميركا لعل أبرزها تمكينهم من الذهاب إلى بلدانهم والعودة بسهولة ويسر، إضافة إلى العيش في أميركا والتمتع بمستوى حياة أفضل. من جانبها قالت رغد – إسم مستعار – من ديربورن بأن الشائع عند الأهل والأصدقاء سؤال الفتاة حين يتقدم أحد لخطبتها ما إذا كان معه «أوراق» أم أنه يعيش خارج أميركا.
وتنوي رغد (19 عاما) السفر الى إحدى الدول العربية في كانون الأول (ديسمبر) لعقد قرانها والزفاف «بعد عودتي مباشرة سأقدم له الأوراق لأجلبه ليعيش معي هنا». ورغم كل التحذيرات لرغد من الأهل والأصدقاء من حكاية «زواج الغرين كارد» إلا إنها متفائلة.
حكاية سندس وهو أيضا إسم مستعار لإمرأة من ديربورن تزوجت من رجل من نفس قريتها في دولة عربية وإستغرق تقديم طلب جمع الشمل وجلبه الى أميركا ست سنوات تكبد فيها الزوج ووالده الكثير من العناء والمال، وبعد وصول الزوج الى أميركا تفاجأ بمتطلبات الحياة هنا والمسؤوليات الواقعة على كاهله، لم يكن يدرك أن الحياة ذات المستوى العالي في أميركا يلزمها العمل الجاد والمضني، فما كان منه إلا أن رجع الى بلده. أرادت سندس (24 عاما) مطلقة وأم لطفلة عمرها أربع سنوات أن تقص حكايتها لعل النساء في الجالية يستفدن من تجربتها مع زوج من الشرق الأوسط، هذا الزوج إقترن بإمرأة أخرى ويحمل الآن الجنسية الأميركية.
Leave a Reply