في خطوة أولى من نوعها، أعلنت جامعة «ماري غروف»، وهي جامعة كاثوليكية خاصة، عن افتتاح «غرفة الأديان»، التي ستستخدم كمصلى للطلاب المسلمين، وذلك في إحتفال حاشد حضره رئيس الجامعة والطلاب ونشطاء من الجالية الإسلامية، أقيم يوم الأربعاء ١٥ كانون الثاني (يناير) الماضي.
افتتاح المصلى جاء تأكيداً على التنوع والتعددية الدينية داخل الجامعة، حسب رئيسها الدكتور ديفيد فايك الذي قال إن «الاحتفاء اليوم يرمز إلى تجمعنا معاً كجاليات متعددة وكأفراد في رحلة الحياة».
القزويني متحدثاً في افتتاح «غرفة الأديان» بجامعة «ماري غروف» |
وحضر الإفتتاح، السيد حسن القزويني، مرشد «المركز الإسلامي في أميركا»، الذي شدد على الهدف الروحي الجامع لكل الأديان. وقال «كل الطرق تؤدي إلى الله ونحن نعبده من خلال لغات مختلفة وهو الواحد الذي يعرف كل اللغات. ومن خلال إحتفالنا بتدشين هذه الغرفة الدينية نحتفل أيضاً بقواسمنا وأنا على يقين أن مانتشارك فيه يفوق مانختلف عليه».
خريجة جامعة «ماري غروف»، الناشطة عليا زيدان، إنتسبت للجامعة عام ٢٠٠٧ وهي واحدة من المساهمين الرئيسيين في تحقيق هذه الخطوة.
وعن ضرورة وجود مصلى داخل الجامعة، أشارت زيدان إلى صعوبة قطع المسافة إلى منزلها والتي كانت تستغرق ٣٠ دقيقة بالسيارة في اتجاه واحد من أجل أن تقضي فريضة الصلاة خصوصاً إذا كانت صفوفها تبدأ صباحاً وحتى فترة بعد الظهر.
وأضافت زيدان «هناك مكان عبادة مخصص للطلاب المسيحين.. فتساءلتُ في نفسي لماذا لا يخصص مكان للطلاب المسلمين لكي يصلوا فيه؟»، وتابعت «عندها تحدثت في الموضوع مع مدير الشؤون الدينية في حرم الجامعة الأخ جيسي كوكس وفاتحته بهذه الخطوة خصوصاً بعد تزايد أعداد الطلاب المسلمين المستفيدين من برنامج منح كرة القدم والدراسات الدولية».
ولفتت زيدان الى أنها لم تفعل كل ما بوسعها لإنجاح المشروع بسبب إنشغالها بدراستها «لكن إدارة الجامعة كانت تلاحق المقترح بكل جدية».
وقد قامت جانيس ماشوساك مديرة «الدمج الديني» بنقل إقتراح زيدان إلى إدارة الجامعة التي قامت بدورها بالتشاور مع مؤسسات الجالية في ديربورن من أجل إختيار غرفة مناسبة لهذا الغرض.
وخلال فصل الخريف الدراسي عام ٢٠١٣، وهو الفصل الأخير لزيدان قبل التخرج، أصبحت الغرفة متاحة للطلاب فقامت بجمع مبلغ ٦٠٠ دولار من تبرعات لشراء سجادات صلاة وثياب ونسخ من المصحف الشريف لوضعها في الغرفة. وقالت حول الموضوع إنها كانت «مسرورة جداً» لأنها أرادت تحقيق المشروع قبل أن تترك الجامعة.
وأضافت أنه من الصعب حصر عدد الطلاب المسلمين في الجامعة، وذلك لأن إعلان ديانة الطالب في قسيمة الإنتساب ليس إجبارياً، بل يعود إلى إختياره الشخصي، إلا أن تقديراتها رجحت وجود أكثر من مئة طالب مسلم في جامعة «ماري غروف» (شمال ديترويت).
وشكرت زيدان الجامعة جزيل الشكر على تقديم هذه التسهيلات للطلبة المسلمين، خاصة بالذكر ماشوساك.
نور حسين التي أتت حديثاً إلى الولايات المتحدة وتدرس حالياً في الجامعة مادة العلوم الإجتماعية لم تتوقع أن ترى مصلى للمسلمين في جامعة أميركية كاثوليكية، وأردفت «هذا شيء جميل».
والمعروف أن جامعة «ماري غروف» تملكها مؤسسة «أخوات وخادمات قلب مريم الطاهر» وهي منظمة كاثوليكية خاصة مقرها مدينة مونرو في ميشيغن. وقد تأسست الجامعة في ديترويت عام ١٩٠٥ ككلية مدة الدراسة فيها سنتان أما اليوم فتضم الجامعة ٩٨٤ طالباً في المراحل الجامعية الأولى و١٧١٣ طلاب دراسات عليا، كما أن الجامعة تقدم برامج تعليم اللغة العربية.
بدورها، شكرت ماشوساك الطلاب الذين بدأوا الحديث عن المشروع وهم القوة الدافعة لخلق كل مانقوم به» على حد وصفها.
Leave a Reply