ديربورن أمام تحديات حقيقية وتغييرات مؤلمة في مجال الخدمات
ديربورن – خاص “صدى الوطن”
“التحديات المالية الكبيرة التي تواجهها مدينة ديربورن هي تحديات حقيقية وتحتاج إلى مواجهة فورية”. هذا هو جرس الإنذار الذي دقه رئيس بلدية المدينة جاك أورايلي في خطابه السنوي عن حالة المدينة الذي ألقاه ليل الأربعاء الماضي.
غير أن أورايلي أكد بالمقابل، أن الرؤية المتطورة لأجل إنهاض ديربورن لاتزال حاضرة ومتحفزة وقابلة للتحقيق، شرط إحداث توازن بين العائدات والإنفاق، وهذا يعني تغييرات غير مريحة، بل مؤلمة في مجال الخدمات ورفع الضرائب، على الأقل مؤقتا، الى مستويات ما قبل الركود.
وسعى أورايلي الى اقناع المستمعين الى خطابه داخل المجلس البلدي ومواطني المدينة الذين تابعوه من منازلهم عبر الكايبل، بدعم خططه لأجل تحقيق تلك الرؤية من أجل ديربورن.
وحذر أورايلي من “أننا سنفشل بدون هذا الدعم، لأنه، وكما هو الحال دائما، أنتم، مواطني المدينة وأصحاب المصالح التجارية فيها، وموظفي البلدية من يتابعنا هنا أو في منزله العنصر الحاسم والحيوي لنجاح مجتمع مدينتنا”.
وأعلن أورايلي أنه خلال الأربع سنوات المنصرمة فقدت المدينة ربع عوائدها أو ما يوازي 25 مليون دولار. وقال أورايلي إنه بسبب الخسارة الدراماتيكية التي تعرضت لها خزينة المدينة، الى جانب أسباب أخرى، يتوقع المسؤولون عجزا بقيمة 20 مليون دولار للسنة المالية القادمة، إذا لم نبادر الى إحداث تغييرات فورية، وعجزا موازيا (20 مليون دولار) في كل سنة، على مدى السنوات المالية الخمس المقبلة، إذا استمرت الميزانية بدون تعديلات.
وأوضح أورايلي أن العجز السنوي يمثل عجزا بنيويا ما يعني أن العائدات الأقل لن يكون بمقدورها تغطية هذا العجز، ولا حتى الانفاقات الأساسية.
وأضاف أورايلي أن مدى انخفاض العوائد الحقيقية هو غير مسبوق ولم يتوقعه جميع الخبراء، حيث وجدنا أنفسنا أمام خسارة متوقعة بنسبة 25 بالمئة في قيم الممتلكات العقارية الخاضعة للضرائب على مدى خمس سنوات، فضلا عن انخفاض بقيمة 6 ملايين دولار من العائد المحصل من حصتنا من عوائد الولاية، وخسارة متوقعة بقيمة 16 مليون دولار في ضرائب الممتلكات الشخصية.
وبالمقابل، اضاف أورايلي،أن الانفاقات التي لا يمكن التحكم بها بسهولة من قبل سلطات المدينة تؤثر أيضا في العجز المالي البنيوي وتتضمن زيادات في نفقات الرعاية الصحية لموظفينا والأموال المطلوبة لصندوق التقاعد.
وأوضح أورايلي أن الزيادة في الإنفاق تؤدي الى تحويل أموال بعيدا عن مجال الخدمات التي نقدمها للسكان.
واستعان أورايلي خلال خطابه، تكراراً بمقاطع فيديو تظهر نقاشات خاضها مع ثلاثة من رؤساء اللجان الفرعية لفريق العمل الاستشاري الذي شكله، وهم: إرني أوز وتيم براكو وجين آهرن.
وقال أورايلي إن الانخفاض في العوائد لعب دورا مهما في الجهود الشاملة من أجل اقتطاع أكلاف بنيوية سنوية بمبلغ 12 مليون دولار.
أضاف إنه بسبب الانخفاض في قيمة العقارات فإن معدل الضريبة الجديد بات يجلب للخزينة 48 مليون دولار سنويا، فيما أكلاف ادارة شرطة المدينة وقسم الإطفاء تبلغ ما يقرب من 51 مليون دولار، وهذا الأمر الواقعي يعني بأننا لا نتلقى ما يكفي من الدولارات الضريبة اللازمة للإدارة، من أجل تغطية كل أكلاف ادراتي السلامة العامة لدينا.
وأعلن أورايلي أن التعاطي مع العجز هذه السنة سيكون بالتكيف مع ميزانية لمدى 3 سنوات لأن هذه الميزانية سوف تظهر بوضوح أننا اذا لم نقم بالاقتطاعات الملائمة، أو تبني سياسة تعزيز العوائد في السنة الأولى، فإن فشلنا سوف يظهر حتى بطريقة أكثر دراماتيكية في السنتين الثانية والثالثة.
وأعلن أورايلي أنه سيقترح على المجلس البلدي زيادة على الضريبة العقارية بمقدار 1.38 جزء من ألألف، مع احتمال أن يطلب من سكان المدينة التصويت في وقت لاحق على زيادة إضافية بمقادار 3.5 جزء من الألف كما أوصى فريق العمل الاستشاري.
ويعتزم رئيس البلدية وأعضاء المجلس البلدي الاجتماع قريبا لوضع خطة لمعالجة الأزمة. وأعرب أورايلي عن اعتقاده أن الكثير يمكن تغييره لكن إذا أكدنا التزامنا الحقيقي واحدنا تجاه الآخر كجيران وتجاه شعورنا الاجتماعي التعاضدي.
وختم أورايلي قائلا: “أنني واثق بأن ديربورن سوف تعزز إمكاناتها القوية وتستمر في أن تكون مكانا مميزا للعيش”.
Leave a Reply