القاهرة – حفل المشهد المصري على مدى الأسبوعين الماضيين بتحركات احتجاجية في عدد من المدن المصرية؛ أهمها ما شهده ميدان التحرير في وسط القاهرة. وشهد الميدان مشاركة عدد من النجوم المصريين، الذين آثروا الانضمام الى الثورة ولو متأخرين فيما تمسك آخرون بالنظام المصري وتهجموا على المتظاهرين!
وفي حين اكتفى البعض بالتصريح لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، وجد البعض الآخر نفسه منخرطا في صلب الاحتجاجات يصرخ مع المطالبين بإسقاط النظام. وكشفت خريطة الأحداث مؤيدي النظام ومعارضيه، وحتى بعض المنافقين الذين ترددوا في الإعلان عن مواقفهم السياسية أو حتى تراجعوا عنها.
كما أبرزت الأحداث الأخيرة مواقف الفنانين السياسية، بعدما كانوا يمتنعون عن الإدلاء بأية تصريحات سياسية قد يكون ثمنها جمهورهم. ومن الفنانين الذين انضموا للشبان في الميدان عمرو واكد وأحمد حلمي وأحمد عيد ومنى زكي وحنان مطاوع وسهير المرشدي وتيسير فهمي وجيهان فاضل وخالد النبوي، الذي وصف ما يشهده ميدان التحرير حاليا بأنه “أعظم ملحمة تاريخية مرت على مصر منذ سبعة آلاف سنة”.
كما شارك كل من فتحي عبد الوهاب وآسر ياسين وخالد الصاوي وشريهان وأحمد عيد وأحمد كمال وغيرهم الكثير. يذكر أن شريهان كانت ذكرت في تصريحات إعلامية أنها لولا أن دمها مسرطن لتبرعت به للمصابين.
ومن المخرجين شارك كل من داود عبد السيد ومحمد كامل القليوبي وخالد يوسف وأحمد رشوان وهاني خليفة وعمرو سلامة ومحمود كامل ومحمد دياب، إضافة إلى المنتج محمد العدل.
كما ظهرت طبقة من الفنانين المصريين التي “غيرت رأيها” بعد أن هاجمت الثورة الشعبية في مرحلة أولى ثم انتقلت الى صفوفها وأبرز هؤلاء المغني تامر حسني الذي توجه الى ميدان التحرير لمشاركة المتظاهرين، وعندما حاول اعتلاء المسرح في الميدان قامت الجموع بطرده بسبب “النفاق” فأجهش بالبكاء.
وكان حسني قد قال في اتصال هاتفي مع برنامج “مباشر مع عمرو أديب” (الذي بدوره طرد من الميدان) على قناة “الحياة” الفضائية مساء الأحد 6 شباط (فبراير): “عندما قامت انتفاضة المتظاهرين كنت في هولندا أقدم حفلا هناك، ولم أكن في مصر، وسمعت وقتها من أمي أن هناك مخربين يدخلون بيوتنا ويحتلون بلادنا، وأن هناك عملاء أجانب”. وأضاف “كان عندي بعد حفلة هولندا جولة في أميركا وكندا كنت سأقدم خلالها ست حفلات، لكني قمت بإلغائها، وقد سمعت وقتها عن الثورة والفوضى التي حدثت بالبلاد وعدم الأمن الذي يعيش فيه الناس”.
أبواق النظام
في المقابل حذر عدد من الفنانين من قيام فتنة، مستنكرين الهجوم على الرئيس حسني مبارك والمطالبة برحيله، مستشهدين بتاريخه وإنجازاته خلال السنوات الماضية(!) فقد أكدت الفنانة المصرية المعتزلة شمس البارودي أن سيناريو الفتنة التي حدثت في العراق يتكرر الآن في مصر، فيما دافعت الراقصة فيفي عبده ويسرا وزينة عن النظام. أما الفنانة غادة عبد الرازق فاعتبرت أن التظاهرات “غدر بحق الرئيس مبارك”، شأنها شأن صابرين التي اعتبرت الأمر بمثابة الإهانة. أما حسن يوسف فشنّ حملة اتصالات هاتفية على قنوات مصريّة قال فيها: “إن هناك أصابع خارجية وراء التظاهرات”.
كما كان موقف الممثل أحمد السقا مغيظاً للمتظاهرين حيث دافع في تصريحات تلفزيونية عن نظام مبارك، وهاجم الثورة. ومن جهتها، طالبت الممثلة علا غانم المتظاهرين الموجودين في “التحرير” بالرحيل، لاستنئاف الحياة بشكل طبيعي، مشيرة إلى أنها فكرت في السفر خارج مصر بسببهم.
وعلى عادته، لم يترك “الفنان” الذي فرضه الإعلام المصري صورة للشارع الشعبي طوال سنين مضت شعبان عبد الرحيم المناسبة دون أن يغني لها فقد أطلق أغنية يهاجم بها الشباب المتعصمين في ميدان التحرير محذرا اياهم من وجود عملاء بينهم كما هاجم المعارض محمد البرادعي حيث يقول في مقطع من الأغنية “يا برادعي يللي مولعها كبّر دماغك وسعها، كفايه العراق واللي عملته، دى مصر مش هاتوقعها.. وهيه”.
ومن ناحيته، أكد الفنان عادل إمام الذي لطالما دافع عن الرئيس حسني مبارك والحزب الوطني على أنه يؤيد مطالب الشباب وما فهمه الناس من تصريحاته الأولى كان من قبيل سوء الفهم لها.
أغان وطنية
وكأي قطاع تأثر بتداعيات الاحتجاجات والإضرابات، أعلن عديد الممثلين تأجيل تصوير مشاريعهم الفنية سواء كانت سينمائية أو درامية، نذكر منهم عادل إمام (مسلسل فرقة ناجي عطا الله) مي عز الدين وغادة عبد الرازق وخالد النبوي وصابرين وغيرهم كثير.
وربما كان أكثر المشاهد ألما تعرّض الملحن عمار الشريعي لنوبة قلبية، في أثناء مشاركته في التظاهرات، حيث كان المشهد زاخما وعاطفيا أثّر على قلبه العليل.
أما الفنانون العرب المتواجدون في مصر، فأعرب معظمهم عن دعمهم لمطالب الشباب، ومنهم من بقي على أرض مصر ومنهم من غادرها خوفا من تأزم الوضع أمنيا.
Leave a Reply